Close ad

"أسباب الانحراف الأخلاقي للأولاد"

1-3-2019 | 17:09
أسباب الانحراف الأخلاقي للأولادتربية الأبناء
علي شفيق الشيمي

"أخرج الإمام أحمد، والحاكم، والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق"، وأن رجلا سأل رسول الله "صلى الله عليه وسلم" عن حسن الخُلق فتلا قوله تعالي: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).

مما لا شك فيه أن عدم اتباع سنة الرسول "صلى الله عليه وسلم" في تربية أولادنا والاهتمام بغرس حسن مكارم الأخلاق منذ الصغر، والذي يُعتبر من الدعائم الأساسية حتى ينشأوا على الفضائل الخُلقية والآداب الاجتماعية؛ ليكونوا مثالا في حُسن الخلق، فتكون الثمرة عدم سماع الشتائم والألفاظ الخادشة للحياء والتي تلوث الآذان؛ سواء من صغار السن فضلا عن الكبار.

إليكم بعض أسباب الانحراف الخلقي للأولاد والانحلال السلوكي:

أولًا: إطلاق العنان للأولاد في أن يخالطوا قرناء السوء، ورفقاء الشر دونما سؤال ولا رقيب.. فلا شك أن الأولاد سيتأثرون بمخالطتهم ويكتسبون الكثير من انحرافاتهم، وسوء أخلاقهم، وكما جاء في الحديث الشريف "المرء على دين خليله فلينظُر أحدكم من يخالل"، فلابد من مساعدتهم في انتقاء الأصدقاء بعقل وحكمة، من كان ينفعكم في دِينكم ودُنياكم فعليكم بمصاحبته، ومن لا ينفعكم فعليكم الابتعاد عنه وعدم مصاحبته.

ثانيًا: ترك الأولاد دون رقابة ومتابعة في حياتهم اليومية، وأثناء مشاهدتهم الأفلام الغرامية التي تثير الغرائز، وتوجه إلى الميوعة والانحلال، وأيضًا الأفلام البوليسية التي تحض على الانحراف والإجرام، وهي بتأثيرها تفسد الكبار فضلا عن الصغار، ولاشك أن من يسمح لأولاده بأن يروا شاشة التليفزيون دون رقيب يقذف بأولاده إلي هاوية سحيقة ستؤدي حتمًا إلي هلاك ودمار محتوم، فإن المسئولية تقع على عاتق الآباء والأمهات في المرتبة الأولى.

"عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راعٍِ ومسئول عن رعيته، فالإمام راعٍِ وهو مسئول عن رعيتهِ، والرجل راعٍِ وهو مسئول عن رعيتهِ، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيدهِ راعٍ وهو مسئول عن رعيتهِ".

لا بد أن يكون الأب والأم قدوة لأبنائهم في جميع تصرفاتهم وأفعالهم، وألا يتركوا المجال لأبنائهم في الخروج من المنزل وقت ما يشاءون ثم يعودون في أوقات متأخرة من الليل دون أسباب.

ثالثًا: السماح للأولاد باقتناء المجلات والكُتب التي تحتوي على موضوعات خليعة والصور العارية، ومطالعة القصص الغرامية المثيرة والتي تُمهد الطريق لفعل الفحشاء والمنكر والتي من خلالها يتلقون دروس الصداقات المشبوهة، والارتباطات الجنسية الآثمة.

رابعًا: تهاون رب المنزل في عدم الاحتشام للبنات وأهل بيته، والتغاضي عن سفورهن وتبرجهن والتغافل عن مصاحبتهن ومخالطتهن للجنس الآخر، والتساهل في أن يخرجن بالأزياء المغرية والعورات المكشوفة حتى لا يعتادوا حياة الفجور والمنكر، ويقعن في حبائل الشيطان والغواية والفسوق، وربما يأتي في نهاية المطاف إلي انتهاك الأعراض، وتلويث الشرف وهدر العفاف وعند إذ لا ينفع الندم والبكاء.

يقول بعض العلماء: مكارم الأخلاق من صفات الأنبياء والصديقين، بها تنال الدرجات، وترفع المقامات، وقد خص الله جل وعلا نبيه محمدا "صلى الله عليه وسلم" بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب، فقال تعالي: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (4) القلم.

ولا أجد ما أختم به أفضل من قول رسول الله "صلى الله عليه وسلم: "إن أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا"

أخي المسلم جُمعت علامات حسن الخلق في صفات عدة فاعرفها:

* أن يكون الإنسان كثير الحياء، وقليل الكلام وقليل الأذى.

* أن يكون صدوق اللسان، كثير العمل، كثير الصلاح.

* قليل الفضول، برًا وصولًا، وقورًا صبورًا، لا لعانًا ولا سبابًا.

كلمات البحث