اختتمت اليوم، فعاليات مسابقة موسكو الدولية للقرآن الكريم في نسختها الـ١٩، ليسدل الستار على منافسة اتسمت بالجد، واصطبغت بروح الشباب من قراء كتاب الله تعالى، الذين أثار أداؤهم إعجاب لجنة التحكيم لدرجة الحيرة في تحديد الفائزين، بل وصل الأمر إلى تصفيق المصلين الحاضرين المنافسات بمسجد موسكو الكبير.
وحصل على المركز الأول عبدالحكيم العوسجي من اليمن، يليه ثانيًا محمد معرف من تونس، وحل وليد المرزوقي من الإمارات العربية المتحدة في المركز الثالث، ويحتل حارث كاريو متسابق البوسنة والهرسك المركز الرابع.
وفي معرض كلمته، رحب المفتي الشيخ راوي عين الدين، رئيس مجلس شورى المفتين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، بالضيوف والزوار، وممثلي سفارات الدول العربية والإسلامية، وأعضاء لجنة التحكيم، والأئمة والخطباء العاملين في مختلف الإدارات الدينية في المدن والمناطق والمقاطعات الروسية، والحاضرين من مختلف الجنسيات والمعتقدات الدينية.
وقال مفتي روسيا: الحمد لله على نعمة القرآن، والحمد لله على كرمه ورحمته ودعمه لنا حتى ننظم هذه المسابقة المباركة لتصبح عيدا قرآنيا للأنفس والقلوب يُحتفل به في العاصمة الروسية، وندعو الله أن نكون من الملتزمين بتعاليم الإسلام التي تحث على التسامح والمحبة والسلام والوئام؛ حتى يعيننا على لقائه وننال شفاعة القرآن الكريم.
وعبر عين الدين عن فخر مجلس شورى المفتين لإدراج مسابقة موسكو للقرآن الكريم ضمن الفعاليات التي تشارك شعب الإمارات العربية المتحدة احتفاله بمئوية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، وإطلاق اسم "زايد الخير" على النسخة التاسعة عشرة من المسابقة، وذلك بدعم من حكومة دبي ممثلة في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم؛ مما يدل على أن القرآن جسر يصل بين الشعوب والحضارات ليتعارفوا ويتبادلوا الأخوة وينشروا المحبة والسلام، وهذا هو النموذج السائد في روسيا المتعددة الأعراق والديانات.
وحاملا رسالة من الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً، قال الدكتور سعيد حارب، نائب رئيس جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم: لقد جئنا نحمل مشاعر الود والتقدير والاحترام للشعب الروسي بكل أعراقه وأديانه وأطيافه، والذي تجمعنا معه علاقات تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل، كما جئنا لنشارككم هذا الحفل الختامي لجائزة موسكو الدولية للقرآن الكريم في دورتها التاسعة عشرة، والتي تحمل اسم علم من أعلام القادة الذي أثروا في مسيرة الدول في هذا الزمن، وهو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي ترك بصماته الواضحة على شعب الإمارات وعلى العلاقات الإنسانية بين شعوب العالم، فلم يكن رحمه الله قائدا محليا بل كان رجلا عالميا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فعمل مع قادة العالم من أجل سعادة البشرية ورخائها، كما عمل من أجل السلام والتعاون بين البشر، فكان من الرجال الذين سيذكرهم التاريخ بكل فخر واعتزاز، واليوم يعتز أبناء الإمارات بهذا الأب المؤسس.
وتابع حارب: لقد كان من مآثر الشيخ زايد ـ رحمه الله ـ اهتمامه وعنايته بالتعاون بين أصحاب الديانات السماوية، والعمل بالمبادئ السمحة التي جاءت بها هذه الأديان وبحق الإنسان وحريته في ممارسة دينه دون إكراه، وقد حظي الدين الإسلامي، والقرآن الكريم بعناية خاصة منه ـ رحمه الله ـ، فمع قيام دولة الإمارات العربية المتحدة أنشأ رحمه الله "مشروع زايد لتحفيظ القرآن الكريم" حتى يتعلم أبناء المسلمين القرآن الكريم ويتعرفوا على دينهم بصورة صحيحة بعيدًا عن الغلو أو التطرف؛ فالقرآن الكريم جاء بالقيم الأخلاقية العظيمة للمسلمين ولغيرهم، فقد دعا إلى احترام الإنسان بغض عن لونه ودينه وجنسه، ودعا إلى التعايش بين البشر والتعاون بينهم وغير ذلك من القيم والمبادئ التي تحقق للبشرية الخير والصلاح.
وكان القارئ المصري إبراهيم حسن سيد أحمد، المشارك في مسابقة موسكو الدولية للقرآن الكريم، قد أصيب بحالة إغماء أثناء الحفل الختامي منعه من إكمال المشاركة، وتم إسعافه على الفور في أحد مستشفيات العاصمة الروسية، وقد لقى معاملة خاصة من قبل الطاقم الطبي عندما علموا أنه مسلم وأحد المتسابقين في المسابقة القرآنية الروسية.
محرر بوابة الأهرام مع عبد الحكيم العوسجي الفائز بالمركز الأول
عين الدين يسلم المتسابق اليمني عبد الحكيم العوسجي درع المركز الأول
الفائز بالمركز الثالث وليد المرزوقي من الإمارات العربية المتحدة
إحدى أفراد الطاقم الطبي الروسي أثناء عمل الفحوصات الطبية للمتسابق المصري