قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا إن لربكم في أيام دهرِكم نفحات فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم منها نفحة فلا تشقوا بعدها أبدا) رواه الطبراني في الكبير.
في مثل هذه الأيام من شهر محرم يأتي ذكرى يومٍ عظيم وهو يوم عاشوراء الموفق 10 محرم.
يوم عاشوراء هو أحد أيام شهرالمحرم، وهو أحد الأشهر الحرم التي عظمها الله تعالي وذكرها في كتابه فقال: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، ويستحب الإكثار من الصيام في شهر الله المحرم.
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (أفضل الصيام بعد رمضان شهر المحرم)، وكان أهل قريش من اليهود والنصارى - في الجاهلية قبل الإسلام - يصومون ذلك اليوم.
وبعد أن هاجر النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" من مكة إلى يثرب - والتي سُميت بعد ذلك المدينة المنورة بأنوار الرسول الكريم - وأرسى مبدأ المواطنة وهو أعلى مراتب الديمقراطية في الدول الديمقراطية الحديثة.
أولاً: آخى بين المسلمين المهاجرين والأنصار، ثم عقد مصالحة بين القبائل في المدينة، والتي تمثلت في معاهدة صلح بين قبيلة الأوس والخزرج بعد حروب طويلة وقتل فيما بينهم، ثم عقد اتفاق بين اليهود والنصارى من جانب والمسلمين من جانب آخر، على أساس التعايش السلمي فيما بينهم، وشدد على الاهتمام بالعلم والعمل الجاد؛ حتى أصبحت المدينة تنعم بالسلام، ويعرف كل فرد واجباته وحقوقه نحو مجتمع أهل المدينة، وعندما رأى اليهود من أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء، ويحتفلون به، ويلبسون نساءهم فيه الحلي ويتخذونه عيدًا، فلما سأل عن هذا قالوا: يا رسول الله هذا يوم نجى الله فيه نبيه موسى عليه السلام من فرعون قومه، بعد أن أوحى الله إليه أن يضرب البحر بعصاه، فانشق البحر وعبر نبي الله موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين فنجا وغرق فرعون وجنوده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أولى بموسى منهم.
وورد في مسند أحمد أن النبي قال: (لئن سلمت إلى قابل لأ صومّن التاسع والعاشر - يعني عاشوراء - لمخالفة ليهود) فلم يأت العام التالي إلا وقد توفي النبي "صلي الله عليه وسلم"، ومن هذه اللحظة في كل عام يحتفل المسلمون بهذا اليوم، لما له من صواب وأجر عظيم عند الله عز وجل.
وفي مثل هذا اليوم أيضًا اُستشهد سيد شباب أهل الجنة "الحسين" بن علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" واثنان وسبعون (72) من أهل بيت النبوة وأنصاره، على يد قائد جيش اليزيد ابن معاوية، حيث حاصر جيش اليزيد "الحسين" وأهله وبعض أبنائه وأبناء أخواته، ومنعوا عنهم الطعام والشراب، ثم قتلوه وقطعوا رأسه الشريف، فكانت ذكرى أليمة. ورد في مسند أحمد.