Close ad

تعرف على السيدة أم حبيبة أم المؤمنين

6-7-2020 | 15:48
تعرف على السيدة أم حبيبة أم المؤمنينالدكتور أسامة فخري الجندي الباحث بالأزهر الشريف
حوار: حسـني كمـال

السيدة رملة بنت أبي سفيان زوجة النبي: امرأة جميلة استطاعت أن تصل إلى مكانة عظيمة وجاهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وتاريخ السيدة رملة بنت أبي سفيان زوجة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يرويه لنا الدكتور أسامة فخري الجندي الباحث بالأزهر الشريف، ومن علماء وزارة الأوقاف، في حوار خاص لـ"بوابة الأهرام": وإلى نص الحوار:

من هي السيدة رملة بنت أبي سفيان وماهو نسبها؟

نسبها: هي رملة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أسلمت قديماً، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش، ولها مأساة كبيرة جداً، حدث عنها أخواها الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وعنبسة، وابن أخيها عبد الله بن عتبة، وعروة بن الزبير. كان لأم المؤمنين أم حبيبة مكانة عالية، وحرمة فائقة، ولمكانتها قيل لأخيها معاوية: أنت خال المؤمنين، لأن أخته أم المؤمنين، وهو أخوها، فكان معاوية يدعى خالَ المؤمنين لمكانتها العلية عند المسلمين.

نعم فالمرأة تستطيع أن تصل عند الله إلى أعلى مكانة، ولا تمنعها أنوثتها أن تكون ولية لله، ولا يمنعها كأنثى أن تكون عالية القدر عند الله، ولا يمنعها أن تسبق آلاف الرجال، هذه حقيقة.

إلى أين هاجرت ولماذا؟ وماهي المحن الشديدة التي مرت بها السيدة أم حبيبة؟

كانت هجرتها إلى دار أمن، وتحملت الأذى والمشقة، لما اشتد الأذى على المسلمين من المشركين في مكة، بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يبحث عن مكان يستأمن فيه على الصحابة الكرام من أذى المشركين الذين لم يتركوا لونًا من ألوان الأذى إلا وصبوه على المسلمين، فاستعرض الجزيرة العربية ووجد هناك قوتين (الروم والفرس) أما الفرس فهي مستبعدة؛ لأنها تعبد النار، فبدأ ينظر صلى الله عليه وسلم إلى الروم وهم قوم أهل كتاب، ولكن ليس كل صاحب كتاب ملتزم بكتابه، فأذن النبي عليه الصلاة والسلام للمسلمين المستضعفين بالهجرة إلى الحبشة، وكان ممن هاجر السيدة أم حبيبة مع زوجها عبيد الله، وتحملت هذه الزوجة الكثير مما تحمله الصحابة من أجل إسلامهم، تحملت أذى قومها، وتحملت هجر أهلها، وترك وطنها وديارها، وما كان ذلك كله إلا لتحيا حياة الإيمان والإسلام بعيداً عن الشرك والعصيان.

محنة ما أشدها:

حينما استقرت السيدة أم حبيبة في الحبشة آمنة مطمئنة، فاجأتها محنة شديدة وعصيبة، هذه المحنة تتمثل في ردة زوجها عن الإسلام وتنصّره، هي محنة بكل المقاييس، الناس كانوا يدخلون في دين الله أفواجاً، حتى إن النجاشي نفسه أسلم، وأسلم معه كبار البطارقة، والسيدة أم حبيبة زوجها تنصر، وشرب الخمر حتى مات من شربها، هل هناك محنة أقصى من هذه المحنة؟

من وكلت أم حبيبة في تزويجها، وما موقف والدها (أبو سفيان) وردة فعله من هذا الزواج؟

أخرج ابن سعد عن أم حبيبة أنها قالت: (رأيت في المنام كأن زوجي عبيد الله بأسوأ صورة ففزعت، فأصبحت فإذا به قد ترك دينه، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به، وأكبّ على الخمر حتى مات من شرب الخمر، فأتاني آت في نومي، فقال: يا أم المؤمنين).

إنه دعم إلهي للسيدة أم حبيبة برؤيا صادقة، فكلمة (يا أم المؤمنين) أي ستغدو زوجة النبي عليه الصلاة والسلام.

فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن لي، فإذا هي جارية يقال لها أبرهة، فقالت: (إن الملك يقول لك: وكِّلِي من يزوجك؟ فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته، فأعطيت أبرهة على بشارته سوارين من فضة، فلما كان العشي، أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب، ومن هناك من المسلمين، فحضروا، وخطب النجاشي، فحمد الله تعالى، وأثنى عليه، وتشهد، ثم قال: أما بعد؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة، فأجبت، وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير، ثم خطب خالد بن سعيد، فقال: قد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله، وزوجته أم حبيبة، وقبض الدنانير، وصنع لهم النجاشي طعاماً (قالت أم حبيبة: فلما وصل إليّ المال أعطيت أبرهة منه خمسين ديناراً، فردّتها إليّ، وقالت: إن الملك عزم عليّ بذلك، يعني يبدو أنها صادقة- أبلغت الملك أنها أعطتها سوارين من فضة، فزجرها، وقال: أرجعي كل ذلك، وردت عليّ ما كنت أعطيتها أولاً، ثم جاءتني من الغد؛ بعود من الطيب، وورس، وعنبر، فقدمت به معي على رسول الله.

كم من الوقت مر عليهم في هجرة الحبشة وماذا فعلوا؟

قيم محمدية شهد بها أبو سفيان وغيره:

نعم فكم هي عالية وسامية أخلاق النبي، حتى إن أبا سفيان، وهو من أكبر أعدائه، ناصبه العداء عشرين عاماً، وحاربه أكثر من مرة، في بدر، وأحد، والخندق، ومع ذلك ماذا قال عنه؟ قال: إنه الكفء الكريم الذي لا يعاب ولا يرد، معنى ذلك لو أن المشركين وجدوا على النبي مأخذاً واحداً، لملأوا الدنيا صياحاً، لكنه هو الكريم، ابن الكريم، الصادق، الأمين، الورع، هذا قبل البعثة، اسمه الأمين أساساً.

في طريق العودة إلى الوطن، واستقبال النبي للمهاجرين ولزوجته أم حبيبة:

عادت هذه المهاجرة الصابرة (أم حبيبة) عقب فتح النبي خيبر، ومعنى هذا أن هؤلاء الصحابة عاشوا في الحبشة ثلاثة عشر عاماً؛ يصلون، ويصومون، ويعبدون الله عز وجل، وهم مبعدون عن أهلهم وذويهم فترة عميقة ثلاثة عشر عاماً، ولم يكن ذنب لهم إلا أنهم يقولوا: ربنا الله .

كلمات البحث
الأكثر قراءة