Close ad

سفراء الإسلام بالخارج.. محمد أسد.. رحلة يهودي إلى الإيمان من النمسا إلى مكة (1900- 1992)

27-5-2018 | 16:58
سفراء الإسلام بالخارج محمد أسد رحلة يهودي إلى الإيمان من النمسا إلى مكة  المفكر الإسلامي محمد أسد
محمد عدلي الحديدي

في الوقت الذي استطاعت فيه الحركات والتنظيمات المتشددة والمتطرفة - وعلى رأسها تنظيم "داعش" - أن يشوهوا الإسلام بأفعالهم الشريرة؛ كان هناك سفراء للإسلام الحق؛ تحلوا باﻷخلاق الحميدة، والطهارة وحسن المظهر؛ فهؤلاء هم سفراء الإسلام بحق الذين سنتعرف على واحد منهم في كل يوم من أيام رمضان، وسفيرنا اليوم هو محمد أسد.. رحلة يهودي إلى الإسلام من النمسا إلى مكة (1900- 1992م).

من هو محمد أسد؟

محمد أسد "ليوبولد فايس سابقًا" كاتب وصحفي ومفكر ولغوي ومترجم ودبلوماسي ورحالة مسلم ولد في الإمبراطورية النمساوية الهنجارية، كان يدين باليهودية قبل دخوله الإسلام، طاف العالم شرقًا وغربًا حتى استقر في غرناطة التي توفي فيها؛ حتى أصبح أحد أكثر مسلمي أوروبا في القرن العشرين شهرةً وتأثيراً.

قصة إسلامه

قصة إسلامه بدأت عندما كان مراسلاً صحفياً في الشرق العربي والإسلامي، ثم زار القاهرة فالتقى بالإمام مصطفى المراغي، فحاوره حول الأديان، فانتهى إلى الاعتقاد بأن "الروح والجسد في الإسلام هما بمنزلة وجهين توأمين للحياة الإنسانية التي أبدعها الله" ثم بدأ بتعلم اللغة العربية في أروقة الأزهر، وهو لم يزل يهودياً، ثم سافر للعيش في القدس، وهناك انخرط في دراسة الإسلام بتعمق، حتى أفاء الله عليه بنعمة الإسلام في 1926، وبعدها بعدة أسابيع أعلنت زوجته إسلامها.

رحلة محمد أسد

قام أسد بالترحال إلى العديد من البلدان، فمر بمصر والسعودية وإيران وأفغانستان وجمهوريات السوفييت، وتفاعل مع كل قضايا الأمة؛ فرافق المجاهد الشهيد عمر المختار وصحبه في جهاده ضد الإيطاليين، ثم انتقل بعد ذلك إلى الهند، حيث لقي الشاعر والمفكر محمد إقبال، وقد أقنعه إقبال ليبقى حتى يساعد على إذكاء نهضة الإسلام في الهند، ومشروع إقامة دولة باكستان، التي تتواتر روايات أنه من الذين اقترحوا وأسهموا في تأسيسها لتكون دولة إسلامية مستقلة في الهند.

تعيينه في الأمم المتحدة

فور استقلال باكستان عام 1947 وتقديراً لجهوده وتأييده لإقامة دولة باكستان، مُنح محمد أسد الجنسية الباكستانية وعُين مديراً لدائرة إعادة الإعمار الإسلامي، ثم تقرر تعيينه بمنصب مبعوث باكستان إلى الأمم المتحدة في نيويورك، إلا أنه سرعان ما تخلى عن هذا المنصب ليتفرغ للكتابة.

رفضه الاحتلال الصهيوني لفلسطين

أسد كان من أكثر الرافضين والمحاربين للاحتلال الصهيوني لفلسطين، وظل حتى آخر أيامه يكتب ليثبت بمنطق العقل أن المسلمين هم أصحاب فلسطين والقدس وأنهم أولى الناس برعايتها وعمارة مساجدها ومقدساتها.

أضخم مشروعاته

في عام 1964م شرع في كتابة أضخم مشروع في حياته، وهو ترجمة معاني القرآن الكريم، وأمضى 17 عاماً وهو يعد الترجمة، فكان في عام 1980م صدور واحدة من أهم ترجمات معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية، وله من المؤلفات أيضًا "الطريق إلى مكة"، و"الإسلام على مفترق الطرق"، و"ترجمة وتعليقات على صحيح البخاري"، و"رسالة القرآن".

أشهر أقواله

من أقواله: "جاءني الإسلام متسللاً كالنور إلى قلبي المظلم.. الذي جذبني إلى الإسلام هو ذلك البناء العظيم المتكامل المتناسق الذي لا يمكن وصفه، فالإسلام بناء تام الصنعة، وكل أجزائه قد صيغت ليُتمَّ بعضها بعضاً.. الإسلام يحمل الإنسان على توحيد جميع نواحي الحياة.. الإسلام ليس فلسفة ولكنه منهاج حياة.. إن استعداد المجتمع للتعاون وفق مبادئ الإسلام لتحقيق غايته، سوف يظل استعدادًا نظريًا".


 محمد أسد مع أحد شيوخ الحجاز محمد أسد مع أحد شيوخ الحجاز
كلمات البحث
الأكثر قراءة