Close ad

المفكر الإسلامي اللبناني يحيى الكعكي: منع خطيب الأقصى من حضور مؤتمر الأزهر دليل عجز الكيان الصهيوني

17-1-2018 | 16:55
المفكر الإسلامي اللبناني يحيى الكعكي منع خطيب الأقصى من حضور مؤتمر الأزهر دليل عجز الكيان الصهيونيالمسجد الأقصى
حوار - محمد السيد

هو مفكر إسلامي من الطراز الرفيع يحمل على عاتقه هموم أمته العربية والإسلامية، وخاصةً القضية الفلسطينية وما يحاك للقدس والأقصى من مؤامرات صهيونية ـ التقيناه قبيل انطلاق مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس بالقاهرة، وأجرينا معه الحوار التالي لنتعرف على رأيه في موقف الأزهر والكنيسة والقيادة المصرية من قضية القدس، وغيرها من القضايا الأخرى التي تهم أمتنا العربية والإسلامية.. إنه الدكتور يحيى الكعكي، المفكر الإسلامي اللبناني الشهير ومستشار دار الفتوى اللبنانية السابق، وفيما يلي نص الحوار:

** ما رأيكم في موقف الأزهر الشريف من أزمة القدس؟
* موقف رائد ومشرف بمعنى الكلمة، فالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لم يتوان لحظة بعد صدور قرار ترامب عن إعلان موقف الأزهر الشريف الرافض لهذا القرار الجائر، بل أرى أنه كان أول من تصدى لوعد بلفور الثاني الذي منح به ترامب ما لا يملك لمن لا يستحق، وهذا ليس غريبًا على الأزهر الشريف الذي خرج زعماء أمثال عمر مكرم، وسعد زغلول، والشيخ مصطفى المراغي، شيخ الأزهر الأسبق.

** وما رأيكم في موقف الكنيسة المصرية من أزمة القدس؟
* لا يقل موقف البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فخرًا عن موقف الإمام الأكبر، فلقد ذكرني بموقف الراحل العظيم البابا شنودة بابا الكنيسة المصرية السابق عندما رفض أن يزور القدس إلا عندما تتحر ويكون برفقة أخية الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر السابق، وهذين الموقفين من أكبر مؤسستين دينيتين بمصر لا يقل تقديرًا عن موقف القيادة المصرية التي أكدت بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ثوابت الدولة المصرية في أن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى في سياستها الخارجية منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر وحتى الآن.

** هل يمكن أن نشبه موقف الإمام الأكبر الآن مع أمريكا بموقف الشيخ المراغي عام 1929م من بريطانيا؟
* بالطبع فالإمام الأكبر يذكرنا الآن بما فعله الشيخ المراغي عام 1929م عندما قاد طلاب الأزهر لمطالبة بريطانيا بالكف عن دعم الصهاينة بفلسطين؛ بعد اندلاع ثورة البراق التي قام بها الفلسطينيون من أجل نصرة الأقصى آنذاك، ولكن دور الإمام الأكبر أكبر وأفضل من دور المراغي، لأنه أول من صحح الأخطاء التاريخية التي ساقها الرئيس الأمريكي ترامب عن مدينة القدس، ورد على الخرافات الصهيونية بأحقيتهم للقدس، وبث روح الشجاعة والبطولة والأمل من جديد في نفوس الفلسطينيين، لذا أقول للشيخ الطيب أنت القدوة الحسنة في الدفاع عن حقوقنا العربية والإسلامية بفكرك المعتدل المستنير.

** ما تعليقكم على ما يروج له الصهاينة من أقاويل تنكر وجود المسجد الأقصى وعن هيكل سليمان والسامية؟
* المسجد الأقصى الموجود حاليًا بفلسطين هو المذكور بالقرآن الكريم في سورة الإسراء لقوله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، والمقصود بما حوله هي كل القدس الشرقية، أما عن الهيكل المزعوم أو هيكل سليمان الذي يدعي الصهاينة أنه موجود تحت المسجد الأقصى، فكان أول من دمره بنوخذ نصر، ثم جاء من بعده الإمبراطور الروماني طاي طيس وأكمل عليه ومحى أثره، ولقد اعترف بذلك عالم الآثار الإسرائيلي مائير بندوف، بأنه لا وجود لهذا الهيكل تحت المسجد الأقصى، ولا يحق للجماعات اليهودية المتطرفة وفقًا للتوراة دخول المسجد الأقصى، أما عن السامية فالعرب هم الساميون وليس اليهود الصهاينة؛ لأن يهود فلسطين الأصليين يمثلون 4% فقط، والباقي أغلبهم مهاجرون من آسيا وأوروبا؛ فهم خزر أو آريين، ولسيوا ساميين، لذا كل من يذكرهم بتلك الحقيقة يعتبرونه معاديًا للسامية.

** ما رأيكم في منع إسرائيل خطيب المسجد الأقصى من حضور مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس بالقاهرة؟
* جريمة غير أخلاقية، وتعد سافر على كل قوانين الحقوق والحريات الأممية والدولية التي كفلت للإنسان حرية التنقل من مكان لآخر؛ ما دام غير مدان قضائيًا، ودليل على عجز الكيان الصهيوني المحتل وخوفه وفشله، ويبدو أنه عندما لم يجد أملاً في أن يقنع العالم بخرافاته وأكاذيبه حول القدس ذهب لحيلة أخرى، وهي القبض على الرموز الإسلامية بمدينة القدس؛ حتى لا يصل صوت الحقيقة لشعوب العالمين الغربي والإسلامي، وهذه أفعال الخائف اليائس.

** ما تقييمكم لمؤتمر الأزهر لنصرة القدس؟
* مؤتمر ناجح وجاء في وقته؛ لأنه خرج من أكبر مؤسسة إسلامية في الوطن العربي والإسلامي، وهي مؤسسة الأزهر الشريف التي عرفت دومًا بالدفاع عن قضايانا المصيرية بالفكر المستنير، في إطار الحوار الإيماني وتأكيد أن الإسلام هو دين الحضارة والعمل والإنتاج والسلام والتعايش السلمي وقبول الأخر؛ مهما اختلفت عقيدته من أجل استقرار العالم.


المفكر الإسلامي اللبناني يحيى الكعكيالمفكر الإسلامي اللبناني يحيى الكعكي
كلمات البحث
الأكثر قراءة