أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، تصريحًا لجهاز يستخدم في الكشف عن فيروس "كورونا" بدون وصفة طبيب مما يجعل الجهاز متاحًا للاستخدام في المنزل ويستغرق ظهور النتيجة 20 دقيقة وجاء التصريح للاستخدام في حالات الطوارئ.
وبحسب الهيئة فإن الجهاز عبارة عن اختبار تضخيم الحمض النووي الجزيئي (NAAT) الذي يهدف إلى اكتشاف المادة الوراثية من فيروس كورونا الموجود في الأنف ويعد أول اختبار جزيئي مصرح به للاستخدام المنزلي بدون وصفة طبية.
فوق 14 سنة
ويُسمح باستخدامه للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 14 عاماً وما فوق والذين يُشتبه إصابتهم بالفيروس ويمكن للأفراد الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً استخدامه أيضاً بشرط أن يُستخدم بواسطة مقدم للرعاية الصحية.
طبيعة الاختبار
ويشتمل الاختبار الذاتي الجديد على مسحة معقمة، وقارورة عينات، ووحدة اختبار، وبطاريات، وكيس بلاستيكي ويتم إدخال العينة التي تم جمعها من مسحة الأنف في القارورة، التي يتم إدخالها لاحقاً إلى وحدة الاختبار، حيث يتم تحليلها وتُعرض النتائج عن طريق وحدة الاختبار عبر تغير ألوان مؤشرات شاشة الـ "LED".
عقدت"بوابة الأهرام" حوارًا مع أطباء متخصصين حول مدي دقة هذا الاختبار
وكيل مستشفى حميات العباسية
الدكتور محيي الدين سليمان وكيل مستشفى حميات العباسية يرحب بالاختبار ويرى أنه سيخدم القطاع الطبي بشكل كبير حيث سيخفف الضغط على البنية التحتية بتقليل عدد الوافدين إلى المستشفي بعد سهولة إجراء الأفراد لمسحة الفيروس في المنزل وبدون طبيب كما أن المستشفيات ستستخدمه في إجراء المسحات وحينها سيقلل مدة النتائج حيث تستغرق نتيجة المسحة في المستشفيات 24 ساعة وإذا كان هناك عدد كبير تستغرق 48 ساعة .
وأضاف وكيل مستشفى حميات العباسية أن وجود اختبار يظهر نتائج الإصابة بالفيروس خلال 20 دقيقة سيمنع التكدس داخل المستشفيات والمعامل وكذلك انتقال العدوى بين الأفراد مرحبًا بالاختراع بشرط أن يكون قد استوفي كافة الشروط والمعايير التي تضمن صحة نتائجه :" هيخدم القطاع الطبي لو التجارب عليه كويسة".
أستاذ صحة عامة
الدكتور شريف حتة أستاذ الصحة العامة ينتقد فكرة أن يحل هذا الاختبار محل التشخيص الذي يجري من خلال الفريق الطبي المتخصص إذ يتطلب الكشف عن الفيروس تشخيصا إكلينيكيا وتحليلا معمليا وأشعة ومسحة قائلًا :" كيف سيختصر الاختبار هذه الإجراءات في 20 دقيقة ويعطي نتائج مؤكدة خاصة وأننا أمام فيروس يغير من صفاته بمرور الوقت" .
ويقول إن تعميم هذا الاختبار في مصر بحاجه إلى تأن لأخذ آراء العلماء ورقابة للتأكد من دقة نتائجه وعدم غشه تجاريًا خاصة وأنه سيتم استيراده وقد يدخل دائرة التقليد قائلًا :" تعميم الجهاز في مصر بحاجة إلى أمان أكثر حوله خاصة وأن جميع الجهات ليست معفية من الخطأ ".
استشاري حساسية ومناعة
الدكتور أمجد الحداد استشاري أمراض الحساسية والمناعة ينتقد قدرة الاختبار في إظهار نتائج مؤكدة يمكن للمريض الاعتماد عليها ومن ثَم ممارسة حياته بشكل طبيعي والتواصل مع الآخرين إذا جاءت النتيجة سلبية للفيروس :" مش هيكون دقيق بنسبة 100%".
ويقول إن نتيجة المسحة الإيجابية التي تجرى داخل المعامل المتخصصة تكون بنسبة 100% والمسحة السلبية تكون غير مؤكدة وبحاجة إلى الإعادة :" المسحة الإيجابية بنكون متأكدين منها بنسبة 100% على عكس السلبية بيكون عندنا شك في نتيجتها" مستنكرًا أن يتمكن الاختبار من فعل ذلك :" ازاي الاختبار هيكون دقيق قدام فيروس متحور وبيغير من نفسه مع مرور الوقت ".
وأشار إلى التقنية المنزلية فقال إن المسحة تتم داخل المستشفيات والمعامل من خلال فريق متدرب على إجرائها حيث يستلزم وضعها داخل الأنف عمقا معينا وزاوية محددة لدخولها كما يصاحب ذلك ألمًا والمواطنون العاديون غير مدربين على ذلك وقد يؤدي استخدامهم للاختبار بدون تدريب عليه إلى أضرار ونتائج غير دقيقة :" سيكون هناك صعوبة في أخذ العينة خاصة أنه يصاحبها بعض الألم ".
ويشترط استشاري أمراض الحساسية والمناعة لتعميم هذا الاختبار في مصر أن يكون هناك معايير للأجهزة ومطابقتها بالنتائج المعتمدة مع التأكد من كيفية إجراء الأشخاص لها سواء المواطنين في منازلهم أو العاملين في القطاع الطبي.
وفي حالة استيفاء الاختبار الضمانات المطلوبة وتم تعميم استخدامه في مصر شدد "الحداد" على ضرورة وجود حملات إعلانية تتضمن توعية المواطنين بطريقة إجراء المسحة وأخذ العينات وذلك لتفادي الوقوع في أخطاء تضر به.