Close ad

التغيرات المناخية تتحدى المزارعين.. مطالب عاجلة بإنشاء «صندوق دعم» لتعويض المتضررين

1-3-2021 | 16:56
التغيرات المناخية تتحدى المزارعين مطالب عاجلة بإنشاء «صندوق دعم لتعويض المتضررينتأثير الصقيع على الزراعات
تحقيق - محمود دسوقي
الأهرام التعاوني نقلاً عن

«الأهرام التعاونى» تنشر خطة إنقاذ المحاصيل لخفض الخسائر

موضوعات مقترحة

د. شاكر أبو المعاطى: لا بد من رشات وقائية ضد الإصابات الفطرية والبكتيرية
د. محمد فهيم: ظاهرتا «النينو» و«اللانينا» سبب التقلبات الجوية والهطول الكثيف للأمطار
د. أشرف كمال: «صندوق موازنة الأسعار» ضرورة لتعويض خسائر صغار الفلاحين
مجدى أبو العلا: التقلبات الجوية تهدد الإنتاج الزراعى والمزارعون فى ورطة
الصقيع والأمطار الغزيرة أتلفت الزراعات.. ومخاوف من نقص الإنتاج
متخصصون: لابد من تنفيذ توصيات «البحوث الزراعية» واختيار أصناف أكثر مقاومة للتقلبات


فى ظل الأضرار التى لحقت بالمحاصيل الزراعية، جراء الهطول الكثيف للأمطار وموجة الصقيع، يعانى القطاع الزراعي، من العديد من المشكلات، بسبب تلف المحاصيل وتعرض مساحات كبيرة للغرق.

«الأهرام التعاوني» ترصد تداعيات هطول الأمطار على الزراعات ومناشدات المزارعين والفلاحين بإنشاء "صندوق لدعم القطاع الزراعي" لتعويض الفلاحين عن الخسائر التى لحقت بهم.

أكد الدكتور شاكر أبو المعاطي، رئيس بحوث بالمعمل المركزى للمناخ الزراعي، أن للتغيرات المناخية آثار ضارة بالمحاصيل الزراعية، خلال فصل الشتاء، وهو ما يتطلب من المزارعين متابعة النشرات الجوية، وتنفيذ توصيات خبراء الإرشاد الزراعى والمراكز البحثية الزراعية، للحفاظ على المحاصيل ومعدلات الإنتاج قدر الإمكان.

وقدم الدكتور شاكر أبو المعاطي، فى ظل هطول الأمطار وموجة التقلبات الجوية ومنها:
ــ سرعة تصريف المياه من الأراضى وتحسين عملية الصرف.
ــ حدثت جروح نتيجة تساقط كرات الثلج وهذا يستوجب إجراءات رشات وقائية للإصابات الفطرية والبكتيرية.
ــ الاعتماد على كميات الأمطار وإدخالها ضمن برامج الرى وحسابها كرية كاملة.
ــ استخدام المغذيات فى عملية الرش لتعويض الإجهاد الواقع على النباتات مثل الفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك والحديد والمنجنيز وغيرها من العناصر.
ــ تنشط الأمراض الفطرية والبكتيرية على كثير من المحاصيل بسبب الظروف الرطبة لذا ينصح بالرش مباشرة بعد توقف الأمطار لوقف المسببات المرضية باستخدام المركبات المتخصصة.

وأضاف الدكتور شاكر أبو المعاطي، أن التغيرات المناخية، خاصة هطول الأمطار فى فصل الشتاء أمر متكرر، وهو ما يجب على المزارعين الاحتياط قدر الإمكان، بحيث لا تتضاعف كميات المياه فى التربة من الرى ومن الأمطار، ولابد أيضًا من الالتزام بالمعاملات الزراعية، بعد هطول الأمطار سواء استخدام المغذيات فى عملية الرش لتعويض الإجهاد الواقع على النباتات مثل الفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك والحديد والمنجنيز وغيرها من العناصر، أو الرش مباشرة بعد توقف الأمطار لوقف المسببات المرضية باستخدام المركبات المتخصصة، حيث تنشط الأمراض الفطرية والبكتيرية على كثير من المحاصيل بسبب الظروف الرطبة.

ويجيب الدكتور محمد على فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، على السؤال الأهم، لماذا تغير شتاء مصر، ليكون بهذه الشدة فى الانخفاض مع موجات الصقيع وهطول متواصل للأمطار وخاصة على شمال الدلتا أو يكون أكثر دفئًا عن المعتاد، وهل سيستمر هكذا خلال المواسم القادمة؟

وأوضح الدكتور محمد على فهيم، أن المسئول عن هذه الاضطرابات المناخية ظاهرتان مناخيتان وهما "النينو" و"اللانينا"، وهما المسببتان لشكل تغير المناخ الحالي، فهاتان الظاهرتان تنشآن وتتطوران فى المنطقة الاستوائية فى المحيط الهادى كل فترة، ويؤدى كل منها إلى التأثير على أنماط توزيع الغيوم ومتوسط درجة الحرارة بشكل مختلف، وإن كانت مدة هذا التأثير تعتبر أقل زمنيا مقارنة بمدة تأثير الدورات الشمسية.

وأضاف الدكتور محمد فهيم، أن تأثير "النينو" يتمثل فى زيادة درجة حرارة المياه السطحية فى تلك المنطقة بشكل لافت، خاصة فى فصلى الصيف والخريف، مما ينتج عنه تولد تيارات مائية بحرية دافئة، وتحركها شرقا لمسافات طويلة، وهو ما يؤدى بدوره إلى تغيرات مناخية وبيئية قاسية، أبرزها ارتفاع درجة الحرارة وزيادة موجات الجفاف واضطراب المناخ بشكل عام بالقرب من سواحل أستراليا الشرقية وإندونيسيا، وتأثيرات مماثلة لكنها أقل حدة على سواحل الهند وشرق وشمال أفريقيا (مصر) وبقاع أخرى بنصف الكرة الجنوبي.

وأضاف الدكتور محمد فهيم قائلاً: تتعاقب مع ظاهرة "النينو" فى نفس المنطقة بالمحيط الهادي، ظاهرة بحرية أخرى هى ظاهرة "اللانينا"، والتى تؤدى إلى تأثيرات معاكسة تتمثل فى انخفاض درجة حرارة المياه السطحية وبرودة الطقس نسبيا فى أكثر من منطقة عبر العالم، والواقع أن العالم على وشك الخروج من تأثيرات ظاهرة "النينو" التى بدأت منذ عام ٢٠١٥، وهناك بوادر قوية على تعاقب موجة جديدة من "اللانينا" بعدها، مما يمثل بدوره علامة على انخفاض درجة الحرارة على سطح الأرض بشكل إضافى خلال الموسم المناخية القريبة.

ووفقًا للدكتور محمد فهيم، فظاهرة "النينو"، هى ظاهرة جوية تتعلق بارتفاع درجة حرارة سطح وسط وشرق مياه المحيط الهادى عند خط الاستواء تقريبًا بقيم أعلى من المعدلات وتتكرر كل بضع سنوات ومن المتوقع بنسبة ٦٥ ٪ ان يشتد تأثيرها فى المواسم القادمة، وهذه الظاهرة تعمل على قلب النظام الجوى الاعتيادى بين غرب المحيط وشرقه وتؤثر بشكل مباشر على غرب الأمريكيتين وأستراليا وشرق آسيا.

وبالنسبة لأبرز المحاصيل الزراعية التى تتأثر بالتغيرات المناخية، أكد الدكتور محمد على فهيم، أنه بسبب الهطول الكثيف للأمطار والتقلبات الجوية، خلال فصل الشتاء، كثرت الشكاوى من قبل المزارعين، بسبب ظهور مكثف لبعض من الأعراض فى المحاصيل الزراعية ومنها “الفول البلدي”، خاصة وأن محصول الفول البلدى سلة لمجموعة من أمراض التبقعات تحديدًا فى حالة المناخ البارد الرطب، ويسود فى مناطق زراعة الفول البلدى حاليًا مناخات شديدة الرطوبة، بسبب الندى الغزير صباحًا والشبورة التى استمرت فترة طويلة، مما يجعل الأجواء مناسبة لظهور وانتشار كثير من الأمراض الفطرية.

وأوضح الدكتور محمد على فهيم، أن من تلك الأمراض التى تصيب المحصول خلال الفترة الراهنة، "التبقع البني" وهو من أهم الأمراض الفطرية التى تصيب محصول الفول البلدى، ويسبب خسائر جسيمة فى حالة الإصابة المبكرة، وينتشر المرض بصفة خاصة فب الوجه البحري، عندما يسود الجو البارد، ويكثر سقوط الأمطار ويظهر المرض عادة خلال شهر ديسمبر ويزيد فى يناير وفبراير، حيث تشتد الإصابة خلال هذين الشهرين، ويقل كلما اتجهنا جنوبًا، ويكاد يكون منعدمًا فى محافظات الوجه القبلى، وتظهر أعراض الإصابة بالمرض، على أوراق السطح السفلى للنبات فى شكل بقع حمراء بنية صغيرة أو على شكل بقع دائرية لها حواف بنية حمراء صغيرة أو على شكل بقع بنية حمراء ذات مركز رمادى، بعد ذلك تمتد الإصابة لتشمل سطحى الورقة، وقد تظهر الأعراض أيضًا على السوق والأزهار والقرون عند توفر الظروف الملائمة لانتشار المرض، كما تشتد الإصابة عند توفر الظروف الجوية الملائمة من درجة حرارة (18-20°م) ورطوبة نسبية (حوالى 90-100 %) وفى هذه الحالة تفقد الإصابة شكلها الدائرى وتكبر بسرعة وتتصل البقع ببعضها حتى تشمل مساحة كبيرة من الورقة وقد تشمل سطح الورقة بالكامل والتى يصبح لونها أسود وتموت وتسقط.

وأضاف الدكتور محمد على فهيم، أن المرض الثاني، هو التبقع السركسبورى فى الفول، والمرض يصيب الأوراق بصفة أساسية ويمكنه إصابة السيقان والقرون، وتبدأ البقع فى الظهور على الأوراق السفلية مع بداية موسم النمو حيث يكون لونها أبيض فى بداية تكونها ثم يتحول لونها إلى بنى مائل للاحمرار أو أرجوانية ذات مركز رمادى وتزداد البقع فى الحجم وتلتحم مع بعضها البعض وتعم جزء كبير من الورقة مكونة منطقة كبيرة ميتة وفى حالات الإصابة الشديدة يحدث تشوه كامل للنبات، والمرض انتشاره محدود جدًا، أما المرض الثالث فهو "تبقع الاسكوكيتا" على الأوراق والقرون، وتظهر الأعراض على الأوراق والسيقان والقرون وتتشابه أعراض الإصابة به على أعراض التبقع البنى، حيث تتكون على الأوراق بقع مستديرة ذات حواف بنية مركزها رمادى يحتوى على الأوعية البكنيدية التى تنتظم غالبًا فى حلقات مركزية، ثم تتحد هذه البقع مع بعضها وتغطى مساحة كبيرة فى الورقة وتصل الإصابة إلى الساق حيث تنكسر الساق المصابة عند منطقة حدوث الإصابة ويموت النبات، وتصاب القرون أيضًا بهذا المرض حيث يظهر العديد من البقع على القرن الواحد، فإذا حدثت الإصابة فى وقت مبكر لتكوين القرن فإنه يفشل فى إنتاج بذور أما إذا تأخرت بعد تكوين القرن فالبذور المتكونة داخلة تكون متكرمشة ومصابة، وقد يخترق الفطر القرن ويصيب البذور المتكونة وتظهر الأعراض على البذور فى صورة تلون بنى عليها وغالبًا ما يتطور إلى تقرحات مستديرة أو غير منتظمة.

أما المرض الخامس، وفقًا للدكتور محمد على فهيم، فهو "الصدأ" والمسبب المرضى عبارة عن فطر على كلا سطحى الورقة وأعناقها خاصة القريبة من سطح التربة بشكل بثرات يوريدية باهته اللون (بيضة) يتغير لونها إلى البني، ومظهرها يعتبر ثانى مرض فى الأهمية الاقتصادية خاصة إذا كانت الإصابة مبكرة فى الموسم.

وأشار الدكتور محمد على فهيم، إلى أنه لمكافحة أمراض التبقعات، لابد من اتباع بعض التوصيات ومنها:
ــ العناية بالعمليات الزراعية من حرث جيد للتربة والتخلص من بقايا المحصول من العام السابق بالحرق حتى نقلل مصدر الإصابة.
ــ زراعة أصناف أكثر مقاومة مثل جيزة 461 وسخا 1 وجيزة 716 ونوبارية 1.
ــ عدم الإفراط فى التسميد الآزوتى.
ــ عدم الإفراط فى الرى لأن أمراض التبقع تزيد بزيادة الرطوبة الأرضية.
- رش النباتات وقائيًا عند عمر 30 يومًا بأحد المبيدات الآتية كل 10 15 أيام بالتبادل:
- التخلص من بقايا المحصول المصاب بالحرق وذلك للتخلص من الجراثيم اليوريديه التى ينشأ منها المصدر الأول للإصابة.
- الاعتدال فى التسميد الآزوتى حيث إنه يزيد من قابلية النباتات للإصابة بينما التسميد الفوسفاتى يقلل من شدة الإصابة.

ومن المحاصيل التى تتأثر بقوة بالتغيرات المناخية والأمطار، محصول العنب، فبناء على سيادة طقس شديد البرودة ليلاً على معظم مناطق زراعات العنب، من المتوقع أن تؤثر البرودة الشديدة أو الصقيع الخفيف على الخرج الجديد للعنب خاصة الفيليم سواء فى إحمرار حواف الأوراق الأكبر (نقص فسفور) أو اصفرار الأوراق أو حتى فى بعض المناطق احتراق حواف الأوراق الحديثة، وخاصة فى الزراعات المكشوفة فى أطراف الدلتا وفى الظهير الصحراوى لمصر الوسطى (صحراوى بنى سويف والمنيا وأسيوط)

ومن هنا فلابد من ضمان استمرار العصارة داخل الأشجار فى حدها الأقصى خلال هذه الفترة بتكثيف إضافة مركبات الطاقة وتوفر رطوبة مناسبة تحت الأشجار.

من جانبه، أكد الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي، أن التغيرات المناخية، أصبحت فى الوقت الراهن من ضمن المخاطر التى تهدد الإنتاج الزراعي، بسبب الأمطار الغزيرة والتى تتحول إلى سيول فى بعض المناطق.

وشدد الدكتور أشرف كمال، على أهمية تفعيل صندوق موازنة أسعار المنتجات الزراعية، لتعويض المزارعين خلال السنوات التى يحدث بها نقص فى الإنتاج بسبب التغيرات المناخية، أو حتى الكوارث الطبيعية التى تتسبب فى تلف المحاصيل.

واقترح الدكتور أشرف كمال، أن يتم تخصيص جزء من فوائد الصندوق فى سنوات الرخاء للإنفاق فى سنوات انخفاض الإنتاج الزراعي، حتى لا يتأثر المزارعين خاصة الصغار منهم بانخفاض معدلات الإنتاج.

وأوضح الدكتور أشرف كمال، أن وزارة الزراعة من جانبها، أنشأت المعمل المركزى للمناخ، وأيضًا هناك جهود كبيرة تبذل فى مجال استنباط أصناف جديدة من التقاوى للحاصلات الزراعية، بحيث تكون قادرة على مقاومة الظروف الجوية والتغيرات المناخية، لضمان الحصول على أعلى إنتاجية ممكنة وبجودة عالية.

وأضاف الدكتور أشرف كمال، أنه رغم تلك الجهود من قبل الوزارة، إلا أن هناك عوامل جوية وتغيرات مناخية صعبة وقوية، يصعب تفادى آثارها على المحاصيل الزراعية، ومنها الأمطار الغزيرة والسيول فى فصل الشتاء وكذلك موجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف، وهو ما يتطلب وضع حلول غير تقليدية لتلك المشكلات، والبحث عن تمويل دائم ومناسب لتعويض صغار المزارعين.

وأشار الدكتور أشرف كمال، إلى أنه على الرغم من المشكلات التى تسببها العوامل الجوية المضطربة، لبعض المحاصيل الزراعية، إلا أن المناخ المصرى بصفة عامة، يتميز بالاستقرار وهو ما أثر بشكل إيجابى فى إنتاج المحاصيل بمعدلات أكبر، حيث تعتبر مصر دولة زراعية من الطراز الأول ويتميز إنتاجها بالجودة والكفاءة العالية، وهو سبب تفوق مصر فى تحقيق معدلات عالية من الصادرات الزراعية، تتخطى 5 ملايين طن سنويًا، حتى خلال العام الماضى 2020 وتداعيات أزمة كورونا، زادت صادراتنا الزراعية وتمكنا من فتح أسواق جديدة فى دول أوروبية.

وأكد الدكتور أشرف كمال، أنه تزامنًا مع محاولة الدولة للنهوض بالقطاع الزراعي، والتغلب على المعوقات التى تحول دون زيادة الإنتاج، يتم بذل مزيد من الجهود، لزيادة الرقعة الزراعية وتحقيق زيادة رأسية وأفقية فى الإنتاج، من خلال المشروعات الجديدة التى تم تدشينها فى القطاع الزراعي.

وفى السياق ذاته، أكد الدكتور عبد الله الشافعي، المدير الأسبق لمعهد بحوث المحاصيل السكرية، إن التغيرات المناخية، لها تأثير مباشر على الحاصلات الزراعية ومعدلات الإنتاج، يظهر ذلك من خلال تأثر مساحات واسعة بمياه الأمطار والسيول فى بعض المناطق المنخفضة.

وأضاف الدكتور عبد الله الشافعي، أنه على الرغم من مشكلات وآثار التغيرات المناخية، إلا أن المناخ المصرى يصنف كمناخ معتدل ويتميز بالاستقرار، أما بعض التقلبات الجوية فهى استثنائية ولا تمثل ظاهرة، وتقوم المعاهد البحثية بمركز البحوث الزراعية، بجهود مضاعفة لاستنباط أصناف جديدة من التقاوي، بحيث تكون ملاءمة للعوامل الجوية، وتم بالفعل التوصل لاستنباط أصناف جديدة من التقاوى على مستوى جميع المعاهد البحثية مما ترتب عليه طفرة حقيقية فى الإنتاج الزراعي.

وقال مجدى أبو العلا، نقيب فلاحى الجيزة، إن المناخ والعوامل الجوية تؤثر بشكل كبير على الحاصلات الزراعية، خاصة فى ذروتى فصل الصيف والشتاء، حيث تؤثر الظروف الجوية على المحاصيل خاصة "الطماطم والفراولة والبطاطس"، ولذلك لابد من إنشاء صندوق لدعم المحاصيل الزراعية وتعويض المزارعين عن الخسائر التى يتعرضون لها جراء تلف المحاصيل الزراعية بتأثير موجات الصقيع أو الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة، ولابد أيضًا أن يتضمن هذا الصندوق دعم المزارعين وتعويضهم فى حالة الانخفاض الكبير فى أسعار المنتجات الزراعية والتى يترتب عليها تعرض المزارعين لخسائر كبيرة، مضيفًا أن دراسة السوق وتحديد الاحتياجات من الحاصلات الزراعية بات ضرورة لتجنب زيادة أو نقص الإنتاج الزراعى إلى الحد الذى يسبب مشكلة فى السوق المحلي.

وأضاف نقيب فلاحى الجيزة، أن المزارع فى الوقت الراهن يتحمل منفردًا النتائج السلبية للعوامل الجوية والتقلبات المناخية، وهو ما أدى إلى استدانة عدد كبير من المزارعين لدى التجار، نتيجة تلف زراعاتهم ومحاصيلهم بفعل العوامل الجوية سواء كانت ارتفاع كبير فى درجات الحرارة أو موجات الصقيع والأمطار الغزيرة، ومن هنا لابد من تفعيل فكرة إنشاء صندوق لدعم المحاصيل الزراعية، ولابد أيضًا من مضاعفة الجهود المبذولة فى مركز البحوث الزراعية لاستنباط أصناف جديدة من التقاوى أكثر قدرة على تحمل الظروف المناخية، كما أن لدور الإرشاد الزراعى فى توعية المزارعين بالأساليب العلمية السليمة فى التعامل مع مثل هذه الظروف أهمية كبيرة، ولابد من تفعيل دور هذا الجهاز الذى يعد بيت الخبرة ومصدر المعلومات الموثوقة بالنسبة للمزارعين.

وأوضح مجدى أبو العلا، أنه على الرغم من المشكلات التى يعانى منها المزارعون، إلا أن القطاع الزراعى يشهد تطورًا ملحوظًا على المستويين الرأسى والأفقي، من خلال زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية بفضل الجهود البحثية المبذولة كما زادت الرقعة الزراعية أفقيًا بعد تدشين عدة مشروعات قومية زراعية أهمها مشروع المليون ونصف المليون فدان ومشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية، وهو ما دفع بقوة فى اتجاه تقليص الفجوة الغذائية وزيادة الإنتاج لمواجهة ارتفاع معدلات الطلب.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: