Close ad

عودة الألفة بين أفراد الأسرة تحميهم من الاكتئاب

22-2-2021 | 15:05
عودة الألفة بين أفراد الأسرة تحميهم من الاكتئابمشرفة تربوية تشرح وسائل الوقاية للتلاميذ
تحقيق ــ ريم رأفت
الأهرام اليومي نقلاً عن

هناك عائلات عاد الترابط بينها بعد ما فقدته بسبب العمل لفترات طويلة فعادت الألفة  بين الأزواج والآباء والأبناء. يعلق د. محمد المفتي أستاذ العلوم السلوكية بكلية التربية جامعة عين شمس انه من محيط الأصدقاء كل فرد في المنزل يجلس في عزلة بين الموبايل والتاب او اللاب توب فالألفة التي  حدثت مكانية وليس تفاعلا حقيقيا ولا جماعيا ولا يوجد حوار.

موضوعات مقترحة

ومن التأثير السلبي أن الأسرة أصبحت تعيش حالة دائمة من الخوف من انتشار الفيروس فأصبح التباعد الاجتماعي إجباريا وليس اختياري بين العائلات والجيران، الروتين اليومي ولد الملل في جميع البيوت والخوف من المجهول أوجد حالة من الارتياب ولذلك يجب على رب الأسرة أن يحث على التقليل من استخدام الميديا وان يكون هناك تفاعل اجتماعي وان يستشيروا بعضهم في أي مشكلة حتى يعود الترابط الأسرى.

ويجد المفتى أن استخدام المنصات التعليمية ليس فعالا مثل التدريس وجها لوجه وهذا يؤثر تأثيرا سلبيا على التحصيل والاستيعاب ودور المعلم يتقلص تدريجيا مما يؤثر على الطالب. فمن وجهة نظري إيجابية كورونا نشطت الأبحاث الوقائية لإيجاد علاج أو اللقاح لمكافحة هذا الفيروس.

و تحكي شروق جمال انه بعد اعتمادنا على طلب الطعام من المطاعم عدنا مرة أخرى للاعتماد على المأكولات الصحية من المنزل خوفا من التلوث وهذا جعل الترابط في العائلة يعود مرة أخرى لأننا بدأنا نجتمع على مائدة الطعام.

ولكن من سلبيات الأزمة التنصل من الأقارب والجيران المصابين بكورونا، وهناك معاناة العمالة غير المنتظمة والموسمية،  والاستهلاك الزائد في شراء المنظفات والكمامات .

فأقترح أن يقوم الشباب بصناعة المنظفات والكمامات بأنفسهم حتى يكون هناك اكتفاء ذاتي و تقليل من الاستهلاك،  ويمكن ان يتبرع رجال الأعمال بتلك الأشياء التي أصبحت أساسية وليست رفاهية.

وتوضح د. إيناس ماهر بدير أستاذ الإدارة ورئيس قسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة كلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان أن أزمة جانحة كورونا من الصدمات العالمية التى أثرت على جميع المجتمعات ولا سيما المجتمع المصرى فمع تفشي هذا الوباء يهرع الجميع وخاصة ربات البيوت إلي الإفراط في شراء و استخدام مطهرات اليد المضادة للبكتريا حرصا منها علي وقاية أفراد أسرتها ؛ و مع هذا الإفراط وظن ربة المنزل أنها تحميهم فهي تضر بطريقة غير مباشرة بصحة أبنائها .

وعن ميزانية المنزل في ظل تلك الأزمة فقد حدثت تغيرات في بنود الإنفاق و الاستهلاك فمثلا : الاهتمام ببند التغذية السليمة لتقوية الجهاز المناعي بينما قل الإنفاق علي بند الملابس أو الخروج خاصة مع الحظر ؛ ازدياد الطلب علي المطهرات و الكمامات؛ ازدياد الإنفاق علي الأدوية و خاصة المضادات الحيوية و الفيتامينات و بروتوكول كورونا وتخزينها لحين الاحتياج لها مما سبب نقص تلك الأدوية و ارتفاع أسعارها عند وجودها وتغير ظروف العمل للعديد من الأسر مما أثر علي انخفاض الرواتب بعد ترك العمل أو تقليل عدد ساعات العمل وذلك أدي إلي انخفاض دخل الأسرة وزيادة معدلات استهلاك الكهرباء و الانترنت.

وهكذا تواجه الأسرة تحديا جديدا وهو كيفية توافق الدخل مع المصروفات و متطلبات تلك المرحلة.

ولذلك يجب ترشيد الاستهلاك والتوعية الثقافية بإعطاء الاهتمام بالأساسيات كالغذاء والصحة والاستغناء عن الكماليات . فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن ازدياد معدلات النفقات الشهرية لبعض الأسر اتسم بالخوف من نقص وجود السلع الغذائية والبعض الآخر علي شراء المطهرات والمنظفات. وهو ما يدعو إلي أن نعيد النظر نحو الاستهلاك والترشيد لأننا لا نعرف متي ستنتهي تلك الأزمة و تداعياتها السلبية.

أما عن الحالة النفسية العامة فيقول د أحمد جمال أبو العزايم استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان إن إغلاق المدارس والمتاجر نتج عنه استنفار عقلي علمي لوضع حلول ليست فقط عاجلة بل تتصاعد مع تحور الجائحة فالانفلات الهائل في الحالة الصحية من إصابات ووفيات صاحبه عزلة ورعب لدي كبار السن خاصة في الأسر الصغيرة مما شكل أعباء نفسية .

وقد أظهرت التقارير أن من بين كل أربعة أشخاص هناك واحد ممن تم فحصهم يعانى اضطراب القلق العام أو الاكتئاب خلال الأسبوع الأول من إجراءات الإغلاق الأكثر صرامة وقد تضمنت عوامل الخطر القلق و الاكتئاب في العمر الأصغر وفى الإناث ومن يعيشون بمفردهم ولا عمل لهم نتيجة فقدان الدخل.

وتشير أدلة متعددة إلي انه من المحتمل ان تستمر العواقب النفسية للوباء شهورًا وسنوات قادمة وهذا مرتبط بالضيق و القلق والخوف من العدوي وتحول من لديهم وساوس في سلوكهم إلي تحولهم للوساوس القهرية و حالات اضطراب ذهاني وإذا مرض أحد أفراد الأسرة فإن رعب انتقال العدوي أو وفاة هذا الشخص قد يؤدي إلي محاولات انتحار خوفا من ان يكون المرض أصابهم وزاد تعاطي المخدرات و الاضطرابات النفسية الأخري والسلوك الانتحاري.

ورغم هذه التداعيات زاد عدد المراهقين الذين اكتسبوا فرص عمل علي الانترنت وزادت نسبة من أبدعوا في ابتكار منتجات جديدة و افتتاح أنواع متعددة من العمل مثل الكمامات القطنية وكمامات للأطفال الملونة أو ماسكات الكمامات البلاستيكية أو المصنوعة من القماش. ويظل العبء الأكبر علي الكوادر الطبية لما يتعرضون له من قلق لتعاملهم مع المرضي ثم يعودون لأسرهم في المنزل . فمن الضروري تقليل التوتر و القلق والمخاوف ويجب أن تكون هناك حملات وسائل إعلامية لتعزيز الصحة النفسية و تقليل الضيق ووجود تليفون طوارئ نفسية لمساعدة جميع المواطنين خاصة بعد فرحة ظهور لقاح ثم أخبار عن اكتشاف سلالات جديدة للفيروس .

هل التغيرات التي أصابت الأسرة المصرية ستنتهي بانتهاء الأزمة الوبائية سؤال طرحناه علي د. إبتسام ربيع الجيزاوي إخصائى نفسي وتربوي وعلاقات أسرية بكلية الدراسات للتربية جامعة القاهرة فقالت:اذا كان جسم الانسان بعد اصابته بالفيروس لا يتعافي تماماً فهكذا الحال فى الأسرة المصرية لن تعود كما كانت من ناحية القلق من أي مرض والوسواس القهري في النظافة الذى انتقل بشكل تلقائي للأطفال وكبار السن بسبب الخوف ولن تعود الحياة الاجتماعية كما كانت من ناحية الزيارات العائلية. قيمة التعليم التى إنهارت بسبب الأونلاين الذي قضي علي هيبة المعلم بالإضافة إلي فقد الأطفال والكبار الرغبة في التعليم والذهاب إلي المدرسة والجامعة لأن الأسرة لم تجد بديلاً للمدرسة يشغل وقت فراغهم والامتحانات أصبحت تشكل عبئًا علي كاهل الطلبة وأولياء الأمور.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة