Close ad

الأورجــانيك .. باب الوقاية من الأمراض وزيادة الصادرات

18-2-2021 | 17:56
الأورجــانيك  باب الوقاية من الأمراض وزيادة الصادراتالزراعات الأورجانيك خطوة على الطريق الصحيح لزيادة الصادرات
كتبت - إيمان العوضي
الأهرام التعاوني نقلاً عن

مطلوب.. دعم الأسمدة الحيوية ودورها فى بناء التربة وتنشيط الكائنات النافعة بالأرض

موضوعات مقترحة

سنوات طويلة عاشها المصريون، يعانون من متبقيات الأسمدة والمبيدات التى تنهش أجسادهم وتصيبهم بالأمراض، والتى تأتى بسبب الإفراط فى استخدام تلك الأسمدة والمبيدات، ما جعل التحول للزراعة العضوية والوصول إلى منتج «أورجانيك» أحد التحديات الكبرى، ولكنه بات أمرا لابد منه.

لذلك توجهت الدولة المصرية إلى سن قانون الزراعة العضوية الذى اعتمده مجلس النواب مارس الماضي، بهدف التوسع فى الزراعة العضوية ومواكبة توجه العالم كله لإيقاف استيراد منتجات الزراعات غير العضوية، ما نتج عنه طفرة فى الصادرات خصوصًا الموالح والبصل، وتستهدف وزارة الزراعة حاليا زيادة مساحة الزراعات "الأورجانيك" إلى مليون فدان فى الفترة من 2020 إلى 2027 مقابل 40 ألف فدان حاليا.

وكشف التقرير السنوى الذى أصدرته وزارة التعاون الدولى 2020، تحت عنوان «الشراكات الدولية لتحقيق التنمية المستدامة»، عن إبرام اتفاقيات تمويل تنموية بقيمة 100 مليون دولار فى مجال تعزيز الأمن الغذائى والزراعة المستدامة والري.

وكون الأسمدة الآمنة هدفا يراود المزارع المصرى الذي عانى طوال عقود مضت من آثار استخدام المبيدات الكيماوية، فتحت «الأهرام التعاوني» هذا الملف، الذى أنه رغم ما تحقق من إيجابيات، فما زال هناك بعض القيود والمشاكل العالقة التى تجبر صغار المزارعين المصريين على العزوف عن استخدام المبيدات الحيوية الآمنة.

تؤكد الدكتورة منيرة محمد الفاتح، رئيس بحوث بمعهد وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية، أهمية التطوير والتوجه نحو المكافحة الحيوية وتعرفها على انها استخدام الكائنات الحية الدقيقة الطبيعية او المحسنة وراثيا فى مكافحة او القضاء على الكائنات الدقيقة الممرضة، وتتم باستخدام كائنات من البيئة نفسها مباشرة أو إحداث تغيير فى خصائصها مما يؤدى لانتشارها وزيادة فعاليتها أو استخدام أحد منتجاتها.

ودعت لاستحداث لجنة "مطبقى الأصدقاء الحيوية" على غرار "لجنة مطبقى المبيدات"، على أن تكون هذه اللجنة تابعة لكيان أكبر مختص بملف المكافحة الحيوية فى مصر تحت مظلة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، لتتعاون مع الكيان المعنى بملف إدارة المبيدات الزراعية فى مصر، والذى تتولاه لجنة مبيدات الآفات الزراعية بالوزارة.

وترى أنه برغم وجود معامل تابعة للوزارة متخصصة فى إنتاج بعض عناصر المكافحة الحيوية المهمة، ووجود لجنة منبثقة عن لجنة مبيدات الآفات الزراعية تحت اسم "لجنة المكافحة الحيوية والزراعة العضوية" إلا أن هذا غير كاف لهذه المهمة، والشاهد على هذا هو خلو كتاب التوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات الزراعية، حتى وقتنا الراهن من أية إشارة إلى طريقة استخدام المفترسات أو أشباه الطفيليات، وكل المذكور عنها عبارة عن ملحق تعريفى بالمصطلحات المستخدمة فى هذا المجال وصور لبعض من هذه الكائنات دونما إدراجها فى توصيات محددة للمكافحة الحيوية للآفات مما يجعل البعض يروق له تسميته بكتاب التوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات الزراعية بالمبيدات، وهذا يتماشى بطبيعة الحال مع الجهد الكبير الذى يتم بشكل احترافى ومنهجى والذى يصب فى مجال المبيدات الزراعية عن طريق لجنة مبيدات الآفات الزراعية التى تصدر هذا الكتاب.

وتضيف أن هناك مطالبات عديدة بتدشين كيان مستقل، يقوم من خلاله أهل الاختصاص بوضع عناصر المكافحة الحيوية للآفات الزراعية ضمن برامج إدارة متكاملة لآفات كل محصول بالتعاون مع لجنة مبيدات الآفات الزراعية، على أن يكون لهذا الكيان استقلاليته الكافية وتتوافر له كل أشكال الدعم المادى والفنى من قبل وزارة الزراعة، وترى أن هناك نقصا شديدا فى تداول المعلومات الخاصة بدراسات الجدوى المعنية بإنتاج عناصر المكافحة الحيوية المختلفة.

ويطالب المهندس حمدى العاصى رئيس الإدارة المركزية للتعاون الزراعى السابق بوزارة الزراعة، بالتوجه نحو الزراعة النظيفة والتى تعتبر اسلوب من الإنتاج الزراعى يتجنب فيه استخدام المواد الكيمائية وخاصة الأسمدة والمبيدات.

ويرى ان ارتفاع أسعار الأسمدة الحيوية والأمنة وقلة الإنتاج السبب فى عزوف صغار المزارعين عن التوجه إلى هذه النوعية من الزراعة.

ويقول إن مفهوم تنمية النظم الطبيعية الحيوية واليات تنمية وبناء أساليب المبيدات الحيوية الآمنة حان وقتها، وتعتمد الزراعة الحيوية والعضوية على أسس علمية راسخة مما يتعلق بالتوازن الطبيعى فى الكون والحفاظ على الموارد الطبيعية من تربة ومياه وعناصر جوية فى إنتاج مزروعات نظيفة، هذا الى جانب عدد من العناصر يجب تكاتفها معا واستغلالها الاستغلال الأمثل فى وقاية المزروعات من الإصابات المرضية والحشرية المختلفة وكذلك الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها من التلوث.

ويرى ان الإسراف فى الأسمدة والمبيدات الكيماوية خطرا يهدد حياة المواطنين ويصيبهم بالأمراض الخطيرة كالسرطان وغيرها، بعدما كانت الأسمدة أحد أهم العوامل التى ساعدت فى زيادة وتطور الإنتاج الزراعى لكن الاستخدام الجائر والعشوائى لها من قبل الفلاحين، ترك أثارا سلبية على البيئة وصحة المواطن حيث أنها تتفاعل مع التربة وتترك أثارا سلبية على عناصر البيئة المختلفة، والإسراف فى استخدامها يؤدى إلى مشاكل بيئية عديدة منها تراكم العناصر الثقيلة الضارة فى التربة بسبب استخدام الأسمدة الفوسفاتية والتى تؤدى إلى تراكم عنصر الكادميوم الضار بصحة الإنسان سواء من خلال وصوله من النبات أو الحيوان.

وأشار إلى أن الزراعة العضوية لها تأثير ايجابي لأنها تعتمد على المصادر الطبيعية المتاحة والمحافظة على التوازن البيئى وتقليل التلوث البيئى الناتج عن استخدام المبيدات الكيماوية وتقليل المخاطر الصحية وخاصة لمستخدمى الأسمدة الكيماوية والمبيدات وتحسين البيئة والأمن الغذائى والمحصول الناتج والمعد للتصدير.

ويؤكد أن التوجه للتسميد الحيوى واستخدام النظم البيولوجية الطبيعية فى تيسير العناصر الغذائية الهامة للنبات دون اللجوء إلى الأسمدة الكيماوية الضارة سيحقق المحافظة على مستوى الإنتاجية بأقل كلفة ممكنة اذا ما قورنت بغيرها من الاسمدة وفى نفس الوقت خلوها من الملوثات لإنتاج غذاء صحى آمن وقابل للتصدير مضيفا ان الاسمدة الحيوية تعتبر من انواع الاسمدة الصديقة للبيئة والتى يرتبط نطاق استخدامها فى معظم دول العالم، وترتبط الاسمدة الحيوية بدور عدد من الكائنات الحية والتى تساهم فى اغناء التربة بالمغذيات النباتية.

ويؤكد الدكتور إبراهيم درويش استاذ المحاصيل ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية أن الزراعة العضوية تعد من أفضل الأنظمة الزراعية التى تعتمد عليها الدول المتقدمة، لكونها نظاما زراعيا بيئيا اجتماعيا متكاملا لإنتاج غذاء صحى واَمن يتميز بجودة عالية وبكميات كافية، دون استخدام أى مواد ضارة بصحة المستهلك أو البيئة أو بصحة العمالة الزراعية سواء أثناء الإنتاج أو التصنيع أو التجهيز.

ويقول خالد أبو عميرة "مزارع"، إن التسميد فى الزراعات العضوية يؤدى إلى بناء التربه والتخلص من الكيماويات التى تؤثر بشكل سلبى على جميع الكائنات النافعة فى المزرعة، موضحًا أن الزراعة العضوية هى فى الاساس عملية بناء التربه وجعل الكائنات النافعة فى المزرعة فى حالة نشاط دائم والحد من الكائنات الضارة فى المزرعة وتهيئة بيئة مناسبه للنبات فى امتصاص العناصر الغذائية بطريقة سهلة وبسيطة وأول تلك المعاملات هى الامتنااع عن استخدام اى كيماويات فى التربه واستعمال كل ماهو طبيعى فى بناء التربه ومنها الاسمدة العضوية والمركبات الطبيعية مثل فلسبار بوتاسيوم وصخر الفوسفات والدولوميت (كالسيوم وماغنسيوم ) واضافة العناصر الصغرى من الحديد والمنجنيز والزنك والنحاس والعناصر الاخرى التى يحتاجها النبات مثل الكبريت الزراعى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: