Close ad

وزير خارجية باكستان فى حوار لـ« الأهرام »: السيسى رجل دولة بارع ويلعب دورا مهما فى تعزيز السلم والأمن بالمنطقة

18-2-2021 | 10:47
وزير خارجية باكستان فى حوار لـ« الأهرام  السيسى رجل دولة بارع ويلعب دورا مهما فى تعزيز السلم والأمن بالمنطقةوزير الخارجية الباكستانى خلال حواره مع طارق السنوطي
حوار أجراه : طارق السنوطى
الأهرام اليومي نقلاً عن

نرغب فى تعزيز تعاوننا مع القاهرة بمجال مكافحة الإرهاب

موضوعات مقترحة
لقاءات السيسى ــ عمران خان فتحت آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين
باكستان لن تكون جزءا من أى صراع فى المنطقة.. وحل نزاع كشمير يجب أن يتم وفقا لقرارات مجلس الأمن
العنف تسبب فى مقتل 83 ألف باكستانى وخسائر اقتصادية فاقت 126مليار دولار




أكد وزير الخارجية الباكستانى مخدوم شاه محمود حسين قريشى أن العلاقات الباكستانية ــ المصرية علاقات تاريخية ووثيقة وتقوم على الاحترام والتعاون فى كل المجالات، مشيرا إلى أن اللقاءات التى تمت بين رئيس الوزراء الباكستانى عمران خان وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى أعطت دفعة قوية للعلاقات بين البلدين وفتحت آفاقا جديدة للتعاون بينهما.

وقال قريشى ــ فى حواره مع «الأهرام» خلال زيارته الحالية للقاهرة ــ إن الرئيس السيسى رجل دولة بارع ويلعب دورا مهما فى تعزيز السلم والأمن والازدهار فى المنطقة، وقد تجلى ذلك من خلال رئاسته للاتحاد الإفريقى فى عام 2019 واستضافته القمة العربية ــ الأوروبية الأولى فى شرم الشيخ فى العام نفسه.

وإلى نص الحوار :


الأهرام: العلاقات الثنائية بين مصر وباكستان لها جذور عميقة وطبيعة خاصة.. كيف تقيمون تلك العلاقات على المستوى السياسى؟

وزير الخارجية: تستند العلاقات بين باكستان ومصر إلى روابط الإيمان المشترك والثقافة وتشابه الرؤية فى العديد من القضايا الإقليمية والعالمية.

لقد وضع قائد أمتنا، القائد الأعظم محمد على جناح، الذى زار مصر عام 1946 قبل استقلال باكستان، أسس علاقاتنا على مدى السنوات السبعين الماضية، حيث نمت علاقاتنا بشكل مطرد، مع إنشاء آليات مؤسسية تدريجية لتعزيز التعاون فى جميع المجالات.

كما تم فتح آفاق جديدة بعد تنصيب رئيس الوزراء عمران خان فى عام 2018 ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسى مرتين فى عام 2019، على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامى فى مكة المكرمة، والدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وأيضا تحدثا مرة أخرى فى عام 2020 بخصوص التعاون فى مبادرة رئيس الوزراء عمران خان العالمية بشأن تخفيف عبء الديون للبلدان النامية. كما اتفق قادتنا على خارطة طريق لدعم وتعزيز علاقات التعاون والصداقة والأخوة بين البلدين فى كل المجالات.

دور محورى

الأهرام: حجم العلاقات التجارية والاقتصادية بين القاهرة وإسلام آباد لا يرقى لحجم العلاقات السياسية بينهما.. كيف تفسرون ذلك؟ وماهى رؤيتكم لدعم التعاون الاقتصادى ؟

وزير الخارجية: تتمتع باكستان ومصر باقتصادات ديناميكية ذات معدلات نمو قوية وتستعد أسواقنا الناشئة للعب دور محورى فى تعزيز التجارة العالمية والتعاون الاقتصادى حيث يقع البلدان فى موقع إستراتيجى على مفترق طرق القارات ويمثلان ممرات للتجارة والطاقة.

وبينما تعتبر مصر محطة مهمة على طريق الحرير البحرى، فقد أنشأنا أيضًا ميناء بحريا عميقا فى باكستان هو ميناء جوادر، وهو على استعداد للمساهمة بشكل إيجابى فى التجارة الإقليمية بالإضافة إلى وجود إمكانات هائلة لبلدينا للتعاون تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق (BRI).

كما تولى باكستان أهمية كبيرة لتطوير التعاون التجارى والاقتصادى مع إفريقيا ــ وهى كتلة اقتصادية ناشئة ذات إمكانات هائلة للمساهمة فى التجارة والاقتصاد العالميين. ونحن نتطلع إلى إنشاء آليات تعاونية لتعزيز التعاون التجارى والاقتصادى مع مصر.

ولا شك أن «التعاون مع إفريقيا» أمر محورى فى سياسة باكستان.

تعزيز السلام والأمن

الأهرام: كيف ترون دور مصر بقيادة الرئيس السيسى فى تحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط ؟

وزير الخارجية: الرئيس عبدالفتاح السيسى رجل دولة ذكى وبارع يواصل لعب دور مهم فى تعزيز السلام والأمن والازدهار فى المنطقة، وقد تجلى ذلك من خلال رئاسته للاتحاد الإفريقى فى عام 2019 واستضافته القمة العربية ــ الأوروبية الأولى فى شرم الشيخ فى العام نفسه.

كما أن مبادرة الرئيس السيسى لتنظيم منتدى شباب العالم السنوى جديرة بالثناء كما أن تعامل مصر الذكى مع أزمة «كوفيد ــ 19» حظى بالكثير من التقدير والإشادة.

ولسوء الحظ، تشهد منطقة الشرق الأوسط اضطرابات وعدم استقرار. وقد ألقت هذه التحديات بظلالها على الجهود الإقليمية لمساعدة شعب فلسطين المحروم من حقه فى تقرير المصير. ونأمل أن تواصل مصر، تحت القيادة الديناميكية للرئيس عبد الفتاح السيسى، الإسهام فى تعزيز السلام والاستقرار والتعاون فى المنطقة.

حق تقرير المصير

الأهرام: ما هى رؤية باكستان للوضع فى الشرق الأوسط؟

وزير الخارجية: تواجه منطقة الشرق الأوسط اضطرابات بسبب حرمان شعب فلسطين من حق تقرير المصير والأمر المقلق هو أن القوى العالمية، بدلاً من حل هذا النزاع الأساسى، تتصارع مع آثاره السياسية والأمنية على المنطقة.

وهذا مشابه جدًا للوضع فى جنوب آسيا، حيث يُحرم الشعب الكشميرى فى جامو وكشمير المحتلة بشكل غير قانونى من حقه المكفول من قبل الأمم المتحدة فى تقرير المصير لمدة سبعة عقود.

وإن رؤية باكستان للشرق الأوسط وجنوب آسيا هى رؤية للسلام والتنمية وهى تنبع من إيمان راسخ بضرورة حل النزاعات والصراعات من خلال الحوار والدبلوماسية وفى إطار القانون الدولى، ولا سيما قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وقد أكد رئيس الوزراء عمران خان أن الحرب ليست فى مصلحة أحد.

كما أوضح أن باكستان لن تكون جزءا من أى صراع فى المنطقة ولكنها ستكون شريكًا فى السلام وسنواصل بذل جهودنا من أجل السلام على أساس هذه المبادئ.

نزاع كشمير

الأهرام: قضية كشمير من القضايا الشائكة المحورية لكم.. وقد شهدت الفترة الأخيرة تطورات مهمة بها.. كيف تنظرون إلى هذا الملف الهام ؟ وكيف ترون مستقبل علاقات باكستان والهند مع استمرار أزمة كشمير ؟

وزير الخارجية: كما ذكرت سابقاً، فإن عدم حل النزاعات طويلة الأمد، ولا سيما النزاع على جامو وكشمير التى تحتلها الهند بشكل غير قانونى، يقع فى صميم العلاقات الباكستانية ــ الهندية. ولهذا يجب حل نزاع كشمير وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولى وطبقاً لرغبة الشعب الكشميرى. ولكن بدلاً من منح الكشميريين حقوقهم المشروعة، لجأت الهند إلى إجراءات غير قانونية ومنفردة، وعلى وجه الخصوص فى العامين الماضيين، كانت هناك انتهاكات غير مسبوقة لحقوق الإنسان ومحاولات لتغيير التركيبة الديموجرافية (السكانية) للأراضى الكشميرية.

وتسعى باكستان دائما إلى إقامة علاقات سلمية وجيدة مع جميع جيرانها. وقد قام رئيس الوزراء عمران خان بمبادرات خاصة من أجل السلام والازدهار فى المنطقة. لكن للأسف، تواصل الهند إفساد المناخ العام ومن هنا تقع على عاتقها مسئولية خلق بيئة مواتية لحوار هادف.

ونعتقد أن المجتمع الدولى يجب أن يلعب دوره فى تسهيل حل نزاع جامو وكشمير من أجل السلام والاستقرار الدائمين فى جنوب آسيا.

مكافحة الإرهاب

الأهرام: الإرهاب آفة الشعوب.. وقد عانيتم منه على مدى سنوات.. ما رؤيتكم لمواجهة الإرهاب فى بلدكم وعلى المستوى الدولى ؟

وزير الخارجية: إن الإرهاب ظاهرة دولية تتجاوز الحدود الوطنية ويجب إدانته بجميع أشكاله ومظاهره وبوصفه تهديدا عابرا للحدود، تتطلب مكافحته تعاونًا قويًا بين الدول. وعادة ما يعمل الإرهابيون محليًا ولكنهم يمتلكون وسائل التمويل والتجنيد الدولى لمنظماتهم. ومن المهم أن تتعاون الدول بشكل وثيق وأن تتبادل المعلومات حول الشبكات الإرهابية للتغلب على هذا الخطر.

وأثناء مكافحة الإرهاب، يجب أن نظل مدركين أيضًا أن هذه الظاهرة لا ترتبط بأى دين أو منطقة معينة.

وتكبدت باكستان الكثير والكثير حيث قارب عدد ضحاياها فى مواجهة الإرهاب أكثر من 83 ألف ضحية بالإضافة لخسائر اقتصادية فاقت 126 مليار دولار أمريكى. ولكن يسعدنى أن أقول إن الجهود الجماعية لقوات الأمن والمجتمع المدنى لدينا ساعدت على قلب الطاولة على الإرهاب.

بعد القضاء على مخابئ الإرهابيين فى المناطق النائية، نحن الآن فى طور إعادة البناء والتأهيل وباكستان مستعدة لمشاركة خبراتها وقدراتها فى مكافحة الإرهاب مع الدول الأخرى.

الأهرام: كيف يمكن لمصر وباكستان أن تتعاونا فى محاربة الإرهاب؟

وزير الخارجية: لقد عانت مصر وباكستان من آفة الإرهاب وتتشاركان الرؤية بشأن طبيعة وأسباب هذا الخطر. ولقد قدمت شعوب بلدينا وقواتهما الأمنية تضحيات جسيمة فى جهود مكافحة الإرهاب. وبعد تحقيق النجاح فى الداخل، يمكن لأجهزة الأمن فى بلدينا العمل معًا لإيجاد حلول جماعية لهذا الخطر العالمى. وتود باكستان تعزيز تعاونها مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب.


وزير الخارجية الباكستانى خلال حواره مع طارق السنوطيوزير الخارجية الباكستانى خلال حواره مع طارق السنوطي

وزير الخارجية الباكستانى خلال حواره مع طارق السنوطيوزير الخارجية الباكستانى خلال حواره مع طارق السنوطي

وزير الخارجية الباكستانى خلال حواره مع طارق السنوطيوزير الخارجية الباكستانى خلال حواره مع طارق السنوطي
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: