في خطوة جديدة على طريق تحسين الخدمات الصحية أقرت وزارة الصحة اختبارا يستلزم من كل خريج اجتيازه كشرط للعمل في مهنة الطب، وذلك في سابقة لم تحدث من قبل في مصر، وفق ما أعلنته وزارة الصحة فإن الهدف من الاختبار هو التأكد من تأهل الخريجين للعمل بمهنة الطب، الاختبار يتكون من 100 سؤال ومن يجتاز الاختبار يحصل على ترخيص بمزاولة المهنة، وهو ما يضمن الدفع بمهارات عالية الجودة وكفاءات في هذا المجال من شأنها التعامل مع المرضى بل والحفاظ على حياتهم ولاسيما تفادي حدوث الخطأ الطبي الذي يذهب بأرواحهم إذا ما وقع فيه الطبيب.
موضوعات مقترحة
وفي التقرير التالي توضح "بوابة الأهرام" طبيعة الاختبار وآلية تطبيقه ومصير الطلاب الراسبين وانعكاساته على كل من المهنة والمجتمع.
الدكتور إبراهيم الزيات عضو نقابة الأطباء
الدكتور إبراهيم الزيات، عضو نقابة الأطباء يقول لـ"بوابة الأهرام"، أن الاختبار مر بمراحل تجريبية عديدة قبل تطبيقه أمس، بهدف ضمان أن يكون على أسس علمية وعملية سليمة تضمن زيادة التدريب لأطباء المستقبل وجودة هذا التدريب في فترة الامتياز، وبالتالي تقديم خدمة آمنة للمريض.
وأوضح، أنه كان هناك نقاشًا بين النقابة ووزارة الصحة والسكان حول آلية التطبيق فيما يخص نظام النجاح إذ كانت ترغب الوزارة أن يكون بطريقة الدرجات فيما ترغب النقابة أن يكون بطريقة الرسوب والنجاح، موضحًا أنه تدخل بمقترح أن يجرى الاختبار بنظام الرسوب والنجاح وليس بنظام الدرجات، وذلك حتى 2023 وهو ما لاقى قبول الوزارة.
وأضاف عضو نقابة الأطباء، أن الاختبار يهدف إلى تحسين جودة ممارسة المهنة وكذلك سمعة الآداء والشهادات المصرية بالنسبة للدول الخارجية ولذلك جاءت الأسئلة متعددة وأن يكون الإجابة عليها من خلال الكمبيوتر لضمان عدم التدخل البشري في النتائج وأن يكون الاختبار موحد على مستوى الجمهورية لضمان المساواة وتكافؤ الفرص بين طلاب الكليات المختلفة.
كما شهد الاختبار بنك للأسئلة لضمان عدم خروج الأسئلة عنه إضافة إلى المهارات الإكلينيكية والمفترض أن يخضع الطبيب للسؤال فيها، لافتًا إلى أن الاختبار لا يهدف إلي قياس المعلومات وإنما قياس المهارات.
وأوضح عضو نقابة الأطباء، أن الاختبار لن يجرى مرة واحدة في العمر أثناء تخرج الطالب وإنما سيجري في كل مرة يجدد فيها الطالب ترخيص مزاولة المهنة والذي يكون كل 5 سنوات.
وعن التجربة قال إنها نجحت في تطبيقها لأول مرة أمس السبت، حيث بلغت نسبة نجاح الطلاب المتقدمين للاختبار 99.2%، فيما بلغت نسبة الرسوب 0.8%، مؤكدًا أن هناك فرصًا للراسبين لآداء الاختبار مرة بل ومرات أخرى إلى أن يجتازوه وتعد هذه الفرص منحه لتحسين أداء نتائجهم ومن ثم مهاراتهم آملًا أن تُكلل التجربة بالنجاح خاصة وهي تجربة جديدة تخوضها مصر بهدف ضمان جودة التعليم الطبي والدفع بمهارات عالية الدقة من الأطباء.
طبيعة الاختبار
سيجري الاختبار في التخصصات الخمس وهي: (الجراحة العامة -طب الأطفال- الباطنة- طب الطوارئ- النساء والتوليد)، ويشمل بعض الأسئلة عن طرق مكافحة العدوى وعلم الأوبئة والرعاية الصحية وسلامة المريض وقوانين وآداب وأخلاقيات المهنة ويؤدي الخريج الامتحان On Line من خلال الكمبيوتر ومن خلال دخوله علي الرابط التالي: (https://emle.academy/index.php/application/) وإدخال اسم المستخدم وكلمة المرور وبياناته، بالإضافة إلى استخدام بصمة التعريف بالوجه للتأكد من شخصية الطالب خلال المدة الزمنية المحددة لإتمام الامتحان كما تحتوي المنصة على نظام مراقبة إلكتروني طوال مدة الاختبار وهي 3 ساعات يخضع خلالها إلى 100 سؤال ويكون الحد الأدنى لاجتياز الاختبار 50%.
الدكتور خالد سمير أستاذ جراحة القلب بطب عين شمس
وأثني الدكتور خالد سمير أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس على هذا الاختبار فقال لـ"بوابة الأهرام"، إن مهنة الطب من أخطر المهن لأنها تتعلق مباشرة بحياة الإنسان ويجب التأكد من مستوى الخريج قبل منحه ترخيصًا بمزاولتها.
ولفت إلى كليات الطب الخاصة فقال إن هذه الكليات تهدف إلى الربح أكثر من تخريج مهارات عالية الجودة ولذلك تشهد تضارب في المصالح وبتطبيق اختبار ترخيص مزاولة المهنة ستضمن الدولة عدم الدفع بأي طبيب مستقبلًا إلا بعد التأكد من تمتعه بالمهارات اللازمة للتعامل مع حياة المريض.
وعلى ضوء ذلك اقترح أن تتسع الأسئلة المقررة في الاختبار من 100 إلى 300 سؤال أسوة بدول كثيرة: "معظم الدول بيكون فيها الاختبار ده من 300 سؤال"، موضحًا أن ترخيص مزاولة مهنة الطب هو تأشيرة للتعامل مع الأرواح ومنحها يحتاج إلي المزيد من الأسئلة لضمان شمولها كافة متطلبات العمل السليم بما يحقق الآمان للطبيب المزاول والاطمئنان للمريض الذي يخضع لأدائه.
الدكتور أحمد عبدالعزيز عضو هيئة التدريس بطب الإسكندرية
وأعرب الدكتور أحمد عبدالعزيز مدرس بكلية طب جامعة الإسكندرية بجراحة الصدر والقلب، عن سعادته بهذا الاختبار الذي وصفها في حديثه لـ"بوابة الأهرام" بأنه حصانة للمرضى من الأخطاء الطبية التي يقع فيها البعض.
وأضاف أن الاختبار سيكون لها أثرا إيجابيا على المهنة، حيث تزداد به نسبة الجودة والحرفية في الأداء، وبالتالي ينسحب هذا الانعكاس الإيجابي على المجتمع أيضًا فيحصل على خدمة أفضل وجودة أعلى.
وقال عضو هيئة التدريس بكلية طب جامعة الإسكندرية، إن مهنة الطب تتميز بالمستجدات وعلم الطب يختلف عن غيره بما يسمى بالخطوط الإرشادية في العلاج والتي تتغير وتتجدد بمرور الوقت، وبالتالي فإن هذه التغيرات بحاجه إلى أن يكون الدارس على علم واضطلاع عليها واختبار ترخيص مزاولة المهنة يضمن ذلك.
وأشار الدكتور أحمد عبدالعزيز، استشاري جراحة الصدر والقلب، إلى أن الطبيب بعد انتهائه من فترة الامتياز ومدتها عام يذهب إلى مزاولة المهنة دون الخضوع لأية اختبارات وهو ما يستنكره لما فيه من خطورة على حياة المرضى الذين سيخضعون لهذا الطبيب في المستقبل وربما كانت تُلد من هُنا ضحايا الأخطاء الطبية، وتلك كانت كارثة في الماضي يُصلحها الآن اختبار ترخيص مزاولة المهنة: "أنا كطبيب سعيد جدا بإقرار الحكومة لهذا الاختبار وأتمنى أن تكلل التجربة بالنجاح".
وأكد عضو هيئة التدريس، أن إقرار هذا الاختبار في مصر سيكون ضمانه لعدم احتمالية وجود أخطاء طبية وسيجعل جودة التدريس على أعلى مستوى لتضمن الكليات اجتياز طلابها للاختبار وسيخدم سمعة الطب في مصر.
الدكتور إبراهيم الزيات عضو نقابة الأطباء
الدكتور خالد سمير أستاذ جراحة القلب بطب عين شمس
الدكتور أحمد عبد العزيز عضو هيئة التدريس بطب الإسكندرية