365 يومًا ليست فترة كافية لإنهاء مهمة، فعام واحد فى عمر الأوطان هى مدة قصيرة جدًا لتحقيق إنجاز أو استكمال ما تم البدء فيه، ولدى 2020 الكثير من الأمثلة على هذا النوع من المهام التى بدأتها وتستعد لتسليم رايتها إلى العام الجديد لاستكمال ما تبقى فى بعض المهمات، أو رؤية النتيجة النهائية لمراحل عديدة شهدتها 2020.
المتحف المصرى الكبيــر
والافتتاح المُنتظَـر هو هدية مصر للعالم.. هذا هو أدق الأوصاف التى تنطبق على المتحف المصرى الكبير، وهو نفسه المصطلح الذى استخدمه كبار الأثريين ورجال الدولة تعبيرًا عن الإنجاز الكبير الذى نحن بصدد اكتشاف خباياه، آلاف القطع الأثرية التى تم نقلها وغيرها فى الطريق لتستقر فى مقرها الجديد فى المتحف الكبير.
لمسات نهائية وجهد غير مسبوق من أجل الاستعداد لتسجيل لحظة جديدة فى تاريخ الدولة المصرية، لحظة افتتاح المتحف بالكامل فى منتصف 2021 وفقًا لما هو مُعلن حتى الآن، خاصة أن العمل لم يتوقف داخل المتحف رغم ظروف كورونا، كغيره من المشروعات القومية المصرية الكبرى التى لم تتأثر يومًا بظروف الجائحة، وكان التحدى الأكبر هو كيفية تحقيق المعادلة الصعبة بتحقيق الإنجاز والجودة والحفاظ على الصحة والسلامة فى آن، والرغبة فى استمرار العمل وعدم توقفه تحت أى ظرف من أجل إنجاز الصرح العظيم والمنطقة المحيطة به بالكامل.
لذلك ونحن نودع 2020 سنة العمل والإنجاز ننتظر حصد النتيجة فى 2021 بعد تأجيل الافتتاح لظروف كورونا فى قرار حكيم للدولة المصرية حرصًا على مشهد افتتاح عظيم يليق بعظمة الحدث.
الثانويـة التراكميــة والتجربة الأولى
تعديلات جديدة للمرحلة الثانوية تم مناقشتها وإقرارها استعدادًا للتنفيذ العام الدراسى المقبل، حيث يبدأ تطبيقه على طلاب الصف الأول الثانوى الملتحقين فى العام الدراسى المقبل (2021 – 2022)، ولا ينطبق على أى طالب ملتحق حاليًا بالمرحلة الثانوية، وبذلك سيكون المجموع النهائى للطالب هو مجموعه فى 3 سنوات الذى سوف تُحتسب على أساسه الدرجات التى تؤهله للمرحلة الجامعية.
كما تقر التجربة الجديدة بحق الطالب فى دخول الامتحان أكثر من مرة من أجل تحسين درجاته واختيار المجموع الأعلى بينها، وينطبق ذلك على السنوات الثلاث، هذه التفاصيل وغيرها بدأ أولياء الأمور والطلاب فى تفنيدها ومناقشتها، وما بين تأييد ورفض تبقى التجربة هى خير حاكم على جدوى التعديلات الجديدة ومدى صلاحيتها، وهو ما سنشهده فى العام المقبل.
من الانتخابات للانعقاد.. نواب «برلمان 2021» يستعدون
ماراثون طويل مرَّ بمرحلتين أولى وثانية ثم الإعادة، تسابق فيه مجموعة كبيرة من الطامحين فى حصد أصوات أبناء الدائرة التى يريد كل منهم أن يمثل صوتها تحت قبة البرلمان، مجلس النواب الذى يستكمل مشواره أو بالأحرى يبدأه فى 2021 بانعقاد أولى الجلسات فى يناير المقبل بعد أن شهدت 2020 جولات المنافسة حتى إعلان الأسماء الفائزة وإعلان التشكيل الجديد لنواب الشعب.
ولا يمكن إغفال إجراء الانتخابات البرلمانية فى ظل ظروف استثنائية فى إطار سعى الدولة المصرية لعدم توقف سير الحياة وفى الوقت نفسه الحفاظ على سلامة وصحة المواطنين، وهو ما ترجمته الإجراءات الاحترازية داخل وأمام اللجان، الأمر الذى كان له تأثيره على سير العملية الانتخابية وسلامة الناخبين فى آن واحد.
المعلمون وموعــد مع «الزيادة»
أبناء قطاع التربية والتعليم على موعد مع الزيادة.. بشرى سارَّة زفتها 2020 للمعلمين تمهيدًا للتنفيذ فى 2021، زيادة تم الإعلان عنها فى إطار خطة الدولة لتحسين أوضاع المعلمين المعيشية وتقديرًا لدورهم فى تنشئة أجيال المستقبل، وبذلك يحظى المعلمون بمزايا مالية جديدة منها زيادة بدل المعلم وبدل الأداء إلى 50% وكذلك بدل الامتحانات بنسبة 25%، حيث يستفيد من هذه الزيادة نحو 2.1 مليون معلم ومعاون بقطاع التعليم ويشمل القرار التعليم العام والأزهرى بتكلفة تصل إلى 6.1 مليار جنيه بخلاف الأعباء التأمينية.
فى انتظار «الخبر اليقين» أخيرًا.. «دواء» للوبـــاء
ليس أمرًا مؤكدًا بعد، ولكنها أمنيات مبنية على ما نشهده حاليًا من أبحاث ونتائج لأكثر من لقاح ومدى فعاليته فى مواجهة فيروس كورونا، وكذلك بعض التجارب التى تتم بتلقى جرعات من لقاحات فى أكثر من دولة، لذلك فإنه بمثابة خبر مُنتظَر.
ولأن الأمر مصيرى ويحتاج منا إلى مزيد من تكرار الأمنيات التى ربما تتحول فى العام الجديد إلى حقيقة وواقع نعيشه، ننتظر أن تأتى لنا الأبحاث والدراسات باللقاح الفعال الذى يجعلنا نؤكد بصورة قاطعة أن كورونا قد انتهى وأصبح فى خبر كان، ومثلما كانت 2020 سنة الوباء لعل 2021 تأتى لنا بالدواء.