تمثل قضية الوعي أحد القضايا المهمة التي توليها الدولة أهمية كبيرة في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد البلاد والتصدي للحروب المعلنة؛ لإسقاط الدولة ومن ثم بات من الضروري كشف أبعاد هذه المخططات وتوعية المواطنين بعدم الانسياق خلف تلك الإدعاءات الهدامة التي تتبناها جماعة الإخوان الإرهابية، ولا شك إن هناك تحديات تواجه الدولة في تحقيق مستهدفات التنمية الشاملة التي تعمل عليها القيادة السياسية عبر دعم قدرة الموازنة العامة للدولة في مواجهة متطلبات التنمية والنهوض بحياة المواطنين، وهو ما يتطلب وعيا جماهيريا بما تقوم به الدولة في مجالات التنمية في ظل موارد محدودة ومتطلبات كبيرة.
ومن المؤكد أن قضية الوعي تبقى مسئولية مجتمعية لكافة مؤسسات الدولة إلا أن الإعلام يضطلع بالدور الأكبر في هذه القضية لأنه يتملك من الأدوات والوسائل التي تؤهله في رفع الوعي لدى المواطنين وتبصيرهم بأبعادها الهدامة التي تستهدف النيل من استقرار الدولة المصرية.
وحول أهمية الوعي أكد خبراء ضرورة تعزيز الوعي لدى المواطن لكي يدرك التحديات التي تواجه الدولة المصرية، فالوعي يجعله يقف حائط صد في مواجهة محاولات الدول المعادية لهدم مصر وزعزعة استقرارها وأمنها القومي.
وفي هذا السياق أكد الدكتور إكرام عبدالقادر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الرئيس السيسي، دائما ما يشدد على وعي المواطن المصري خاصة أن حروب الجيل الرابع والخامس تستهدف إسقاط الدولة وليست فقط الوقيعة بين المواطنين وحكومتهم وقيادتهم، ولكن إسقاط للدولة نفسها، ونرى ما يحدث حولنا في بعض الدول.
ويؤكد الدكتور إكرام عبد القادر، أن وعي المواطن هو السلاح الوحيد التي يجعل المواطن لا يتأثر بما تقوم به الدول المعادية، من مخططات لضرب الاستقرار وتجعل الدولة المصرية قادرة على الانتصار على التحديات سواء الداخلية أو الخارجية، مما يحافظ على استقرار وأمن الدولة لأن الشعب مدرك للتحديات التي تواجه دولته.
وفي هذا السياق قال الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن وعي المواطن بالتحديات التي تواجه مصر في سعيها للاستقرار والتنمية هو صمام الأمان لمشاركته الفعال لمواجهة هذه التحديات، وحائط الصد الرئيسي أمام أي محاولات معادية من دول ومؤسسات ومنصات إعلامية تسعى لهز وضرب الاستقرار في الوطن.
وأكد أن وعي المواطنين الذي نراهن عليه ازداد بشكل كبير وملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وأصبحت الأهداف المغرضة المعلنة وغير المعلنة التي تستهدف الوطن، واضحة أمام المواطن البسيط، مما أدى إلى ضعف تأثير هذه المحاولات التي تسعى لزرع الفتنة، وهز الاستقرار من خلال تشويه الحقائق والكذب والتضليل الإعلامي.
وأضاف أنه من الواضح أن هناك جهودا كبيرة بذلت خلال الفترة الماضية من عدد كبير من مؤسسات الدولة لتوضيح الحقائق والرد على الشائعات، وتوفير المعلومات المناسبة في التوقيت المناسب، كما أن جهود وسائل الإعلام زادت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وأصبحت تعمل على تنمية الوعي وتوضيح الحقائق للمواطنين، حتى لا يكون هناك فرصة للإعلام المعادي بأن يؤثر على الشعب.
وشدد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة على أهمية الانتباه إلي ضرورة عدم المبالغة في الرد على المنصات المغرضة وعدم منحها مساحات واسعة من الاهتمام والرد فقط على ما يستحق الرد وبشفافية وفي التوقيت المناسب وتوفير المعلومات الحقيقية عن واقع ما يحدث على أرض مصر وبشكل مستمر وهو ما سوف يؤدي إلى صفرية هذه المحاولات المغرضة.
وعن طرق زيادة وعي المواطن، يؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك العديد من الطرق التي نستطيع زيادة وعي المواطن بها، أولها وسائل الإعلام التي تعتبر الأساس في عملية الوعي ولها دور مهم وإيجابي في التأثير على المواطن وتوضيح الأمور له، ومن ثم عمل ندوات بمراكز الشباب، وقصور الثقافة، وقيام مركز معلومات مجلس الوزراء بالرد على كافة الشائعات لمواجهة الحروب النفسية.
وأشار عبدالقادر إلى ضرورة أن يكون لدينا مجلس أعلى للتثقيف السياسي يكون تابعا لمجلس الوزراء، وتكون مهمته رفع وعي المواطنين لكل فئات الشعب، وذلك ليزيد قدرتهم على مواجهة الحروب النفسية، منوهًا بأن هذا الدور مفترض أن تقوم به الأحزاب السياسية ولكنها ضعيفة في هذا الشأن، لذلك فهذا المجلس سيكون حصنًا منيعًا للحملات التي تواجه الدولة المصرية.