في الوقت الذي تعكف الدولة علي متابعة ورصد كل ما هو جديد في مساعدة مريض "كورونا" علي الشفاء من هذا الفيروس القاتل ويُقدّم الأطباء المتخصصون نصائح علمية لتوعية المواطنين بالإجراءات التي تحميهم من الإصابة مثل تناولهم مصل الأنفلونزا الذي يمنع تحالف فيروس كورونا مع فيروس الأنفلونزا الموسمية خاصة مع دخول فصل الشتاء نجد آخرين تجردوا من الإنسانية وذهبوا لسحب هذا المصل من الأسواق لبيعه بأسعار مضاعفة لتكلفته الحقيقية وصلت إلي 1500 جنيه للحقنة بحسب مصادر لـ"بوابة الأهرام" - غير مكترثين لمعاناة غيرهم خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الذين يخشون غياب المصل وهو ما يعرض حياتهم للخطر فأهالينا لديهم ما يكفي من آلام الضغط والسكر والقلب ولم تعد أجسادهم الضعيفة قادرة علي تحمل إصابتهم بالأنفلونزا وكورونا في وقت واحد .. فماذا إذن يفعلون ؟
"كلاكيت تاني مرة"
هذه ليست المرة الأولي للتجارة بحياة مريض كورونا ففي بداية ظهور الفيروس لجأ "تجار الوباء" إلي سحب مستلزمات الوقاية (كمامة – كحول- قفازات) من الأسواق وبيعها سوق سوداء بمكاسب وصلت إلي 500% فأصبح المرضي بين آلام الفيروس الفتاك وآلام تكبُّد تكلفته الباهظة والتي تجاوزت القدرة الاقتصادية للكثير منهم فساروا بين الناس يخالطوهم في الشوارع بدون مستلزمات الوقاية التي اختفت من الأسواق فمنهم من أًصيب ومنهم من تدهورت صحته ومنهم من فارق الحياة وتدخلت الدولة علي الفور بتوفير المنتجات عبر خطوط إنتاج مصانع وطنية اشتغلت علي مدار الساعة ولكن قد يواجه "مصل الأنفلونزا" صعوبة في توفيره بكميات تكفي الجميع وذلك لأن الدولة تستورده من أوروبا نظرًا لأن مصانع إنتاجه تتكلف مليارات الدولارات ليأتي السؤال .. من يحمي المرضي من "بيزنس كورونا" والسوق السوداء ؟
أهمية المصل
تتمثل أهمية مصل الأنفلونزا في الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس الذي يظهر في فصل الشتاء وقد اعتادت الدولة توفيره للمواطنين في هذا التوقيت من كل عام "شهر أكتوبر" لأن هناك كثيرًا لا يطيقون تحمل أعراض الفيروس من رشح وسعال وحمي خاصة مرضي الجيوب الأنفية وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.
تقوية المناعة
وفي ظل انتشار وباء كورونا أصبح تناول هذا المصل ضرورة لأنه يحسن من كفاءة الجهاز المناعي في جسم الإنسان فيساعد علي منع إصابته بالفيروسات سواء فيروس الأنفلونزا أو فيروس كورونا أو غيره ولأن الأطباء أيضًا يخشون من تحالف فيروس كورونا مع فيروس الأنفلونزا الموسمية عند دخول الشتاء فشددوا على تناول المصل باعتباره سلاحا مؤكدا في معركة الوباء الحالية .
أماكن البيع
بحسب حديث اتحاد الصناعات المصرية لـ"بوابة الأهرام" فإن المصل واللقاح أكثر الأماكن أمانًا للحصول علي المصل وتوجد منافذ بيع أخرى وهي مراكز تابعة للمصل واللقاح في معظم النوادي مثل نادي الزهور ونادي الطيران ونادي بتروسبورت كما يتوافر في شركات التوزيع مثل الشركة المتحدة وشركة ابن سينا وشركة فارما أوفر سيز وهذه الشركات تقوم بتوزيع المصل للأجزخانات وتكون حصة الأجزخانة الواحدة عبارة عن حقنتين فقط .
تحذير
وتحذر اتحاد الصناعات من الحصول علي المصل من مصادر مجهولة حتى لو كانت عيادة طبيب لأنه يحتاج إلي شروط تخزين معينة كي لا يصبح فاسدًا والأماكن السابقة هي الأكثر أمانًا لبيعه.
السعر
السعر الجبري للحقنة الواحدة 170 جنيهًا وسعرها داخل المصل واللقاح 180 جنيهًا وفيما عدا ذلك من أسعار فهي سوق سوداء ويجب الإبلاغ فورًا عن أولئك الذين يتاجرون بها فور معرفتهم.
الجرعة
أما عن الجرعة المناسبة فكل مواطن تكفيه حقنة واحدة لتجنب الإصابة بالأنفلونزا و"كورونا" خلال فصل الشتاء فلا داعي للتكالب علي شرائه بكميات كبيرة أو تخزينه فبحسب أساتذة المناعة: "حقنة واحدة تكفيك طول الشتا".
بداية الشتاء .. الموعد المناسب
ويعد الوقت الأنسب لتناول المصل هو الوقت الحالي؛ حيث بداية فصل الشتاء فبحسب حديث الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لـ"بوابة الأهرام" تتكون مناعة الجسم بعد تناول المصل بأسبوعين كما أن هناك فئات من الضروري تناولها للمصل مثل أصحاب الأمراض التنفسية ومن يعانون حساسية البيض ومتلازمة الشلل الرباعي وكذلك الذين يتواجدون في أماكن التجمعات نتيجة لعملهم.
سائل متغير
وتوضح "بوابة الأهرام" أن المصل عبارة عن سائل يتناوله المريض من خلال الحقن وتختلف تركيبته من عام لآخر نظرًا لقدرة الفيروس الفائقة علي التغيير من خواصه وتفاعلاته في جسم الإنسان فبالتالي تختلف تركيبة المصل لتكون مناسبة لمكافحة الفيروس المتغير.
150 ألف حقنة في 2020 و 300 ألف في 2019
استوردت مصر هذا العام "بحسب مصادر " لـ"بوابة الأهرام" 150 ألف حقنة هذا الرقم الذي وصفه أطباء لـ"بوابة الأهرام" بالضعيف جدًا مؤكدين أننا بحاجة لكميات أكبر، خاصة أن المصريين استهلكوا في العام الماضي 300 ألف حقنة ولم يكن منتشرا فيروس كورونا حينها، لكن في الوقت نفسه لفت اتحاد الغرف الصناعية إلى أن الدولة تتابع حجم الاستهلاك وتحرص على الاستيراد قبل نفاد نصف الكمية المتوافرة ورغم ذلك يعاني أهالينا من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الخوف والقلق فبحسب حديثهم لـ"بوابة الأهرام": "خايفين نتعب منلاقيش المصل.. اعملوا حسابنا".