حالة عامة من التجاهل والاستهتار بفيروس كورونا تسود الشارع المصري، حيث تراجع الالتزام بالإجراءات الاحترازية من قبل المواطنين، ولم يعد ارتداء الكمامة أو التباعد الاجتماعي التزام كما كان فى بداية ظهور الوباء ، ولم يعد حرص المواطنين على الحفاظ على التباعد في المواصلات العامة، كما أن هناك حالة من التراخي في الإجراءات الوقائية من جانب الدولة، وهو ما ينذر بخطر كبير في حالة استمرار الحال على ما هو عليه، والتي من الممكن أن تقود إلى موجة ثانية من فيروس كورونا تكون أشد ضراوة وخطورة.
فعلى الرغم أن انخفاض أعداد المصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد، وتراجع الوفيات وارتفاع أعداد المتعافين، وفقا للبيانات الواردة من وزارة الصحة خلال الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى تسجيل الكثير من المستشفيات صفر، يعطي أمل وبشرة في السيطرة بشكل نهائي على انتشار الفيروس، إلا أن حالة اللامبالاة والاستهانة بالوباء تزيد مخاطر حدوث موجة ارتدائية كما حدث في كثير من الدول الأوروبية كأمريكا.
عودة الحياة الطبيعية
وكانت الحكومة المصرية قد سمحت مؤخرا باستقبال الجمهور بالمقاهي والكافيتريات والمطاعم حتى الساعة 12 منتصف الليل وزيادة نسبة الإشغال لتصل إلى 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية، مع التأكيد على تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية كافة، فضلا عن السماح بإمكانية عقد المؤتمرات الرسمية والاجتماعات، بحيث يكون الحد الأقصى لعدد المشاركين 50 شخصا.
وفي بداية الأمر كان هناك التزام كبير من قبل المواطنين وأصحاب الكافيهات والمولات، وكذلك في وسائل المواصلات العامة، ولكن مع مرور الوقت بدأت حالة اللامبالاة تزيد بين المواطنين، وساعد في ذلك حالة التراخي في تنفيذ الإجراءات الوقائية من قبل بعض الجهات الحكومية، فبعد أن كان هناك إلزام بارتداء الكمامة قب دخول أي مكان، أصبح لا يوجد اهتمام بذلك الأمر.
وحذر عدد من الأطباء من خطورة حالة التجاهل التي بدأت تسود في المجتمع، والتهاون في تطبيق الإجراءات الوقائية ضد كورونا، حيث إن حالة الاستهتار والتهاون مع الفيروس يطيل أمد الأزمة، وينتج عنه المزيد من الإصابات والوفيات، مؤكدين أن الإهمال ينتج عنه الوصول للموجة الثانية والتي ستكون أشرس وأخطر كما ظهرت في بعض الدول الأوروبية، لذا علينا أن ننتبه.
موجات ارتدادية
في البداية، يؤكد الدكتور أمجد الحداد مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن حالة التهاون والتكاسل في تنفيذ الإجراءات الوقائية لمواجهة كورونا، قد يؤدي إلى حدوث موجات ارتدادية أشد خطورة من الموجة الموجودة الحالية، ورأينا ذلك في كثير من الدول كأمريكا والبرازيل.
ويقول "الحداد" في تصريحات لـ "بوابة الأهرام"، إن وصول مصر لقلة الإصابات والوفيات كان بسبب الالتزام بتنفيذ الإجراءات الوقائية وارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي الذي كان يحافظ عليه عدد كبير من المواطنين، أما التخلي عن فعل هذه الإجراءات ينذر بوقوع كارثة مرة أخرى في فترة قريبة، وإذا حدثت ستضاعف الإصابات وأعداد الوفيات بشكل أكبر، فهل هذا مايريده المواطنون؟.
تراخي الدولة في تنفيذ الإجراءات
وعن دور الدولة في تنفيذ الإجراءات الوقائية، يؤكد أن هناك حالة من التراخي في تنفيذ الإجراءات من جانب الموظفين، ففي مترو الأنفاق بعد أن كان لا يدخل شخص لا يرتدي كمامة، أصبح الشخص المرتدي كمامة هو المختلف، لذلك لابد من عودة التشديد في تنفيذ الإجراءات، وإجبار المواطنين على ارتداء الكمامة وعدم التواجد في أماكن مزدحمة، ومراعاة التباعد الاجتماعي.
متى تنتهي كورونا
يؤكد الدكتور أمجد الحداد لـ "بوابة الأهرام"، أن هناك فهما خاطئا أن الفيروس انتهى مع تقليص عدد الإصابات، ولكن كورونا لم ينته وموجود بقوة ولن يختفي في هذه الفترة، ومازالت هناك خطورة على الجميع خاصة على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لذلك علينا الاستمرار في متابعة الإجراءات الوقائية لحين إيجاد لقاح فعال لهذا الفيروس، والإجراءات هي:
1- ارتداء الكمامة.
2- التباعد الاجتماعي.
3- الابتعاد عن أي مكان مزدحم.
4- عدم التجمعات.
5- البعد عن الحدائق والشواطئ.
6- غسل اليدين.
7- الحفاظ على النظافة الشخصية.
موجة جديدة تقترب
فيما يؤكد الدكتور أحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات، أن انخفاض عدد الإصابات والوفيات في هذا الوقت شئ عظيم يوكد نجاح منظومة الصحة في السيطرة على الوضع الراهن، ووعي الأطباء للتفرقة بين نزلة البرد العادية، والإصابة بفيروس كورونا والتفرقة بين مستوياتها، ولكن رجوع حالة الاستهتار بالفيروس التي كانت متواجدة في بداية الأمر، أمر في غاية الخطورة.
ويوضح أن ما نراه يحدث عالميا يجب أن نحذر منه فهناك كثير من الدول بدأت الموجة الثانية في الظهور مرة أخرى مع زيادة الأعداد بشكل خطير، كألمانيا وأسبانيا وأمريكا والأرقام أصبحت خيالية هذه الفترة، وهذ ما يجعلنا أشد حذرا لعدم وصولنا لهذه الحالة وإذا استمر هذا الوضع فسيكون الأمر كارثيا.
سمات الموجة الثانية
وعن احتمالية بداية الموجة الثانية، يؤكد أستاذ علم الفيروسات، أن الموجة الثانية لن تبدأ إلا بعد انتهاء الموجة الأولى والوصول للحالة صفر، ومن سمات الموجة الجديدة هو الظهور في مناطق جديدة لم تظهر بها من قبل أو الانتشار بشكل أكبر في الدول المتواجدة بها بالفعل، لذلك يجب أن تشدد الدولة في تنفيذ الإجراءات الوقائية خاصة في وسائل المواصلات.
انتهاء كورونا
وينوه الدكتور أحمد شاهين، أن كورونا لن تنته في العالم إلا بعد مرور سنتين على الأقل وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية، فهو من الأمراض التنفسية التي تأتي على هيئة موجات يمكن أن تزيد الإصابات بها أو تقل بحسب قوة الفيروس، ومن المتوقع عودة كورونا بشكل أشرس بسبب التكاسل عن تنفيذ الإجراءات الوقائية.