يأتي دور المرأة الريادي في صنع القرار أو في التغيير، ومشاركتها الفاعلة خلال الأعوام الست الماضية بكافة الاستحقاقات السياسية التي شكلت فارقا كبيرا، بعد أن كانت تجلس كالمتفرجين، هذا بالإضافة إلى دعم القيادة السياسية لدور المرأة الفعال تجاه المجتمع والحث على الانخراط في الحياة السياسية، حيث أصبحت محركا رئيسيا في الحياة السياسية سواء كانت ناخبة أو منتخبة، وقد نجحت 75 سيدة في الوصول إلى مجلس النواب عن طريق الانتخاب الحر المباشر، سواء بالمنافسة على المقاعد الفردية أو عن طريق القائمة المطلقة، بخلاف 14 نائبة تم تعيينهن بقرار من رئيس الجمهورية، وبذلك يصبح إجمالي المقاعد التي تشغلها المرأة المصرية 89 من إجمالي مقاعد البرلمان البالغة 458 مقعدا.
وعلى الجانب الآخر قد عكست السنوات الماضية وما شاهدته من أحداث، وما تتمتع به المرأة المصرية من إدراك ووعي عميق بالمخاطر التي تحدق بالوطن، وهو ما جعلها منتبهة لمساعي النيل من وحدة وتماسك الشعب المصري وفي صدارة المدافعين عن الوطن، فمنذ ثورة 25 يناير وحتى الآن لم تغب المرأة عن أي استحقاق انتخابي والتي يصل عددها إلى "ثمانية استحقاقات"، ولطالما كانت السباقة في الانتخابات، سواء البرلمانية أو الرئاسية، وظهر هذا في انتخابات 2014 التي تفوقت فيها نسبة مشاركة النساء مقارنة بالرجال، تلك المشاركة القوية لها العديد من الأسباب والدوافع منها طبيعة المرأة، ومشاركتها في كل الانتخابات، والاستفتاءات الشعبية، بدافع شعورها الدائم بالخطر، وحاجة الوطن إليها، فالمرأة دومًا ما تهتم بأن يكون لها صوت كي تساعد أبناءها على تحقيق أحلامهم، فالمرأة لا تفضل الوقوف مكتوفة الأيدي، أو أخذ مكان المتفرج، بسبب شعورها أن لديها دور وعليها تأديته على أكمل وجه، بالإضافة إلى حرصها أن تتمتع بلادها بالأمن والاستقرار السياسي، ولتعطي أيضًا أبناءها مثالًا على ضرورة السعي إلى التغيير الإيجابي، واختيار من يرسم لهم خطوط مستقبلهم.
" بوابة الأهرام" تستعرض آراء الخبراء المختصين بشئون المرأة لتوضيح دورها الفعال للمشاركة في الحياة السياسية
مشاركة حقيقية
في البداية تقول الدكتورة منال العبسي، رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، على المرأة المصرية استكمال المسيرة منذ البداية للدفاع عن الوطن، بل إنها لاعب أساسي في الحياة السياسية بعد أن كانت في السابق من المتفرجين، مطالبة أن تكون المشاركة حقيقة بل وعليها أن تحث أسرتها على المشاركة الفعالة في هذا الاستحقاق الدستوري، لأن مشاركتها تحدث فارقا كبيرا، فضلا عن استكمالها لمسيرة التنمية وإعادة الدولة المصرية لتتصدر للعالم مرة أخرى.
10 % حد أدنى لتمثيل المرأة
وترى الدكتورة منال العبسي، أن نسبة 10% كحد أدنى لتمثيل للمرأة نسبة متواضعة، وأن ثورة 30 يونيو قد أفرزت عن سيدات لديها قدرات لخوض تلك المعركة، مشددة على أن مشاركة المرأة هامة جدًا، لأنه سيصب بالتبعية لمصلحة الفرد والوطن والأسرة المصرية، هذا بالإضافة إلى أنني أتوجه بالتحية لكل سيدة أقبلت على خوض الانتخابات لكونها لاعبا أساسيا في الحياة السياسية بعد ما كانت في السابق تجلس على دكة الاحتياطي، فنأمل في أن نرى المرأة الفترة القادمة في أبهى صورها ويكون لها تأثير مباشر وفعال لنعبر لبر الآمان، ونأمل أيضا في الفترة المقبلة أن نرى قوانين لمصلحة المرأة المصرية لتعود بالتبعية على ترابط نسيج الأسرة، فضلا عن اهتمام القيادة السياسية ودعمها الدائم للمرأة المصرية وإصرارها على هذا يعطي إحساس بالأمان والثقة والإدلاء بصوتها كمنتخبة والمشاركة في العملية السياسية كناخبة.
دعم المرأة
ومن جانبها، تشيد الدكتورة عبلة الهواري، عضو اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، بدعم القيادة السياسية لدعمها الدائم للمرأة والمستمر منذ 6 سنوات، فلولا هذا الدعم لن نشاهد ما وصلت إلية المرأة والمشاركة والانخراط في الحياة السياسية على عكس ما كانت عليه في السابق، فضلا عن دور المجلس القومي للمرأة منذ عام 2000 وعلى مدار 20 عامًا ودعمه للمرأة ما نراه اليوم هو حصاد لذلك، لافتة إلى أن نسبة مشاركة المرأة سياسيًا واضحة تمامًا منذ الانتخابات الرئاسية ومجلس النواب وتعديل الدستور، حيث حصلت محافظة سوهاج على المركز الثاني في مشاركة المرأة بالاستحقاقات الدستورية.
أهمية مجلس الشيوخ
وأشارت إلى أن مجلس الشيوخ يتطلب خبرات متراكمة وكفاءات عالية وتخصصات مختلفة، موضحة أننا بحاجة إلى مجلس الشيوخ هذا الوقت الحالي لاستقرار مؤسسات الدولة، فمن الضروري أن يكون هناك مزيد من الأمن والأمان، هذا بالإضافة إلى أن أهمية مجلس الشيوخ تأتي من واقع اختصاصاته والتي حددها المادة الثامنة من القانون رقم 141 لسنة 2020 على سبيل الحصر وهي:
يؤخذ رأي مجلس الشيوخ فيما يأتي:
1- الاقتراحات الخاصة بتعديل مادة أو أكثر من مواد الدستور.
2- مشروع الخطة العامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
3- معاهدات الصلح والتحالف وجميع المعاهدات التي تتعلق بحقوق السيادة.
4- مشروعات القوانين ومشروعات القوانين المكملة للدستور التي تحال إليه من رئيس الجمهورية أو مجلس النواب.
5- ما يحيله رئيس الجمهورية إلى المجلس من موضوعات تتصل بالسياسة العامة للدولة أو بسياستها في الشئون العربية أو الخارجية.
من هذا المنطلق نعرف أهمية مجلس الشيوخ ونزول المرأة للانتخابات، وأن هذا أعتقد سيعطي مؤشرا في الخارج بأن مؤسسات الدولة خاصة في التنمية الاستقرار.
عامل مساعد
وفي السياق ذاته، تضيف الدكتورة جهاد عامر، عضو مجلس النواب، تأتي مشاركة المرأة من خلال دور المؤسسات الدولة المختلفة والمجلس القومي للمرأة من خلال لقاءات التوعية التي تعقدها دومًا لدور مجلس الشيوخ وما يثري القوانين والاتفاقيات التي يتم دفعها للمجلس التشريعي، مشيرة إلى أن المرأة عامل مساعد، وداعمة لترسيخ الأركان الرئيسية، فضلا عن دورها في الشارع المصري ومساهمتها في القطاع التنفيذي والذي هو بالفعل قائم، أيضا لا نغفل دور مؤسسات المجتمع المدني القائمة بمساهمات كبيرة جدًا للوصول إلى عمق المحافظات "القرى والنجوع" للتوعية في كل محافظات الجمهورية.
العنصر الأكثر فاعلية
وتوضح عبير سليمان، الباحثة في شئون المرأة، أن المرأة داعم ومحرك للمسار السياسي في مصر، بل وإنها مشارك أصيل في صناعة القرار على المستوى السياسي أو مستوى الرأي العام، فمنذ بلوغ ثورة 25 يناير ثم ثورة 30 يونيو والمرأة المصرية أثبتت بالدليل القاطع الميداني والحركي والمشارك أنها تستطيع وبجدارة الحفاظ على السيادة الوطنية والأمن الاجتماعي والسلام العام، وترسيخ مبدأ المشاركة وإتمام الاستحقاقات الدستورية والتصدي لأي جماعة أو تنظيم أو كيان يتربص لسيادة مصر أو ينال من هويتها الوسطية غير التابعة لأي مستعمر أو كيان خارجي، وأن الاستحقاقات السياسية سواء كانت انتخابات برلمانية محلية أو المجلس النيابي ومجلس الشيوخ وصولا إلى الانتخابات الرئاسية هي استحقاقات من شأنها أن تعطي ملامح للعالم أن مصر يسكنها الآمان والاستقرار، بل وتستطيع أن تعتلي سُلم التنمية والصعود الاقتصادي ومجابهة تخطي التحديات المحلية والإقليمية وصولا إلى الدولية، لافتة إلى أن نستطيع من هنا أن نقول أن العنصر الأكثر فاعلية في مصر هو العنصر الأنثوي وهو "المرأة المصرية"، والتي تستطيع أن تقدم المزيد لمصر الغالية على المستوى الاجتماعي والسياسي والسيادي والاقتصادي.
دكتورة جهاد عامر عضو مجلس النواب