Close ad

ما بين خطر التعاطى والأمل فى التعافى «كورونا» .. هل كانت فرصة للتخلص من الإدمان؟

16-7-2020 | 14:49
ما بين خطر التعاطى  والأمل فى التعافى «كورونا  هل كانت فرصة للتخلص من الإدمان؟تعاطي المخدرات
تحقيق ــ بسمة خليل
  • 100 ألف مريض سنويا على الخط الساخن..13% منهم سيدات
  • موضوعات مقترحة
  • اللواء زكريا الغمرى : حركة التهريب تراجعت واتجه المدمنون إلى البانجو والحشيش
  • د. محمد المهدى : أناشد الشباب الانشغال بكل ما هو إيجابى حتى يكون لديهم مناعة ضد المخدرات
  • د. عمرو عثمان : خطة قومية لحماية الشباب تحت شعار «أنت أقوى من المخدرات»

 

بينما كانت أزمة كورونا  فرصة لتعافى بعض مدمنى المخدرات من الإدمان، ممن لديهم الرغبة ــ على حد قول بعض الخبراء ــ إلا ان البعض الآخر يرى ان الحالة النفسية السيئة التى مر بها البعض نتيجة فيروس كورونا  وما فرضه من عزل كامل فى بعض الدول وإجراءات احترازية مشددة قد تدفع الى الإدمان، وبالتالى قد يكون تم إضافة أعداد جديدة من المدمنين خلال فترة العزل  .. تحقيقات الأهرام قامت بسؤال بعض الخبراء والمتخصصين لمعرفة ماذا فعلت كورونا بعالم المخدرات ؟

يؤكد الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزير التضامن ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن توقف حركة تجارة المخدرات حول العالم بشكل قوى بسبب فيروس كورونا فرضية قد تكون صحيحة نتج عنها تحول بعض الدول للتصنيع تحت السلم، مما أثر على أسعار المخدرات عالميا، مشيرا إلى أن أكثر أنواع المخدرات انتشارا فى مصر الترامادول يليه الحشيش والهيروين، وأكثر الفئات العمرية المعرضة للإدمان من 15 الى 25 عاما، مما يدفعنا لتخصيص أقسام لعلاج المراهقين كالأقسام المخصصة لعلاج الإناث. 

ويوضح أن لدينا الآن 23 مركزا علاجيا منتشرة بالجمهورية. كانت منذ 10 سنوات 9 مراكز فقط ولدينا خطة فى خلال 3 أعوام قادمة نستطيع من خلالها تغطية كل أنحاء الجمهورية ولدينا خط ساخن لعلاج الإدمان يستقبل 100 ألف مريض سنويا ويقوم بتحويلهم لمراكز العلاج، مشيرا إلى انه جار الإعداد لافتتاح ثلاثة مراكز جديدة تقدم خدمات علاجية بمحافظات محرومة من خدمات الإدمان كالبحر الأحمر ، ولدينا رعاية مهارية تتابع مرضى الإدمان لسنوات من خلال التردد على العيادات الخاصة بنا، مضيفا أن نتائج المسح القومى ستعلن قريبا وسوف تكشف عن احتمال حدوث تراجع فى إدمان المخدرات من عدمه .

ويوضح أن عدد المتقدمين للعلاج لم يقل فهو تقريبا مساو للأعداد المسجلة العام الماضي، أى 100 ألف مريض فى السنة منهم 13٪ من سيدات يترددون على الخط الساخن ورقمه 16023 .

ويوضح أن هناك خطة قومية سيتم إطلاقها وحملات إعلامية جديدة تحت شعار «أنت أقوى من المخدرات» سيتم تنفيذها بالإضافة إلى التحول الرقمى خلال الفترة القادمة للوصول لأكبر عدد من الشباب ونواكب التطورات التى حدثت مع جائحة كورونا .

فترات الحظر

ويؤكد الدكتور أحمد الكتامى مدير الخط الساخن بصندوق مكافحة وعلاج الادمان انه نظرا للإجراءات الاحترازية وفترات الحظر التى كانت تبدأ من الثامنة مساء  قلت تفاصيل اليوم للفرد، بالإضافة الى اختلاف مواعيد  الديلر ( بائع المخدرات ) فمواعيده كانت فى ساعات متأخرة من الليل مما قلل الطلب على شراء المخدرات، بالإضافة إلى الحملات التفتيشية التى كانت تقوم بها الداخلية على السيارات ليلا قبل مواعيد الحظر وكذلك كل المعلومات التى تم تداولها عن الفيروس وتأثير تعاطى المخدرات انه يؤثر على الصدر والرئة ويجب تقليل السجائر والشيشة كانت فرصة لتقليل تعاطى المخدرات. 

ويشير إلى أن فترة الحظر كانت من أكثر الفترات إقبالا واستفسارا على الخط الساخن، حيث انه ظل يعمل 24 ساعة وأخذنا وقتها إجراءات احترازية قوية  وقمنا فى فترة الحظر بعمل فيديوهات دعم نفسى وجلسات اون لاين وعلى صفحة الصندوق دعم نفسى ووجدنا بعض الملاحظات، منها قيام الفئات البسيطة من الحرفيين لديهم رغبة كبيرة للعلاج وبالحديث معهم منهم من لم يملك الأموال للشراء لان العمل توقف وهو يعمل يوماً بيوم وهناك من لا يجد المكان الذى يشترى منه فقرر التعافي.

أعراض انسحاب

ويوضح الدكتور أحمد الكتامى أن كل مخدر له أعراض انسحاب ومدة علاج تختلف عن الآخر وأخطرها  الهيروين فهو من أصعب المخدرات انسحابا وقد تصل من  10 الى 15 يوما  ثم يستمر فى برنامج علاجى يستمر لثلاثة أشهر ثم مرحلة التأهيل  من 45 يوماً إلى 70 يوما وفيها نحاول أن نكسب المريض مجموعة من المهارات الحياتية التى تساعد على تعديل سلوك المريض وننمى له ثقافة رافضة للتعاطى بالاعتماد على برامج سلوكية ومنع الانتكاسة.

ويوضح أن لدينا 6 مراكز علاجية نوفر فيها خدمة الحجز الداخلى للإناث وتم تحديد  أيام معينة بالأسبوع لاستقبال عيادات للسيدات فقط للحفاظ على خصوصيتهن فمن بين اجمالى المتصلين على الخط الساخن 13 % من السيدات يطلبن العلاج .

 النقل

ووفقا للواء زكريا الغمرى مساعد وزير الداخلية لإدارة مكافحة المخدرات السابق فإن الكورونا أثرت على عمليات التهريب وعمليات النقل فالمخدرات عند تهريبها أما بالطيران ويتم من خلال مسافرين يحملون كميات كبيرة سواء داخل أمعائهم أو يحملونها بحقائبهم وبالتالى فإن توقف حركة الطيران أثر على حركة التهريب بالنسبة للجو وكذلك بالنسبة للنقل البرى بين الدول وبعضها.

انحسار التهريب

ويضيف أن سوق المخدرات عرض وطلب فإذا قل المعروض مثل اى سلعة نجد أن الأسعار زادت فالطلب كثير وحجم المتعاطين ليس قليلاً والطلب على المخدرات كبير والداخل قليل، مؤكدا أن المدمنين المصريين يميلون لتعاطى البانجو والحشيش وهناك شريحة تدمن الهيروين و يتصدر الهيروين المشهد يليه البانجو لأنه يزرع محلياً فشجرة القنب التى تطرح الهيدروكبينول تزرع فى بعض الأودية بسيناء ولكن هناك حملات منتظمة من القوات المسلحة ووزارة الداخلية تستهدف هذه الزراعات ويتم إبادتها بينما يوجد جزء يسرب للسوق المحلى .

ويوضح الغمرى أن دائرة الإدمان ينعدم بها الوعى فالشخص المدمن وعيه منقوص وليس لديه القدرة على أخذ الاحتياطات الاحترازية لتحميه من فيروس كورونا فهو غير مدرك ووعيه غير كامل وبالتالى لا يستطيع حماية نفسه سواء بالتباعد الاجتماعى او اتباع الإجراءات الاحترازية التى تمنع انتقال الفيروس وبالتالى تعتبر دائرة الإدمان بيئة خصبة للإصابة بفيروس كورونا فالمتعاطون لديهم عدم قدرة أو إدراك لحماية نفسهم وبالتالى لا يحمون أنفسهم من كورونا أو اى فيروسات غيرها فمتعاطى المخدرات خاصة من يتعاطى بالحقن ينقل فيروسات الكبد الوبائى أو الايدز نظرا لاستخدام الحقنة الواحدة لأكثر من شخص.

ويؤكد الغمرى ان هناك رصدا لمن يتاجر بالمخدرات وبالتالى عندما تصل الينا معلومة نتأكد من خلال التحريات ويتم ضبطه فورا وفقا للإجراءات الوقائية، فمكافحة المخدرات من الأجهزة التى تعتمد على المعلومات ولها مصادر داخل البلاد وخارجها وبالتالى المعلومة إذا وردت عن شخص ما أنه يتاجر بالمخدرات يتم التعامل مع المعلومة وإجراء تحريات عنها وبعد التأكد من صحة المعلومة يتم ضبط الشخص وفقا للأطر القانونية.

ويشير إلى دور الدولة المتمثل فى وزارة الداخلية والقوات المسلحة، حيث يعملان فى مكافحة المعروض من المخدرات ولكن هناك بعدا آخر وهو علاج المتعاطين والإدارة لها دور تقوم به وهناك تعاون دائم بين صندوق مكافحة الإدمان والإدارة العامة لمكافحة المخدرات التى تتيح لمن يريد الإقلاع عن تعاطى المخدرات يتوجه للإدارة العامة لمكافحة المخدرات ويأخذ جواباً ويذهب للمصحة وبياناته سرية تماما على نفقة الدولة ولكن هناك جزءاً من المصحات الخاصة تقدم العلاج بنفقات ولكن بالأساس صندوق مكافحة الإدمان تابع لوزارة التضامن وله برامج خاصة ومصحات شيدتها الدولة للعلاج وهناك جزء كبير تم شفاؤه بعد إطلاق الخط الساخن  بالاضافة إلى إطلاق الدولة عدة مبادرات للإقلاع عن الإدمان كمبادرة أنت أقوى لمحمد صلاح، مما أدى لإقلاع الكثير من الشباب لحبهم للاعب .

سن المراهقة

وبحسب الدكتور محمد كمال الاستاذ بكلية الآداب والمتخصص فى تدريس مادة الأخلاق بجامعة كفر الشيخ فإن أكثر الفئات العمرية التى تقع ضحايا للإدمان من سن المراهقة لسن الأربعين فمن الصعب أن يدخل الشخص دائرة الإدمان بعد الأربعين بينما يحدث العكس قد يخرج من دائرة الإدمان بعد سن الأربعينات إن اتجاه الأشخاص للإدمان يرجع بالمقام الأول لضعف الوازع الدينى فاللجوء إلى الله سبحانه وتعالى حماية للشخص فعدم وجود أمل لحل المشكلات يدفع ذوى النفوس الضعيفة للإدمان بالإضافة إلى التربية الاجتماعية، فالأسر التى بها مدمن نجد الأولاد بها يدمنون على سبيل التقليد فالطفل يحتذى بالكبير على اعتبار انه سلوك جيد بالإضافة إلى ضعف التماسك الأسرى فالأسر المتماسكة تلاحظ سلوك أبنائها من البداية بينما الأسر المفككة يقل لديها الرقابة على المراهق مما يزيد من احتمال اتجاهه للمخدرات أكثر. .

ويشير إلى أن الدراما والإعلام يلعبان دوراً مهما فى زيادة الاتجاه للإدمان عندما نجد الأبطال مدمنين، اى الشخص المحبوب يظهر فى صورة مدمن مما يجعله نموذجاً وقدوة فلا يستوعب المراهق انه مجرد تمثيل، بالمقابل يأتى بالشخصيات الأخرى كالطبيب والمدرس شخصيات مكروهة، بالتالى ينجذب المراهق لتقليد البطل. 

ويوضح أن هناك بعض العوامل نتمكن من خلالها من معرفة هل الشخص مدمن من خلال ملاحظة ميله للانفراد عن الآخرين وعدم مشاركة الأسرة فى الأنشطة المختلفة وسوء علاقته الاجتماعية وتغير علاقات صداقته وتقلب مزاجه والعنف والأرق وصعوبة النوم مع زيادة الإنفاق بشكل مفاجئ وغير مبرر وقد تظهر السرقة للحصول على الاموال لشراء المخدرات وقد يظهر السلوك الحاد والعنيف تجاه الآخرين وتظهر الجرائم الجنسية كالتحرش وهتك العرض والاغتصاب اما المؤكد فهو التأخر الدراسى وانهيار الاسرة للمتزوجين. 

ويؤكد ان السيدات لسن بعيدات عن دائرة الإدمان، حيث  إن نسبة المتعاطين للمخدرات من السيدات فى بعض الإحصائيات تصل للربع فى مرحلة المراهقة والشباب وتتمثل دوافعها للإدمان فى التقليد والعلاقات الاجتماعية الفاشلة أو التفكك الأسرى وعدم وجود مشاعر أسرية داخل الأسرة والجهد العصبى والبدنى فقد يتم استخدام بعض الأدوية استخداما طبيا فى البداية ثم يتحول لإدمان دون الرجوع للطبيب .

تأثير سلوكى

ويري  الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر أن كل مادة مخدرة لها تأثير على سلوكيات المدمن ولكن إجمالا تتغير تركيبة المتعاطى النفسية نجد انفعالات زائدة واضطرابات فى السلوكيات الاجتماعية واضطرابات بالنوم او تبجحا وعدوانا من الشخص وإهمالا ولا مبالاة فى العمل وكسلا وخمولا وقرارات مضطربة كلها آثار للتعاطى قد تصل للقتل بدافع السرقة أو فى لحظات الانفعالات الزائدة يصبح خطرا على نفسه وتكثر فى سن 15 إلى 29 وفى السنوات الأخيرة وجدنا بعض طلبة الابتدائى يتعاطون ( الكله ) والبانجو.

ويناشد الشباب اشغال أنفسهم بكل ما هو ايجابى حتى لا ينشغل بما يدمر حياتهم فيندمج بدراسته وعمله أو نشاط خيرى أو ثقافى أو اجتماعى أو ادبى أو فنى فكل من يندمج بنشاط يقوى لديه مناعة من الوقوع فى بئر المخدرات، اما الذى يعانى الفراغ والصحبة السيئة والروحانيات الضعيفة فسيسقط فريسة للمخدرات (فنفسك ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل) ويطالب الشباب بالانشغال بالدراسة والرياضة والاشتراك بالمسابقات ويشارك أسرته ويعمل بالصيف اذا كان طالبا فيجب ملء الحياة بكل ما هو ايجابي. ويرى انه لابد من الاكتشاف المبكر للتعاطى إذا وجدت أسرارا بحياته او كاذبا أو يعزل نفسه ويريد أموالا كثيرة وصحته هزيلة وغير منتظم بالدراسة والعمل يصحو فى الليل وينام نهاراً او نجد ادوات غريبة بالمنزل وقتها نبدأ بالمواجهة وليس بالضرورة ان يعترف، وقتها نلجأ للتحليل وإذا ثبت التعاطى ووجدناه مستجيبا للعلاج نضع شروطاً كالخروج بمواعيد وعدم إعطاء نقود، اما اذا لم يستجب فنستعين بطبيب نفسى لتقييم الحالة ومعرفة مدى احتياجه لجلسات علاج وإذا كانت الحالة متدهورة ينصح بدخول مصحة خاصة ان الإدمان مرض ويحتاج متابعة.

 

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة