ما زال هناك الكثير مما لا نعلمه عن فيروس كورونا المستجد إلا أن الأدلة تتزايد على أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أية أعراض قد يسهمون في نشر الفيروس، وأن الرذاذ الناتج عند التنفس أو التحدث أو تنقية حلقك قد يسهم في انتشاره من شخص لآخر، وما زال هناك اعتقاد أن البقاء في المنزل والحفاظ على التباعد الجسدي والنظافة الجيدة لليدين هي أهم الوسائل لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، هذا بالإضافة إلى استخدام الكمامة، كإجراء آخر إضافي للمساعدة على الحد من انتشار الفيروس.
فالكمامة تعد أحد الاحتياطات الإضافية التي يمكن اتخاذها للمساعدة في إبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد، كما أنها بديل عن التباعد الجسدي وغيره من تدابير الوقاية، فما زالت في حاجة إلى البقاء على بُعد متر على الأقل من الآخرين حتى عند ارتداء كمامة.
و لمواجهة النقص العالمي في الأدوات الطبية، أوصى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي" CDC"، بارتداء قناع قماش لمدة شهرين، بل سنحتاجها ليتم ارتداؤها في وسائل النقل العام، لذلك استعرض رئيس الوزراء الاشتراطات الفنية لتصنيع الكمامات القماشية والمستندات المطلوبة من المصانع للحصول على الموافقة للبدء في تصنيعها، بحيث يتم تصنيع 8 ملايين كمامة كمرحلة أولى، والاستعداد لتوريد أقمشة تكفى لتصنيع نحو 10 ملايين كمامة شهريًا، ترتفع لتصل إلى 15 مليون كمامة شهريًا من خلال ما لا يقل عن 100 مصنع، إذ إنه من المستهدف الوصول إلى إنتاج 30 مليون كمامة بالتنسيق مع مصانع العامرية وكفر الشيخ والمحلة الكبرى.
الدكتور أمجد الحداد
" بوابة الأهرام" تستعرض أراء المختصين لتوضيح المواصفات الفنية والاشتراطات للكمامات المستدامة..
أسلوب حياة
في البداية يقول الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح "فاكسيرا"، لقد أصبح ارتداء الكمامة أسلوب حياة ووقاية ولو بحد كبير من فيروس كورونا المستجد، حيث إن الكمامات لا تقي بنسبة 100% ، ولكن تقلل من التحمل الفيروسي " جرعة الفيروس التي يصاب بها الإنسان"، أيًا كان نوعها يمنع دخول الفيروس تمامًا أو يقلل دخوله الجرعة التي تستهدف الجهاز التنفسي، لافتًا إلى أن ارتداءها والالتزام بالتباعد الاجتماعي تصل نسبة الحماية لـ"100%".
المهندس أشرف عفيفي
قدر الحماية
ولفت الحداد إلى أن هناك اختلافا في قدر الحماية على بحسب نوع الكمامة، فـ نوع الـ"n95" تعطي أكبر قدر من الحماية، أما الكمامة الجراحية فقد تحمي بقدر متوسط لكن إذا ارتداها الجميع تعطي قدرا كبيرا من الحماية، مضيفًا في حالة ارتداء الكمامة القطنية أو القماشية لابد أن تكون مطابقة للمواصفات الطبية وتعطي قدرا من الحماية أفضل من اللاشئ-عدم ارتداء كمامة- مع مراعاة التباعد الاجتماعي وعدم ارتداها في أماكن مغلقة أو مزدحمة، وكذلك لا تستخدم للأطفال أقل من عامين.
مواصفات الكمامة المستدامة
ومن جانبه يوضح المهندس أشرف عفيفي رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، نظرًا لجائحة كورونا وخطورتها وتهديدها للعالم أجمع وتوصيات منظمة الصحة العالمية بإنه لامانع من ارتداء الكمامة القماش لكن بشروط يتم توضيحها من خلال المتطلبات الخاصة بإنتاج القماش، لذلك لازم علينا بالهيئة القيام بإعداد متطلبات الكمامة القماش أٌسوة بجميع دول العالم حفاظًا على حياة المواطن المصري واستكمالا للركاب العالمي في اجراءاته الاحترازية لتحقيق أفضل الاشتراطات التي تحقق أعلى حماية ممكنة من خلال الكمامة القماش، مضيفًا الكمامة القماش تمثل الكمامة العازلة وهي معّده ليستخدمها الأصحاء وليس مرضى فيروس كورونا، كذلك لا تستخدم لمن يتعاملون مع مرضى فيروس كورونا أو يتواجدون بمناطق احتمال فيها العدوى من الفيروس على أن يراعى ألا يتم ارتداؤها لفترات طويلة في الاماكن المزدحمة.
طريقة تفصيل الكمامات
تصميم الكمامة
وأشار عفيفي إلى أن تصميم الكمامة، يجب أن تغطي الأنف والفم والذقن، كذلك أيضًا منطقة الحماية يجب أن تكون من عدة طبقات بحد أدنى طبقتين على أن تراعي أحكام المقاس على وجه المستخدم ويكون هناك إمكانية لتعديله عند اللبس لضمان الإغلاق الكافي على الأنف والخد والذقن لضمان عدم مرور الهواء من أي من هذه الجهات محملا بالعدوى، موضحًا أن متطلبات الاختبارات تتطلب الكفاءة والهدف منها تحديد كفاءة الكمامة القماش بحد أدنى 25 غسلة لمرور جزيئات لا يتعدى حجمها 3 ميكرونات بحد أدنى 70%، على ان يكون الاختبار طبقا ASTM F 2299، هذا بالإضافة إلى اختبار الماء والسوائل وهذه الاختبارات تحدد بحد أدنى 25 غسلة، مدى مقاومة الكمامة العازلة لتغلغل المياه طبقا لـ ISO 811"" و يحدد مدى مقاومة السطح للبلل طبقا لـ ISO 4920"".
متطلبات الاختبارات
وأضاف المهندس أشرف عفيفي يتبع أيضا متطلبات اختبار الكمامة "اختبار نفاذية الهواء" والذي يهدف إلى حساب نفاذيته لتحديد قدرة هذا المنتج على السماح بالتنفس بسهولة من عدمه لأنه ينبغي أن يكون هناك سهولة ويسر في عملية التنفس حتى لا تكون سبب في حدوث اختناقات والاختبار يتم طبقا لـ "ISO 9237"، هذا بالإضافة إلى اختبار الوبر والذي يهدف لحماية مسار مجرى التنفس واستنشاق الهواء من وجود أي ألياف قد تتسبب فيها بعض الخامات الطبيعية و هذا الاختبار يكون طبقا لـ" ISO 9073 -10 "، موضحًا بوجود اختبار للمواد الضارة وهذا الاختبار يهدف إلى الحماية من الصبغات والمواد المسرطنة بالإضافة إلى الحماية من المعادن الثقيلة التي يؤدي تواجدها إلى الإصابة بالتسمم المزمن، وهذا الاختبار يتم طبقا للمواصفة القياسية المصرية رقم ES 7266-4" " والملزمة بالقرار الوزاري رقم 296 لسنة 2011، فضلا عن اختبار الثبات والذي يهدف إلى قياس تغير أبعاد الكمامة وثباتها عند 25 غسلة بحد أدنى على الأقل ويتم الاختبار طبقا لـ ISO" 23231" .
طريقة طريقة تفصيل الكمامات
التزام المصانع
وشدد رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، على التزام المصنع وضع هذه البيانات مع كل كمامة قماش والتي تشمل: طريقة الاستخدام، طريقة الارتداء السليمة، طريقة النزع بعد الاستخدام، كذلك طريقة الغسيل: الغسيل بالطريقة اليدوية، الغسيل الآلي -باستخدام الغسالة المنزلية-، عدد مرات الغسيل، كفاءة الكمامة بحد أدنى 25 غسلة لمرور 3 ميكرونات بكفاءة لا تقل عن 70 %، لافتًا إلى وجوب وجود الاسم والعلامة التجارية أو أي وسيلة لتحديد هوية الصانع، كذلك توضيح أن هذا المنتج ليس منتج طبي.
اتباع التعليمات
وينصح المهندس أشرف عفيفي، بضرورة اتباع التعليمات عند ارتداء الكمامة وهي وجوب غسل اليدين بالماء والصابون لمدة من 40 إلى 60 ثانية قبل إرتداء الكمامة، ارتداء الكمامة والتأكد من تغطية الأنف حتى أسفل الذقن وإحكام الغلق على الوجه والأنف والذقن، والتأكد من سهولة التنفس، مشددًا على اتباع تعليمات نزع الكمامةوهي: غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 40 إلى 60 ثانية قبل نزع الكمامة، ونزع الكمامة من الخلف ووضعها مباشرة في الماء والصابون ثم غسلها جيدًا طبقا للتعليمات المرفقة وتطهيرها، كذلك يجب غسل الكمامة عند شراؤها أول مرة قبل الاستخدام، كما يتم غسل الكمامة بعد كل ارتداء ولا يجب أن تٌلبس أكثر من مرة قبل الغسيل، كما يجب نزع الكمامة فور حدوث بلل أو اتساخ ولا يتم ارتداؤها لفترات طويلة، فضلا عن الالتزام بالتباعد الاجتماعي حتى مع ارتداء الكمامة للحفاظ على حياتك.