يتسابق العالم في اكتشاف علاج فعال لفيروس كورونا المستجد الذي ضرب الدول وخلف وراءه خسائر جسيمة إذ صارت حالات الوفيات الناتجة عنه نزيفًا مستمرًا يبحث عن علاج فعال لوقفه ويعكف على ذلك العلماء ومعامل الأبحاث غير مدخرين جهدًا في اكتشافه لإعادة الحياة إلى العالم من جديد قبل نفاذه فالبشر يتساقطون بالآلاف بل مئات الآلاف قتلي لهذا الفيروس "كوفيد19".
ووسط هذه المحاولات يأتي عقار " ريمديسيفير" كبارقة أمل لمرضي الفيروس لاسيما بعد أن أجازت الولايات المتحدة استخدامه وأيضًا اليابان بحسب ما أعلنته الحكومة وتقبل مصر على نفس الخطوة فبحسب الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان :" مصر حجزت حصتها من العقار وتنتظر قدومها".
هل ريميدسفير هو العلاج المنتظر لمكافحة الفيروس؟
بحسب الأطباء المتخصصين فإن ريمديسيفير ليس العلاج النهائي لفيروس كوفيد-19 وأن استخدامه سيكون قاصرا على مرحلة معينة من المرض وهي دخول المريض في الحالات الحرجة كحاجته الضرورية الى جهاز التنفس الصناعي حيث سيقلل هذا العقار من حاجة الحالات المتأخرة إلى أجهزة التنفس الصناعي وهو ما يقلل الضغط على تلك الأجهزة في المستشفيات وبالتالي سيمنع ظهور أزمة قوائم الانتظار في مصر حيث يعاني مرضى الفيروس في بريطانيا علي سبيل المثال من أن أعداد المصابين يفوق طاقة المستشفيات حتى انهم أصبحوا على قوائم الانتظار .
من 5 : 10 حقن لكل مريض
ويوضح الدكتور علي عوف رئيس شعبة الدواء بالاتحاد العام للغرف التجارية في حديثه لـ"بوابة الأهرام" أن العقار عبارة عن كورس حقن يتراوح بين 5 : 10 حقن للمريض الواحد وليس كل مريض بالفيروس يمكنه استخدامها .
لا يعد ريمديسيفيرريميدسفير عقارًا جديدًا وإنما كان موجودا بالفعل حيث كان يستخدم لعلاج الإيبولا ومع ظهور كوفيد-19 بدأت الأبحاث تتجه إليه كعلاج لأنه ينتمي لنفس عائلة الـ "كورونا" وخضع لتجارب ذات نتائج مبشرة .
دور "ريميدسفير" مع كوفيد-19
ولمعرفة دور ريمديسيفير مع مرضى الفيروس يوضح "عوف" أن الميكروب يدخل رئة الإنسان ويحتل الخلية ويبدأ في التكاثر بسرعة كبيرة وبكميات كبيرة تصل إلى المليارات ودور عقار ريميدسفير هو وقف هذا التكاثر وليس القضاء علي الفيروس .
تكاثر الفيروس في رئة الإنسان يجعل الجهاز المناعي نشطا لمكافحة ذلك ولكن عندما تزداد الكمية يصاب الجهاز المناعي بالضعف فتقل قدرته علي المقاومة ويستسلم للفيروس فيموت الإنسان :" بالرغم من عدم قضاء العقار نهايئا علي الفيروس إلا أنه يمنح الفرصة للجهاز المناعي لإنسان أن يقاوم " مؤكدًا أن مناعة الإنسان هي السلاح الوحيد المتاح حتي الآن في القضاء على الفيروس .
أيضًا يقلل العقار من مدة التعافي إلى 11 يومًا بدلًا من 14 يومًا وهو ما يخفف الضغط علي البنية التحتية في المستشفيات وغرف الرعاية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي وهو ما يخفف العبء المادي .
يعزز من قدرة الجهاز المناعي على مكافحة الفيروس
وأوضح رئيس شعبة الدواء بالاتحاد العام للغرف التجارية وصول العقار مصر خلال الشهر الجاري مؤكدًا إلى اجتهاد الدولة في توفيره كما أنه لن يتم طرحه في سوق الدواء وسيكون استخدامه من خلال وزارة الصحة حيث سيتم إعطاؤه للحالات الحرجة فقط والذي سوف يحددها الطبيب المشرف علي الحالة كما سيحدد الجرعات المناسبة لافتًا إلى أن 85% من مصابي الفيروس يتماثلون الشفاء عبر أدوية المناعة .
من جانبه أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة الوقائية أن العقار لم يسجل حتى الآن كعلاج لفيروس كوفيد-19 وكل ما يظهر من جديد في هذا الشأن ما هو إلا محاولات تطوير لعقارات كانت تستخدم بالفعل في مكافحة الفيروسات مؤكدًا أنه سيخضع للدراسة والتجارب فور وصوله مصر وذلك قبل البدء في استخدامه .
أرباح طائلة تنتظر الشركة المصنعة
ويبقي الشئ المؤكد هو أن مكاسب طائلة وأرباحا تنتظر شركة gilead المصنعة للعقار وهو ما عكسه حديث الرئيس التنفيذي للشركة دانيال أوداي قائلًا :" إن موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية خطوة أولى مهمة".
وأكد على هذه المكاسب ستيفن هان مفوض إدارة الغذاء والدواء عندما قال خلال اجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب :" إن ريمديسيفير أول دواء مصادق عليه لعلاج كوفيد-19 لذلك نحن فخورون جدا كوننا جزءا منه".