Close ad

تجمعات المواطنين تهدد الإجراءات الاحترازية للحكومة.. ومطالب بفرض الحظر الكامل للتجوال| صور

29-3-2020 | 17:12
تجمعات المواطنين تهدد الإجراءات الاحترازية للحكومة ومطالب بفرض الحظر الكامل للتجوال| صورزحام شواطئ الإسكندرية
داليا عطية

لا تزال مشاهد الزحام والتجمعات التى تنتشر في القاهرة والمحافظات تمثل أحد أهم التحديات التى تواجه مصر في معركة فيروس كورونا، وللأسف مازال البعض يتعامل باستهانة واستهتار مع دعوات تفادى التجمعات البشرية وكأن البعض لديه إصرار على الإلقاء بنفسه وأهله بل ومجتمعه في قبضة هذا الفيروس اللعين الذى بات يهدد البشرية بكوارث جسيمة فى الأرواح والأموال. 

موضوعات مقترحة

ورغم تعطيل الدولة للفعاليات سواء العلمية كالمدارس والجامعات أو كتخفيض نسبة العمالة في المصالح الحكومية أو الترفيهية وكذلك غلق المطارات لمنع السفر من وإلى البلاد وذلك كإجراءات احترازية لمنع اختلاط المواطنين وانتشار فيروس كورونا المستجد بينهم حتي إنها عطلت الشعائر الدينية بغلق جميع المساجد والكنائس والاكتفاء برفع الأذان وأخيرًا فرضت حظر التجوال من 7 مساء حتى 6 صباحًا إلا أن البعض لم يكترث لهذه الإجراءات ويخترقها بالخروج إلى الشارع من دون ضرورة وهو ما يجعله عرضة للإصابة بالفيروس وسببًا في نقل العدوى لغيره من المواطنين المحيطين به.

وقد عكست تجمعات المواطنين على شواطئ الإسكندرية والعين السخنة ورأس سدر استخفافًا صريحًا من هؤلاء المواطنين بالجهود التي تبذلها الدولة في الوقاية من الإصابة بالفيروس ومنع انتشاره في مصر وهو ما وصفه خبراء علم الاجتماع في حديثهم لـ"بوابة الأهرام" بـ "السلوك الذي يستدعي تدخلًا عاجلًا من الحكومة لضبطه وردعه بفرض عقوبات على من يخرج إلى الشارع بدون ضرورة" وقال عنه أطباء الصحة العامة: "هؤلاء المواطنون يعرضون حياتهم وحياة الغير للخطر ولابد من فرض حظر التجوال بالكامل".

زحفوا للشواطئ تنفيسًا عن حظر التجوال !!

المواطنون الذين خرجوا إلى شواطئ الإسكندرية قالوا للمحافظ إنهم جاءوا للتنفيس عن بقائهم في منازلهم طوال الليل "من 7 م إلى 6ص" حيث فترة حظر التجوال وبالرغم من أن البعض منهم ظهر مرتديًا الكمامة والجوانتي إلا أن احتمالية أصابتهم بالفيروس واردة، كما أن الأخطر هو تسببهم في عدوى الغير وهو ما يسهم في زيادة عدد الإصابات في مصر الأمر الذي وصفته وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد بـ"الخطر" إذ حذرت من وصول مصر لرقم 1000 حالة مصابة بالفيروس، موضحة أن حينها ستخرج الأمور عن السيطرة وسنجني خسائر طائلة في الأرواح مثلما يحدث في كثير من الدول الآن.

تزاحم الركاب في المواصلات قبل بدء الحظر


غلق الشواطئ .. وزحف إلى الحدائق العامة

أصدر محافظ الإسكندرية قرارًا بغلق شواطئ المحافظة لمنع هذه التجمعات مرة أخرى وعلى أثر ذلك أصدر وزير التنمية المحلية قرارا بغلق جميع شواطئ الجمهورية مخاطبًا كافة المحافظين بتنفيذ القرار إلا أن البعض مازال غير مكترث لهذه الإجراءات الوقائية فزحفوا إلى الحدائق العامة مثل حديقة المنتزه وفسر أطباء الصحة النفسية هذا السلوك لـ"بوابة الأهرام" فقال الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية إن المصريين بطبيعتهم يحبون الحياة ويرفضون الكبت وهو ما جلهم يزحفون إلى الشواطئ والحدائق للتنفيس عن أرواحهم كما أنهم ليس لديهم ثقافة مسبقه بكيفية التعامل مع الفيروس إضافة إلي عدم الوعي الكافي بخطورة المرحلة الاستثنائية التي تمر بها الدولة حاليًا وخطورة التجمعات والاختلاط عليهم وعلى الآخرين مطالبًا الجميع وتلك الفئة على الخصوص بالتزام الجلوس في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة: "لو التزمنا كلنا وقعدنا أسبوعين في البيت هنخرج بعدها للحياة ونعمل كل اللي نفسنا فيه ولو محدش التزم هنخسر كلنا.. أرجوكم خليكم في البيت".
تزاحم الركاب في المواصلات قبل بدء الحظر


صلاة في المساجد رغم تعطيل الشعائر الدينية

التجمعات التي تشهدها الشوارع رغم تحذيرات الدولة من عدم إقامتها تؤكد أن البعض حقًا يريد قتل نفسه فقد شهدت بعض المساجد أمس إقامة صلاة الجمعة ومازالت القرى والنجوع تشهد إقامة الصلوات؛ بل إن كثيرًا من المساجد لا يلتزم فيها المؤذن بصغية الأذان الجديدة ومازال يقول "حي علي الصلاة.. حي علي الفلاح" بدلا من "صلوا في بيوتكم.. صلوا في رحالكم" رغم قرارا تعليق الصلاة في المساجد والذي يهدف إلى منع التجمعات والاختلاط بين المواطنين كوقاية من عدم انتشار الفيروس بينهم الأمر الذي وصفه علماء الدين لـ"بوابة الأهرام" بالمزايدة فيقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن المزايدة في الدين إلقاء إلى النفس في التهلكة، موضحًا أن ما نحن فيه من وباء عالمي يغتال الأرواح فإن الشريعة توجب الانقياد للتعليمات ويكفي أن الصلاة تؤدى في أي مكان لقول الرسول صلي الله عليه وسلم:"وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا" كما أوضح أن صلاة الجمعة لها بديل وهي صلاة الظهر في المنزل.

انتحار واشتراك في قتل بريء

وحول الإصرار المستمر لبعض المواطنين في خروجهم من المنزل بغير ضرورة قال أستاذ الشريعة الإسلامية إن الشخص المكابر المعاند يعد آثمًا وخروجه من المنزل بغير ضرورة يعد من التنطع المذموم؛ لأنه إما أن يؤذي نفسه بأن يصاب بالفيروس أو يؤذي غيره بأن ينقله إليه، موضحًا أنه في الحالة الأولى يعد كالمنتحر وفي الحالة الثانية يعد شريكًا في قتل بريء لافتًا إلي القاعدة الفقهية "المتسبب كالمباشر".
تزاحم الركاب في المواصلات قبل بدء الحظر


تزاحم الركاب في المواصلات قبل بدء الحظر

اكتظت أيضًا وسائل المواصلات بالمواطنين، خاصة مترو الأنفاق فهو الوسيلة الأكثر استخدامًا لسرعة وانتظام حركته ولكن يحدث ذلك في الساعات الأخيرة فقط لبدء حظر التجوال؛ حيث يتزاحم الجميع للوصول إلى منزله قبل بدء الحظر إلا أن هذا التكدس ولو كان يحدث في آخر ساعة فقط من اليوم فهو يشكل خطورة كبيرة على صحة الركاب وصحة المخالطين لهم بعد خروجهم من المترو الأمر الذي حذر أطباء الصحة العامة من تكراره فيقول الدكتور شريف حتة أستاذ الطب الوقائي والصحة العامة إما أن نقرر خروج الموظفين من عملهم على فترات مختلفة لعدم تكدسهم في المواصلات أو تفرض الحكومة حظر التجوال بالكامل لتمر هذه الفترة كما ننشدها جميًا بخير وسلام.

زحام البنوك ومكاتب البريد بالمواطنين لصرف الرواتب والمعاشات

ودخلت البنوك ومكاتب البريد ضمن أكثر الأماكن اكتظاظًا بالمواطنين وبالتالي أكثرها تهديدًا بانتشار الفيروس إذ يتزاحم الجميع من أجل صراف الرواتب والمعاشات ويتكرر ذلك في المولات والمراكز التجارية؛ حيث تزاحم البعض على شراء السلع الغذائية وتخزينها ليضمن لنفسه الأمن الغذائي طوال فترة الحظر غير مبال لما يسببه من أذى لغيره من المواطنين غير القادرين الذين لا تتوفر لديهم القدرة المادية على شراء السلع الآن وعندما تتوافر ويذهبون لشرائها قد لا يجدونها بسبب سحبها المبالغ فيه وهنا يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية: "قطعًا هذا السلوك يحدث في دول كثيرة لكنه سلوك خاطئ ومؤذي للغير".
إقامة الأسواق والمناسبات الاجتماعية في القرى

ولعل المشهد الكارثي يقع في الريف؛ حيث شهدت بعض القرى ولا تزال إقامة الأسواق لبيع الخضروات والفاكهة وتكمن الخطورة في أن التجار ليسوا من أبناء القرية وإنما متوافدون إليها من محافظات أخرى، وهو ما يخالف قرارات الحكومة بمنع التنقل بين المحافظات ومنع إقامة الفعاليات فضلًا عن أن البعض لايزال يقيم المناسبات الاجتماعية كإقامة الأفراح والعزاء باعتبار أن القرى أبعد من المدينة عن عيون الحكومة الأمر الذي صرخ له كثير من الأطباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي كمنبر سريع لإيصال رسائلهم فيقول الدكتور محمد المنصوري لـ"بوابة الأهرام" إن مايحدث من بعض المواطنين هو عكس توجيهات الرئيس التي أكد فيها ضرورة تضافر كل جهود الدولة، لافتًا إلى أجهزتها والمجتمع المدني والمصريين والتعامل مع التصدي لهذا الفيروس بشكل حاسم ومسئول وجريء.

حظر التجوال الكامل مطلب لعبور الأزمة

وتابع الدكتور محمد المنصوري لـ"بوابة الأهرام" قائلًا: "نحن أمام كارثة على وشك الحدوث مالم تتدخل الدولة المصرية بفرض مزيد من الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الفيروس في مصر مطالبًا بتطبيق حظر التجوال الكامل: "مش هينفع اللي بيحصل ده لازم تدخل عاجل لضبط سلوك الناس العنيدة .. افرض الحظر الكامل ياريس".              

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة