على الرغم من التحذيرات التي وجهتها الحكومة المصرية إلى المواطنين والتزام المنازل بفرض حظر التجوال من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا، وتعليق كافة الأنشطة والفاعليات ضمن حزمة القرارات والتدابير الاحترازية، ولكن كان للمصريين رأي آخر، فعلى الرغم من كل هذه التحذيرات إلى أن التجمعات ما زالت موجودة سواء في المواصلات العامة أو في المرافق والمصالح الحكومية.
"بوابة الأهرام" ترصد تجمعات للمواطنين في أماكن مختلفة..
تجمعات بالرغم من التحذيرات
سيدة في العقد الرابع من العمر في تجمع أمام أحد مكاتب البريد: "أعلم أن الحكومة قد حذرت من التجمعات والزحام ولكن جئت لصرف معاشي، فأنا لا أجيد التعامل مع ماكينات الصرف الآلي وعلى الرغم من ذلك فأحضرت معي زجاجة كحول إيثيلي وارتدي القفازات والماسك وربنا الحافظ."
وجولة أخرى لـ"بوابة الأهرام" في مكان آخر يرصد تجمع المواطنين لانتظار المواصلات العامة للذهاب إلى أماكن العمل والذهاب إلى مكان لقضاء بعض الأعمال وكان لقاء "عادل عاصم" موظف على المعاش قائلا: "أنا ذاهب إلى أحد المعامل الخاصة حيث إنه تم تحديد موعد لإجراء الأشعة الخاصة بي ونظرًا للإصلاحات بالمنطقة التي أقطن بها فليس هناك تاكسي يدخل إلى المنطقة، لذلك اضطررت إلى انتظار الباص الذي سيذهب إلى مكان معمل الأشعة وفور ركوبه أقوم بارتدار الكمامة ورش مقابض الباص بالكحول."
ومن هذا التجمع نتنقل إلى تجمع آخر في أحد السنترالات، وجاءت "منال عمر" ربة منزل في العقد الرابع من عمرها وسؤالها لماذا تقفين في هذا الزحام؟ أجابت: "لقد جئت لزيادة سرعة الإنترنت الخاصة بي نظرًا لطرح وزارة التربية والتعليم نظام "التعليم عن بُعد" لأن سرعة الإنترنت المتواجدة حاليا لا تتحمل أبنائي الثلاثة وهم في مراحل تعليمية مختلفة، وأنا في انتظار دوري للدخول إلى السنترال لتقديم الطلب فأنا لم أفهم كيفية زيادة السرعة من المنزل بطلب الرقم المخصص لذلك."
المباعدة المجتمعية
تقول الدكتورة مايسة شوقي أستاذ ورئيس قسم الصحة العامة بكلية طب قصر العيني ونائب وزير الصحة والسكان سابقا، يجب أن يلزم كل منا نفسه أولا للمباعدة بيننا وبين الآخر على الأقل متر ونصف، لذا نرجو من المواطنين أن ينأوا بأنفسهم وأسرهم عن التزاحم لأي سبب من الأسباب، يراعي ذلك في محطات المترو وأتوبيسات هيئة النقل العام على وجه الخصوص، مشددة على ضرورة تأجيل أي أعمال غير ضرورية لحين إعلان انخفاض مؤشرات كورونا لما في ذلك من أهمية تضعنا أمام مسئوليتنا ودورنا الحيوي المكمل لقرارات الحكومة.
وتضيف الدكتورة مايسة شوقي، أن المباعدة المجتمعية - مسافة متر ونصف- تأتي في سياق الوقاية من فيروس كورونا، الأمر كما يجب أن نهتم بغسل الأيدي بالماء والصابون -الرغوي- لمدة "20 ثانية" وتطهير كافة الأسطح داخل المنازل بلتر من الماء مضاف إليه 50 مليللتر من الكلور- مقدار فنجان قهوة- مع تجنب الاحتكاك أو الاقتراب من المسنين فوق 60 عاما، وكذلك ذوي الأمراض المزمنة "ارتفاع ضغد الدم، والداء السكري، والأورام والمعالجين بالكورتيزون، لافتة إلى تخصيص شخص واحد فقط لخدمتهم مع الحرص على تطبيق معايير النظافة الشخصية، هذا بالإضافة إلى ضرورة الامتناع عن التدخين على الفور ووضع هذا الأمر أهمية كبرى.
جهود الدولة
ومن جانبه يوضح الدكتور محمد المرسي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، جهود كبيرة قامت بها مؤسسات الدولة لمحاصرة انتشار فيروس كورونا آخرها فرض حظر التجول ليلا وجهود كبيرة أيضا في التوعية تقوم بها وسائل الإعلام المصرية، ورغم ذلك ما زلنا نجد بعض المشاهد التي تحتاج المزيد من القرارات الحاسمة، وتحتاج أيضا المزيد من الوعي أهمها مشاهد التجمعات الكبيرة على وسائل المواصلات العامة والخاصة وربما أهمها وسيلة المترو والتي قد تكون بؤرة لانتشار الفيروس لا قدر الله في حال استمرار هذا التزاحم الكبير، والتجمعات الكبيرة علي البنوك وعلى ماكينات الصرف الآلي، مضيفًا إلى التجمعات على منافذ السلع الاستهلاكية بأنواعها المختلفة وفي أماكن مختلفة والرغبة المحمومة لدى البعض في تخزين هذه السلع، هذه التجمعات ما زالت تمثل خطرًا كبيرًا يهدد الجهود المبذولة لمحاصرة الفيروس وتحتاج إلى مزيد من القرارات الحاسمة من الدولة بتوفير المزيد من رحلات المترو والمواصلات العامة وخاصة في موعد ما قبل تطبيق الحظر مع تطبيق تواجد الحد الأدنى لأقصى حد من العاملين في المؤسسات الحكومية المختلفة وضرورة تطبيق ذلك بحسم على العاملين في القطاع الخاص والتوجه إلى تسيير العديد من الأعمال أونلاين.
وعي المواطن
وشدد المرسي على ضرورة إيجاد حلول بزيادة كبيرة لماكينات الصراف الآلي وإنهاء الأعمال بسرعة وكفاءة داخل البنوك ذاتها، لافتًا لأهمية استمرار حملات التوعية بمخاطر هذه التجمعات السابقة والتوعية، أيضا بمخاطر تجمعات التكالب على السلع الاستهلاكية والتوجيه دائما بشراء الاحتياجات الفعلية، الأمر الذي يضعنا أمام رهان على وعي المواطن والتزامه خلال الفترة القادمة، وعلى القرارات الحاسمة من الدولة التي تواكب بنجاح مع تطورات الحالة داخل مصر.