لم يكن فيروس كورونا المنتشر في الصين، والذي انتقل إلى أكثر من 27 دولة هو الأول فى عائلة الفيروسات التى تهاجم الإنسان من حين لآخر، ولن يكون الأخير إذ أن التغييرات التى تطرأ على حياة البشرية أصبحت سببا رئيسيا فى تكاثر الفيروسات التى ربما تكون الأخطر من كورونا، ولعل ما تحمله سجلات المرضى يؤكد أن هناك فيروسات كثيرة تشكل خطرا على صحة الإنسان؛ ففى مصر يظل التلوث الغذائى أحد أهم التحديات التى تواجه الصحة العامة لأنها تمثل مصدرا للأمراض وبؤرا خصبة لنمو الفيروسات التى تهدد صحة المواطن المصرى.. وكثيرة هى الأطعمة الملوثة التى تحمل فيروسات أشد خطرا وفتكا وتباع فى الشوارع وعلى الأرصفة، بل وربما فى مطاعم شهيرة وتسبب الفشل الكلوى والالتهابات الفيروسية وغيرها من الأمراض.. وتوضح "بوابة الأهرام" في التقرير التالي الأطعمة الناقلة للفيروس وأخرى واقية من الإصابة به.
موضوعات مقترحة
كيف ينتقل الفيروس عن طريق الطعام؟
انتقال الفيروس لا يشترط ملامسة الأشخاص المصابين لبعضهم البعض فهناك طرق لانتقال العدوى كالتالي:
الأطعمة المكشوفة.. تأتي الأطعمة المكشوفة في المرتبة الأولى للأطعمة الناقلة للفيروس والبكتيريا والفطريات والجراثيم وهذا أمر طبيعي لعربة متجولة في الشوارع تجذب أطعمتها المكشوفة جميع أنواع الجراثيم الموجودة في الجو، إضافة إلى الملوثات، فماذا لو كانت إحدى هذه العربات تتمركز جوار صندوق قمامة؟ وماذا لو كان أحد المترددين على العربة قام بالعطس مثلا وبصق برذاذ عطسته على تلك العربة أو أدوات الطعام التي تنتقل بين شخص وآخر؟ وماذا عن صاحب العربة نفسه الذي لا يخضع للكشف الطبي تحسبًا من إصابته بأي من الفيروسات الوبائية؟!
بحسب ما أكده خبراء التغذية فإن الأطعمة المكشوفة بيئة جيدة لجذب الحشرات كالذباب الذي ينقل الأمراض الكثيرة، التي من بينها السالمونيلا "بكيتريا التايفود" وأيضًا الكوليرا، موضحين أن انتقال الكوليرا لا يشترط وجود الوباء ونتيجة هذا الذباب المتنقل بين الأطعمة المكشوفة يصاب الشخص بجميع أنواع النزلات المعوية.
والتلوث المحيط بالأطعمة المكشوفة ينقل أنواعا لا حصر لها من البكتريا والطفيليات، كما ينقل داء السل بسبب التراب المتردد على الأطعمة سواء بحكم الجو أو عقب مرور وسائل النقل المختلفة حول عربة المأكولات.
وينقل الذباب أيضًا فيروس A "التهاب الكبد الوبائي"، وهو ما يعرض الأشخاص إلى الخطر خاصة الأطفال، حيث تواجد الأطعمة المكشوفة أمام بعض المدارس عبر الباعة الجائلين ما يسهل حصولهم عليها وتبدأ معاناة الطفل في الإصابة بالصفراء وارتفاع في درجة الحرارة وترجيع وإن لم يعالج الطفل بسرعة يكون عرضة لمخاطر جسيمة وينتقل فيروس A بملامسة الأكل.
"الوجبات السريعة".. يؤكد الخبراء أن الوجبات السريعة أو المشهورة بـ"الدليفري" هي الأكثر احتمالًا لنقل الفيروس لأن طالب الوجبة لا يرى مكان ولا طريقة إعدادها ووارد جدا أن تكون حاملة للفيروس خاصة إذا كان عمال المطبخ غير ملتزمين بوسائل الأمان من ارتداء الكمامة وقفازات اليد أثناء طهي الطعام أو أن أحدهم مصاب بالمرض ناهيك عن أضرار أخرى لهذه الوجبات إذ تسبب ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
المطاعم الشهيرة .. الشهرة الواسعة التي تتمتع بها بعض المطاعم لا تمنعها من احتمال كونها ناقلا جيدا للفيروس، حيث ينتقل عبر صالات تناول الطعام وذلك إذا كانت هذه الصالات مغلقة وبدون تهوية ما يجعل انتقاله سهلا وسريعا بين الحضور إذا ما تواجد بينهم شخص مصاب: " ينتقل الفيروس عن طريق الهواء المغلق".
إن أكثر ما يدق ناقوس الخطر في المطاعم هو المطبخ حيث يجرى فيه إعداد الطعام وإذا كان أحد العمال مصابا بالفيروس فإنه قد يتسبب في نقله إلى زبائن المطعم بسبب ملامسته الطعام أثناء طهيه وإعداده لذا يؤكد خبراء التغذية على ضرورة الالتزام بوسائل الأمان التي تحصن الزبائن من الإصابة بالفيروسات وجاءت كالتالي:
1 .. الكشف الدوري على عمال المطاعم لضمان عدم إصابة البعض منهم بأي أمراض وبائية ويفضل أن يكون الكشف شهريا على الأقل.
2 .. التزام العمال باستخدام الكمامة أثناء وجودهم في المطبخ لطهي الأطعمة، وكذلك ارتداء قفازات اليد أثناء تقديم الطعام للزبائن كما أن هناك طريقة معينة لارتداء هذه القفازات "الجوانتي" بحيث يكون محكمًا بشكل جيد علي ساعد اليد وفي حال خلعها لا يجوز ارتداؤها مرة أخرى ويجب استبدالها بواحدة جديدة.
3 .. التهوية الجيدة وبصفة مستمرة لصالة تناول الطعام والاهتمام بنظافة الأرض لأنها بيئة جاذبة للبكتريا والطفيليات في حال عدم تنظيفها.
كيفية تقوية جهاز المناعة؟
ويلعب فيروس كورونا وغيره على ضعف جهاز المناعة لذا فإن الأشخاص الذين يتمتعون بمناعة قوية أقل عرضة للإصابة من غيرهم ويوضح الخبراء بعض الأطعمة والمشروبات المفيدة في تقوية جهاز المناعة وهي كالتالي:
1 .. الفواكه.. تفيد الفواكه بشكل عام في تقوية جهاز المناعة ولكن توجد أنواع أكثر فائدة كالموالح التي تحتوي على فيتامين ج بنسبة كبيرة مثل الليمون والفراولة والجوافة.
2 .. الخضراوات .. تعمل الخضراوات على تحسين مناعة الجسم ومنها البروكلي والأرنبيط والكرنب والمشروم.
3 .. البروتينات .. تعمل البروتينات على تقوية جهاز المناعة لدى الإنسان وتتواجد في اللحوم والدواجن والأسماك.
4 .. المشروبات السائلة ..هناك أيضا مشروبات تعمل على تقوية جهاز المناعة وبالتالي تلعب دورا هاما في تحصين الناس من الإصابة بالفيروس ومنها المشروبات السائلة فبحسب حديث الخبراء: " كل السوائل تحسن جهاز المناعة وخصوصا العصائر الدافئة"، مؤكدين أن الفيروسات مثل كورونا والأنفلونزا لا تحب الجو الدافئ.
شرب الماء .. يساعد شرب الماء على تقوية جهاز المناعة لذا ينصح بالإكثار من ذلك وعدم الاستهانة بفوائد الماء للجسم.
ممارسة الرياضة .. تعمل الرياضة على تنشيط الدورة الدموية ويفضل الخبراء ممارسة الرياضة في أماكن مفتوحة حيث الهواء الطلق والبعد عن الأماكن المغلقة تحسبًا لانتقال العدوى بين الأشخاص.
وقال الدكتور بهاء ناجي استشاري التغذية العلاجية، إنه في حال إصابة أي شخص بالفيروس سوف يتوجه حينها إلى عيادات الأمراض الصدرية أو الأنف والأذن أو الأطفال إذا ما كان المصاب طفلًا لذا نصح الجميع بتوخي الحذر أثناء تواجدهم في أي من هذه الأماكن كزيارتهم أحد الأقارب أو الأصدقاء مثلا ناصحًا بارتدائهم الكمامة قبل التوجه إليها.
تحذير من "السوشي"
وحذر من تناول "السوشي" أو السمك غير المطهي أي "النيء"، موضحًا أنه ناقلا جيدا للفيروس وأيضًا البكتريا وأنواع من الديدان منها الدودة الدبوسية التي تصيب الإنسان بثقب في الأمعاء ويحتاج حينها إلى جراحة لمعالجته.