Close ad

من زمن "الجوابات" إلى عصر "الشات".. مشاعر الحب تتجمد في فضاء بارد

4-11-2019 | 11:45
من زمن الجوابات إلى عصر الشات مشاعر الحب تتجمد في فضاء باردالحب في زمن السوشيال ميديا
شيماء شعبان

يختلف التعبير عن الحب والاحتفال به بين الأجيال، ويختلف شكل الاحتفال بعيد الحب، والذى يحل اليوم الرابع من نوفمبر من مجتمع لآخر، ولا يقتصر الحب أو التعبير عنه على الشريكين فقط، بل يوجد حب الأهل والأصدقاء، وغيرها من أشكال الحب التي اختلفت مع اختلاف الأزمان.

موضوعات مقترحة

لا يمكن إنكار حقيقة أن مواقع التواصل الاجتماعي قد عادت على العالم أجمع بإيجابيات عديدة، ومن هذه الإيجابيات على سبيل المثال أنها قد سهلت عملية التعرف على أصدقاء جدد، كما أتاحت هذه المواقع فرصة ليعبر الفرد عن نفسه، فيشارك أصدقاءه بسرائه وضرائه، علاوة على ذلك، فقد أصبحت عملية التواصل سهلة وميسرة، وسريعة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي.

والمعروف أن الكاتب الراحل مصطفى أمين صاحب فكرة اختيار يوم 4 نوفمبر عيداً للحب، وهي فكرة بدأت قصتها يوم خروج الكاتب الراحل من السجن "كمعتقل سياسي" يوم 4 نوفمبر عام 1974، حيث تصادف خروجه مع مرور نعش لأحد الرجال بمنطقة السيدة زينب وكان يسير وراءه ثلاثة رجال فقط، فاندهش مصطفى أمين من هذه المواقف، الذى لا يتناسب مع طبيعة علاقات أهل الحى المشهور بالتآخي والتواد.

وعندما سأل الكاتب الكبير عن المتوفي عرف أنه رجل عجوز بلغ من العمر السبعين، لكنه لم يكن يحب أحدا، فلم يحبه أحد. بعد هذه الواقعة تبنى مصطفى أمين الدعوة إلى تخصيص يوم يكون عيداً للحب يكون فرصة للتآلف والتآخي  والتواد بين الناس حيث قصد أن يسود الحب المجتمعى بين الشخص وبين من حوله جميعا وعلاقاته بجيرانه وأهله، إلا أنه ومع مرور الوقت تحول المعني الذي كان يتمني أن يسود، إلى علاقة بين شخصين فقط. وتم تحديد هذا اليوم ليكون عيدا للحب يحتفل به المصريون.

مشاعر افتراضية
في البداية يوضح  الدكتور وائل وفاء استشاري العلاقات الانسانية وتنمية المهارات، أنه باختلاف الوقت والزمان، وكذلك عقب ظهور وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح التعبير عن الحب من خلالها على عكس ماكان في الماضي حيث كان التعبير بكلمة، بباقة وردة، بحوار لطيف، بطبطبة، فكان الحب متجددا.

ويضيف: أما الآن فقط تطور مفهوم الحب وذلك نتيجة لاختلاف الثقافة حيث بدأنا نتباعد عبر الزمن مع ظهور الهاتف حتى أصبحنا في عصر التكنولوجيا الحديثة والتعبير عن المشاعر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يجعلنا بالفعل أمام مشاعر غير حقيقية فالتعبيرات على أرض الواقع حقيقية أفضل من المشاعر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعد مشاعر من عالم افتراضي.

بُعد المسافات
ومن جانبه يري الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أصبح الازدحام وبُعد المسافات أحد عوامل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن المشاعر عكس ما كان موجود بالفعل قديما، حيث إن مواقع التواصل الاجتماعي صنعت نوعا من التقارب الوهمي بين الأفراد لأنها خلقت نوعا من الاستسهال، كذلك الظروف الاقتصادية التي نمر بها جعلت من وسائل التواصل الاجتماعي أسهل وأسرع وأرخص وسيلة للتعبير عن المشاعر.

عصر الزيف
ومن جانبها تضيف الدكتورة رحاب العوض أستاذ علم النفس السلوكي، لقد أصبحنا في عصر الزيف، حتى المشاعر أصبح التعبير عنها بالزيف، فقد أصبحت السوشيال ميديا جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية، فالأخلاق حرفت، وأصبح التعبير عن المشاعر من خلالها وهذا نتيجة للفراغ والثقافة الجديدة التي طرأت علينا، هذا بالإضافة إلى أن الاحتفال بأعياد مثل عيد الحب وعيد الأم ما هو إلا تسويق اقتصادي لأصحاب رؤوس المال فلا نجد مظاهر الاحتفال كهذه في عيد العمال أو يوم المرأة، وقد أظهرت أرقام تم الإعلان عنها من قبل شعبة المستوردين بقيامهم باستيراد ما يقرب بـ90 مليون جنيه دباديب وهدايا عيد الحب، لقد أصبحنا في عصر زيف المشاعر فالحب لا يحتاج إلى الهدايا المادية للتعبير عنه، هذا بالإضافة إلى أن الإعلام قد ساهم أيضا في المساعدة على ظاهرة التعبير عن الحب عبر السوشيال ميديا فنفاجأ باستضافتهم، فقصص الحب الحقيقة هي تلك الغير معلنة ولا تحتاج إلى التعبير عنها عبر السوشيال ميديا فالحب يمكن في وهب السعادة لمن حولنا.

العودة إلى الإنسانية
وفي السياق ذاته توضح لنا الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، سنعلم المعنى الحقيقي لـ"الحب" لو تم التعبير عنه بطريقة سليمة وهي العودة إلى الإنسانية، لأن الإنسان يختلف عن الحيوان في الشغف والروحانيات والحب، لذلك فليس التعبير عن الحب يأتي بالصراخ والتفاهات، فالكلمة الطيبة صدقة والإحسان إلى الآخرين رحمة نحتاج أن يكون في ثوب الخير والفضيلة والمحبة والترفع عن الشهوانيات واستغلال الآخر وكل ما هو يشار إليه بأعمال بعيدة عن الإنسانية، فمحبة الناس كنوز.

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة