مشروعات جديدة ونوعية أقبل عليها بعض الشباب فى الفترة الأخيرة لما تحققه من عائد اقتصادى مجز، كما أنها لا تحتاج إلى رأس مال كبير، ومن بين تلك المشروعات "مزرعة تربية الضفادع".. كل ما تحتاجه مكان لا تـقل مساحته عن 100 متر، و500 ضفدعة يتم شراؤها مرة واحدة، لأنها تتكاثر بشكل سريع، وغير مكلفة فى تربيتها فهى تتغذى على الحشرات والطحالب، ويوجد إقبال كبير على شرائها من الدول الأوروبية والصين فهى طعام مفضل لديهم، وسعر الطبق منها يبلغ نحو 100 يورو.
الضفادع من الكائنات البرمائية التى تقضى فصل الشتاء فى جحورها، - كما يقول حسين أبو صدام نقيب الفلاحين- ولهذا نجد صعوبة فى صيدها خلال فترة من شهر ديسمبر وحتى شهر أبريل، حيث تقوم بعمل بيات شتوى، ثم يأتى موسم التزاوج خلال شهر مايو وحتى ديسمبر، والذي يعد موسما لإقبال المستوردين عليها، ويمكن هنا إنتاج وبيع ما بين ٢ إلى ٤ أطنان من الضفادع فى تلك الفترة.
لكن على الجانب الآخر يرى نقيب الفلاحين، أن السماح بتصديرها قد يؤدى إلى خطر تعرضها إلى انقراضها وإحداث خلل فى النظام البيئي، مما يساهم فى انتشار الحشرات التى تتسبب فى خسائر كبيرة بسبب نقلها للأمراض وتدميرها للمحاصيل الزراعية، مضيفا أن الضفادع تتغذى على الحشرات بمعدل 4 آلاف حشرة كل يوم تقريبا.
قرار وزاري
كما أشار حسين أبو صدام، إلى قرار وزير الزراعة رقم 1370 لسنة 2017، الذى يسمح بصيد وتصدير الضفادع الحية للاستهلاك الآدمى وأجزائها من النوع"رانا"، بحيث لا تزيد كمية التصدير عن 30 طن سنويا، أحد القرارات التى تساهم فى اختفاء الضفادع، مشيرا أن الدكتور يوسف والى وزير الزراعة الأسبق هو صاحب أول قرار فى هذا الشأن وهو القرار رقم 178 لسنة 1989، والذى حظر صيد الضفادع فى شهور "أبريل ومايو ويونيو".
وأكد حسين أبو صدام، أن هناك بعض أنواع الضفادع قد اختفت مثل ضفدع "حلايب وشلاتين وضفدع سيوة"، ومن المتوقع انقراض ضفدع "رانا والبوفو" بسبب السماح بتصديرها، موضحا أن هناك مكاسبا كبيرة من وراء تصديرها حيث يصل سعر الكيلو الواحد فى المتوسط نحو 150 جنيها مما يدفع البعض إلى الصيد الجائر لها لتحقيق مكاسب مادية، إضافة إلى ما تستخدمه المعاهد البحثية فى دراساتها.
مخاوف من انقراضها
وأكد نقيب الفلاحين، أن الضفادع لها أعداء طبيعية مثل استاكوزا الماء العذبة التى تتغذى على بيض الضفادع، والتلوث المائى من مبيدات ونفايات، إضافة إلى التأثير الناجم عن تطهير الترع والمصارف وإزالة الحشائش منها وتبطينها وتغطيتها بالمواد الخراسانية كل ذلك يساعد فى انقراض الضفادع.
وأضاف أبو صدام، أن استمرار نقيق الضفادع فى غاية الأهمية للتوازن البيئى فكثرة النقيق يعنى كثرة الضفادع التى تريد التكاثر، وأنه للحفاظ على الضفادع يمكننا الاتجاه نحو تشجيع وإرشاد الراغبين فى إنشاء مزارع لتربية وتصدير الضفادع وتسهيل إجراءات ذلك من ترخيص وموافقات الجهات المعنية.
وطالب نقيب الفلاحين، بتشديد الرقابة على الصيد الجائر لهذه البرمائيات المهمة والإرشاد والتوعية بأهمية التوازن البيئى، للحفاظ على هذه الكائنات من الانقراض.
مصدر اقتصادي
ومن جانب آخر، قال الدكتور مجدى علام الخبير فى مجال البيئة، إن الضفادع من الحيوانات البرمائية، التي تعيش على حواف البحيرات المائية المهملة والترع، كما أنها تنتشر فى البيئة الزراعية التى توجد داخل المحافظات الساحلية، كما توجد فى البرك والمصارف، مستكملا أنها أصبحت تمثل مصدرًا اقتصاديًا بعد السماح بصيدها وتصديرها للخارج.
وأكد الدكتور مجدى علام، أن تصدير الضفادع لا يشكل أى خطر أو تهديد للتنوع البيولوجى، إذا تم تربيتها داخل مزارع لأنها تتكاثر بشكل كبير فى وقت تقوم فيه الدول المنافسة الأخرى بالعمل جيدًا على تطوير نفسها بمجال تصدير الضفادع كطعام للبلاد التى تأكلها، ومن ثم فإن تصديرها بهدف الطعام ليس به أدنى مشكلة، ولا يؤثر على التنوع البيولوجى نهائيًا.
واستطرد الخبير البيئى، قائلا إن مصر أصدرت قرارًا وهو إتاحة تصدير الضفادع وألا تزيد الكمية الإجمالية للتصدير لكل الشركات العاملة على 30 طن سنويا، وهذه النسبة تعتبر قليلة ولا تمثل أى خطورة، موضحا أن أهم الدول المستوردة للضفادع هى فرنسا والصين، لأنهم يفضلون مذاقها، كما أن شوربة الضفادع من أغلى الأطباق فى فرنسا.
مزرعة الضفادع
وتابع الدكتور مجدى علام، إن عمل مزرعة لا يحتاج إلى إجراءات كثيرة فقط ترخيص من وزارة الزراعة، موضحا أن الأمر لا يستلزم سوى مساحة أرض وحوض سمك، وصيد كميات من الضفادع، وتوفير بيئة مناسبة لها حتى تنتج كميات كبيرة، نتيجة للتزاوج، وهو ما يحدث خلال ٣ شهور كاملة، فإذا كان هناك ٥٠٠ ضفدع فسينتج حوالى ١٤ ألف ضفدع.
وأضاف الخبير البيئي، أن الضفادع تتغذى على الحشرات المائية مثل "الصرصور والخنفساء والحشائش المائية والناموس"، مؤكدة أن الضفادع تنتج آلاف البيض خلال فترة التزاوج فتضع كل ضفدعة ٧ آلاف بيضة، مرتين فى العام، وينمو البيض خلال فترة وجيزة تصل إلى ٣ أسابيع بعد توفير الحماية.
الصيد العشوائي
وأشار الدكتور مجدى علام، إلى أن الحالات التى من الممكن أن تؤثر تأثيرًا سلبيًا على صيد وتربية الضفادع، هى الصيد العشوائي، مما يؤدى إلى اختلال التوازن البيئي، فتلك الضفادع مهمة، خاصة داخل الأراضى الزراعية، مستكملا أنها تعمل على تصفية الأرض الزراعية من الحشرات التى تضر بالمحاصيل الزراعية.
ولفت، إلى أن وزارة البيئة تسمح بتصدير ضفادع الطعام طوال العام إلا بأشهر الحظر، موضحا أن أشهر الحظر تبدأ من شهر أبريل وهى الأشهر التى تقوم فيها الضفادع بوضع البيض والتكاثر، مشيرًا إلى أن تصدير ضفادع الطعام يتم فى 3 أشهر بالعام الواحد وهى ديسمبر ويناير وفبراير.
وأكد الدكتور مجدى علام، أن عمر الضفادع ليس طويلا، فأغلب الضفادع تعيش موسمين أى سنتين فقط، فإذا ماتت لم نستفد منها بشيء، مؤكداً أنه ليس هناك فائدة من بيضها فهو لا ينتج ولا يخصب.