Close ad

فقدوا حياتهم علي يد الأهل.. العنف يقتحم البيوت المصرية والفن والمخدرات في دائرة الاتهام

3-9-2019 | 21:13
فقدوا حياتهم علي يد الأهل العنف يقتحم البيوت المصرية والفن والمخدرات في دائرة الاتهامصورة ارشيفية
داليا عطية

"قتل زوجته" .. "طعن شقيقه" .. "تخلص من طفله" .. جرائم بشعة لم يكن يعتادها المجتمع تصدرت الصحف والمواقع الإخبارية في الآونة الأخيرة، ولعل ما شهدته مدينة 15 مايو قبل ساعات،  من قتل زوج لزوجته وطفله، يطرح التساؤلات تستلزم رد خبراء علم الاجتماع والطب النفسي.. كيف تحول الأهل إلي قتلة لذويهم؟  وكيف انتشر العنف بين أفراد الأسرة الواحدة؟ ومن المسئول عن ذلك؟

موضوعات مقترحة

- التنشئة الاجتماعية
الدكتورة هالة يسري أستاذة علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء تقولفي حديثها لـ"بوابة الأهرام"، إن ظهور مثل هذه الحالات يرجع إلى عدة أسباب منها التنشئة الاجتماعية حيث يتعرض غالبية مرتكبي جرائم العنف الأسري الذي يؤدي إلي الوفاة لممارسة العنف ضدهم من قبل أحد أفراد أسرتهم أو الأصدقاء فيؤثر فيهم هذا السلوك وينشأ معهم حتى إنهم يمارسونه مع أول فرصة تتيح لهم ذلك .

المخدرات
وتشير إلى المخدرات التي تذهب بعقل المتعاطي وتؤثر في درجة الوعي لديه وبلا شك تتحكم في سلوكه فتصبح القائد الأول إلي القتل بل وارتكاب جرائم عدة أبشع من ذلك.

الفن متورط
وتضيف الفن إلي ما سبق كمسئول عن سلوك العنف المؤدي إلي القتل فتقول أن المؤلفين عليهم توخي الحذر ومراعاة البعد الاجتماعي للسيناريو قبل ترجمته إلي مشاهد حية علي الشاشات حيث هناك مشاهد تجسد عدة قضايا منها العنف الأسري والإدمان وغيرها بطريقة جاذبة للتقليد وليست داعية للمعالجة .


معالجات درامية خاطئة
وتناشد أستاذة علم الاجتماع من خلال "بوابة الأهرام" القائمين علي صناعة السينما والدراما بالتقليل من وجود الدم والخوض في التفاصيل الدقيقة للقضية المعروضة لأن تلك التفاصيل ترسخ للعنف لدي المشاهد .

مبادرة شبابية
وعن كيفية التداوى من هذا السلوك القاتل تقول أستاذ علم الاجتماع أننا بحاجة إلي تبني قضية العنف الأسري خاصة الذي يقود إلي القتل حتى لا تتفاقم وينتشر هذا السلوك في المجتمع بما يؤثر علي تقدمه واستقراره .

الشباب سلاح التوعية
واقترحت أن يقود الشباب (ذكور وإناث) هذه المبادرة وذلك بالتنسيق مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني للتوعية بمخاطر هذا السلوك لافته إلي دور الشباب القوى في التأثير والإقناع قائلة :" المبادرات التي يقودها الشباب من المؤكد أنها تحاكى لغتهم وفكرهم وبالتالي تصل إلي المتلقي أسرع وتحقق أهدافها المرجوة في وقت قياسي ".

تعددت ضحايا العنف الأسري والمخيف في الأمر هو أن القاتل أحد أفراد الأسرة وتعددت أيضًا الدوافع فبحسب اعترافاتهم أمام النيابة نجد أحدهم يشير إلي معاناته من مرض عقلي وآخر يشير إلي خلل نفسي وآخر يشير إلى يشير إلى الجن قائلًا :" الجن أمرني أعمل كده" .

على ضوء ذلك تتساءل "بوابة الأهرام" .. كيف يتحول الأهل إلي قتلة ؟

الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية يقول إن سلوك العنف ليس وليد اللحظة وإنما يتم غرسه منذ الصغر وعلي مدار سنوات عدة .

إعادة إنتاج السلوك
ويوضح أن مرتكب الجريمة أو القاتل يتعرض لممارسة العنف ضده منذ الطفولة سواء من والديه أو أشقائه أو أصدقائه أو حتي معلمية في المدرسة ونظرًا لضعف بنيانه الجسدي فإنه لا يستطيع إحداث رد فعل علي العنف الذي تلقاه فيقوم بتخزين الموقف واختزاله إلي أن يصبح لديه القدرة علي التعبير عن هذا العنف فيحدث ما يسمي ( إعادة إنتاج السلوك) حيث يقوم بممارسة العنف الشديد تجاه الآخرين في مواقف قد تبدو بسيطة ولا تستوجب ضخامة هذا السلوك إلا أنها تكون بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير"

ويشير من خلال السطور التالية إلي عدة عوامل مسئولة عن سلوك العنف الذي يحول صاحبه إلي قاتلًا وتأتي كالتالي :

المدرسة .. هناك عنفًا يتعرض له الشخص داخل المدرسة من المعلم الذي هو محور العملية التعليمية ويتجسد ذلك في حمل العصا الغليظة و "الخرزانة" الشهيرة كوسيلة لتأديب المعلم للطالب .

البيئة المحيطة .. هناك أماكن تتسم بالعشوائية والازدحام المروري ويكثر فيها التلوث السمعي والبصري وبالتالي الأمراض وتلك عوامل مثيرة للأعصاب والضغط النفسي الذي يجعل من العنف أسلوب حياة لدي سكانها .

التكنولوجيا المستحدثة .. تتمثل هذه التكنولوجيا في "السوشيال ميديا" ووسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت الإنسان يعيش في عزلة اجتماعية وانفرادية ومنعته من ممارسة سلوك الأنسنة وعلاقة الوجه بالوجه مع أفراد أسرته فضعف التماسك الاجتماعي والترابط الأسري وأصبح الجميع يتعامل كالغرباء مع بعضهم البعض فاحتد رد الفعل الإنساني تجاه بعض أفراد الأسرة حتى إنه وصل إلى القتل والتمثيل بالجثة .

الشاشة .. مشاهد العنف في الدراما والتلفزيون والسينما المصرية قدمت نموذج القتل والتنكيل والتمثيل بالجثة للبيوت بل دستها مثل "السم في العسل" بعرض الجريمة وشرحها والخوض في أدق تفاصيلها حتى أصبح قتل الزوج لزوجته أو الأب لأبنائه لا يحتاج أي مجهود يذكر سوى تطبيقه لما تعرضه شاشات السينما والتلفزيون .

تخزين الموقف
يقول استشاري الصحة النفسية إن ممارسة سلوك العنف ليس بالضرورة أن يكون الشخص تعرض لموقف مماثل في الماضي ويحاول أن يمارسه علي الغير عندما تتيح له الفرصة ذلك وإنما أيضًا مشاهدة الشخص لسلوك العنف حتي ولو لم يمارس ضده يجعله يتأثر بذلك دون أن يدرك مؤكدًا أن مشاهد العنف التي تعرضها السينما والدراما تؤثر في المشاهد وتختزن بها ذاكرته ويترجمها إلي سلوك فعلي علي أرض الواقع يقوم به .
ولا يستثني استشاري الصحة النفسية المخدرات من العوامل المسئولة عن سلوك العنف والقتل حيث يؤثر تعاطيها علي اختلال الحواس وعدم الإدراك والغياب عن الوعي والإتيان ببعض الأفعال غير المحسوبة ولاسيما إذا ما تم تناول بعض عقاقير الهلوسة والتي تعمل علي اضطراب التفكير وتدمير خلايا المخ كالاستروكس والفودو وغيرها .

توظيف لخطب الجمعة

كل ما سبق ساهم في انتشار العنف بين المواطنين بل جعل من سفك الدماء أسلوبًا عاديًا ومستساغًا لا يهز وجدان من يرتكبه بأعصابًا هادئة وبحسب حديث استشاري الصحة النفسية لـ"بوابة الأهرام" فإن معالجة سلوك العنف يستوجب تحصين فكري ملائم لجرائم القتل الناتجة عنه مناشدًا كل من مؤسسة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف بتوظيف خطب الجمعة للحديث عن المشكلات التي يعاني منها الحي أو المنطقة .


توفير ممارسة الرياضة
كما يشير استشاري الصحة النفسية إلي وزارة الشباب والرياضة ودورها في إتاحة الفرصة لكل طبقات المجتمع ممارسة الأنشطة الرياضية من خلال النوادي ومراكز الشباب لما للرياضة من دور فعال في تفريغ طاقات الغضب والشحنات السالبة التي يؤدي احتباسها إلى تحولها لسلوك قاتل وهو العنف .
 


الدكتور وليد هندىالدكتور وليد هندى
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: