الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، ولا يقاس تقدم الأمم إلا بصحة شعوبها، لذلك يعد ملف الصحة أحد أهم الملفات التي لها النصيب الأكبر على قائمة مبادرات الرئيس السيسي، والتي تهدف إلى التصدي للمشكلات الصحية والحفاظ على الصحة والرامية إلى توفير الرعاية الصحية للمواطنين المصريين، والتي من بينها مبادرة "الكشف المبكر عن ضعف السمع عند الأطفال حديثي الولادة".
وانطلقت في الأول من سبتمبر الجارى مبادرة للكشف المبكر عن ضعاف السمع بين المواليد الجدد، خلال فحص السمع روتينيًا وإجباريًا لحديثي الولادة، لتسهيل عملية متابعة وعلاج الطفل المكتشف 28 يومًا من الميلاد، وتتضمن المبادرة الرئاسية الكشف المبكر عن حالات ضعف السمع عند المواليد الجدد، والذين يصل تعدادهم سنوياً نحو 2.6 مليون طفل، من إصابته.
وتلزم هذه المبادرة أولياء الأمور بالكشف عن ضعف السمع وإلزام الأطفال على إجراء مقياس السمع بعد الميلاد مباشرة، والتوعية الإعلامية والتثقيفية للأسر للاكتشاف المبكر للطفل المصاب بضعف السمع، فضلًا عن التوعية بكيفية التعامل مع جهاز "القوقعة" للحالات التي تمت لها الزراعة والقيام بمتابعة هذه الحالات، وتشمل الأجهزة قياس درجات السمع المواليد لتحديد احتياجهم إلى علاج أو زرع قوقعة في السن المناسبة من عدمه.
"بوابة الأهرام" تستطلع آراء المختصين والقائمين على تلك المبادرة وأهدافها.
1300 وحدة صحية
يقول الدكتور أحمد مصطفي رئيس لجنة المبادرة الرئاسية للمسح السمعي لحديثي الولادة وعميد معهد السمع والكلام، بدأت المبادرة في الأحد الماضى والمستهدف منها جميع المواليد ويصل عددهم 2.6 مليون طفل، وأن الأب والأم سيذهبان بالطفل لعمل اختبار للغدة في الواحدت الصحية التابع لها والتي يصل عددها إلى 1300 وحدة صحية على مستوى الجمهورية، وكذلك كشف طبى إلزامي على السمع، وسيتم كتابة الفحص على شهادة الميلاد، كما سيتم مسح إجبارى على ضعاف السمع، وسيتم كتابة الحالة فى خانة بشهادة ميلاد الطفل، وإذا ثبت أن الطفل يعاني من ضعف في السمع يعاد الكشف مرة أخري بعد أسبوع في مستشفي سيتم تحويله له وإذا ثبت مرة أخري سوف يتم عمل الفحوصات الطبية له وتلقي العلاج.
تدخل وقائي
ومن جانبها تضيف الدكتورة مايسة شوقي أستاذ ورئيس قسم الصحة العامة بكلية الطب جامعة القاهرة ونائب وزير الصحة والسكان سابقا، أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لاكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع عند الأطفال حديثي الولادة هي تدخل وقائي يعكس اهتمام الرئيس بالصحة العامة والوقاية من الأمراض وتهدف إلى الارتقاء بصحة الطفل المصري ودعم نموه الطبيعي صحيًا وتعليميًا واجتماعيًا، هذا بالإضافة إلي أن هناك مجموعة من الأسباب تجعل الأطفال أكثر عرضة لضعف السمع ومنها تعرض الأم في فترة حملها للإصابة بالحصبة والحصبة الألماني والهربسوالتوكسوبلازما والالتهاب السحائي، وهناك أسباب تتعلق بالطفل منها الأطفال المبتسرين أو الذين وضعوا في الحضانات فترة طويلة أو الذين ارتفعت لديهم نسبة الصفراء في الدم و تطلب ذلك نقل دم لهم و الذين تعرضوا لمخاطر عند الولادة و تضم أيضا القائمة الامراض الوراثية وبعض العيوب الخلقية.
أسباب فقد السمع
وأضافت مايسة شوقي أن 60% من أسباب فقد السمع المؤقت، يمكن علاجها ومنها التهاب الأذن الوسطي أو الداخلية أو انسداد قناة السمع بشمع الأذن أو إصابة طبلة الأذن بقطع، حيث إن ضعف السمع في الشهور الأولي له آثار صحية سلبية عديدة، منها عدم تفاعل الطفل مع المحيطين به، وتأخر تكوين الكلمات والكلام، ومن ثم تأخر النمو العقلي والذهني، و يترتب على إهمال الكشف والتشخيص والعلاج تعثر الطفل دراسيًا واجتماعيًا، لذا فإن المنظمات الدولية توصي بضرورة فحص قدرة الطفل علي السمع في الستة أشهر الأولي من عمر الطفل و التأكيد على أهمية العلاج المبكر.
توعية الأسرة
وشددت الدكتورة مايسة شوقي، علي ضرورة توعية الأسرة بالانتباه إلى أعراض ضعف أو فقد السمع و منها: عدم انتباه الطفل إلي ما يدور حوله، وعدم تجاوبه مع النداء عليه باسمه أو احتياجه إلي رفع الصوت في مخاطبته و قد لا يستجيب لتعليمات تصدر له بالصوت العادي و قد يتحدث الطفل بصوت مرتفع أكثر مما ينبغي، كما يترتب علي ضعف وفقد السمع التعثر الدراسي المستمر والإنطواء الذي قد يصل إلى الاكتئاب. وتناشد الدكتورة مايسة شوقي كل الأمهات إلى ضرورة الاستفادة من المبادرة الرئاسية لإكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع عند الأطفال حديثى الولادة لما توفره من إمكانيات تشخيصية وعلاجية بالمجان للأطفال و كذلك لربط بيانات الطفل بالمتابعة المستمرة مما يوفر صحة أفضل لكل مولود.
فكر إيجابي
وفي السياق ذاته، تقول الدكتورة إليزالبث شاكر عضو لجنة الصحة والسكان بمجلس النواب، أن القيادة السياسية تمتلك الفكر الإيجابي وذلك من خلال المبادرات الصحية التي يتم إطلاقها، فمبادرة مثل الكشف عن ضعف السمع عند حديثي الولادة ومن قبلها مبادرة 100 مليون صحة للكشف عن فيرس "سي" والأمراض الغير السارية، وأيضا الكشف عن أورام الثدي، وهذا يأتي من منطلق الوقاية.
وأضافت أن تلك المبادرة تكشف عن مدى خطورة ضعف السمع لدي الصغار وكشف تلك المشكلة قبل تفاقمه حيث أن هناك أمهات ليسوا مدركين هذه المشكلة وهذا يكون منتشر بكثرة في الأماكن الي تقل بها الثقافة العامة والتعليم، فهذه المبادرة نستطيع من خلالها إنقاذ أطفال من مواجهة الانعزال عن العالم الخارجي وإنقاذ " أبناء الصمت"، حيث أن يقاس تقدم الأمم ورقي الشعوب لا تكون إلا بالاهتمام بالصحة العامة،وأن مبادرات الرئيس تدعم فكرة الوقاية وتدعيم القطاع الوقائي بوزارة الصحة للحفاظ على صحة المواطنين.