Close ad

الطريق إلى "30 يونيو".. الشعب صحح مسار الدولة بعد كشفه مخططات الإخوان

27-6-2019 | 20:32
الطريق إلى  يونيو الشعب صحح مسار الدولة بعد كشفه مخططات الإخوانثورة 30 يونيو
إيمان فكري

قبل ست سنوات، خرج ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين في جميع أنحاء الجمهورية، لإنقاذ وطنهم من استبداد حكم جماعة الإخوان، والقضاء على ممارسات التنظيم من عنف وإرهاب.

موضوعات مقترحة

لم تكن ثورة 30 يونيو، لإسقاط نظام حكم الإخوان في عام 2013 فقط، بل كانت ثورة لتصحيح مسار دولة، طالب بها شعب وحماها الجيش، لاستعادة الدولة المصرية بعد اختطافها، وبالفعل تمكن الشعب المصري من إزاحة الجماعة من الحكم، وإنهاء حكمها الذي استمر لمدة عام فقط، من خلال توحد مختلف لأطياف المجتمع، حيث تخلى الجميع عن الخلاف والاختلاف، لأجل أسمى وهو إنقاذ مصر من براثن العنف والتطرف والإرهاب، والحفاظ على هويتها.

"لماذا قامت ثورة يونيو.. وماذا لو لم تحدث الثورة واستمر حكم جماعة الإخوان للدولة؟".. سؤال يجيب عنه عدد من الخبراء الذين أكدوا أن "30 يونيو" كانت ثورة إنقاذ وطن من مستقبل مظلم؛ لصالح قوى دولية وإقليمية.

الطريق إلى 30 يوينو

ارتكبت جماعة الإخوان الكثير من الخطايا والجرائم، مما قاد الشعب المصري للسير في الطريق إلى 30 يونيو، التي انفجر فيها غضب المصريين بمظاهرات واحتجاجات عارمة عمت أنحاء البلاد، وسطرت نهاية حكم جماعة الإخوان في هذا اليوم التاريخي الشاهد على عظمة الشعب المصري وقوته، ذلك بحسب ما الكاتبة  سكينة فؤاد 

وتقول الكاتبة الكبيرة  في تصريحات لـ "بوابة الأهرام"، إن ما فعلته جماعة الإخوان من تدمير للهوية الوطنية والتاريخ المصري والثقافة في فترة حكمهما، جعل الشعب المصري يشعر بأن البلد على وشك الضياع، وأن القيم والمبادئ وقوة الدولة الثقافية مهددة، فأدرك الشعب أن هناك مخططا لتفتيت الدولة المصرية، وتدمير مؤسساتها والشرطة والقضاء، والعصب الأساسي للدولة وهو الجيش الوطني، لذلك كان استمرار هذه الجماعة في الحكم هو كارثة لحياة المصريين.

جرائم الإخوان

وتوضح أن الشعب المصري أدرك الكارثة الكبرى التي كانت تنتظره إذا استمر حكم الإخوان، بعد أن قاموا باجتياح السجون وإطلاق سراح المجرمين لتفكيك مؤسسات الدولة، والإعلان الدستوري الكارثي الذي أعطى محمد مرسي لنفسه جميع الصلاحيات والتفويض، مما أدى لخروج المصريين في محيط القصر للاحتجاج، وتم سحل وقتل المواطنين، بالإضافة إلى ما حدث في بورسعيد "مجزرة الإستاد"، ولكن بنصر من الله وبدعم الجيش الوطني تم التخلص من حكم هذه الجماعة.

وتؤكد سكينة فؤاد، أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تسعى لنشر الفوضى وعدم الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك بتوجيهات خارجية لصالح المخططات الإجرامية الدولية والإقليمية وعلى رأسها العدو الصهيوني، فالجماعة كانت مجرد أداء فقط لتدمير مصر، لذلك جاءت ثورة 30 يونيو ثورة لإنقاذ الوطن، التي جاءت من إرادة شعبية خالصة، بعد إدراك الشعب أن بلاده مهددة بالضياع والدمار.

وتتابع: أن الرئيس السيسي أكد مرارا أنه لولا الشعب المصري ما كان تحقق ما تحقق على أرض مصر، وأن الشعب هو البطل الأول فيما وصلت إليه مصر في وقتنا هذا، وما أثبت للعالم أن الشعب المصري لن يسمح لأحد بالمساس بمؤسساته وتاريخه، وأن الشعب شريك في كل ما تحقق على أرض الوطن، والقضاء على كل أشكال الإرهاب.

أسباب قيام الثورة

بالرغم من أن ثورة 25 يناير لها بعض النجاحات، التي من أهمها عدم التوريث في الحكم، إلا أن جماعة الإخوان استغلت الغياب الأمني وسلبيات الثورة لتحقيق حلم الخلافة، حيث يقول اللواء مجدي البسيوني مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن جماعة الإخوان حققوا مآربهم بعد ثورة يناير وحصلوا على الحكم، فكانت ثورة يناير فرصة ذهبية لهذه الجماعة لتحقيق أمانيهم والسيطرة على مصر، وللانقضاض على مقاليد الحكم والحصول على شرف رئاسة أكبر دولة عربية في المنصطة، لذلك كان لابد من إعادة شموخ وهيبة الدولة المصرية التي نهبها الإخوان وجعلها تتراجع.

ثورة تصحيح الأوضاع

فجاءت ثورة 30 يونيو لتصحيح الأوضاع، وانتزاع الحكم المنهوب من جماعة الإخوان، ويؤكد مساعد وزير الداخلية الأسبق، في تصريحات لـ "بوابة الأهرام"، أن ثورة 30 يونيو هي الثورة الشعبية الحقيقية التي ليس لها قائد غير الشعب، فكانت تحقيقا لانتفاضية شعبية مصرية بالملايين قامت في كل أنحاء الجمهورية، لتصحيح الأوضاع والتخلص من جماعة الإخوان.

ماذا لو استمر حكم الإخوان

يؤكد اللواء مجدي البسيوني، أن استمرار حكم الإخوان كان يعني استيلاء هذه الجماعة على جميع مؤسسات الدولة المصرية، نظرا لأن كرسي السلطة غير كاف للسيطرة على مصر، فكان المخطط أن تكون كلمة الإخوان وقيادتها هي المسيطرة الوحيدة في كل المؤسسات سواء المحافظين، والأمن، ورؤساء الأحياء والهيئات، والتعليم، والصحة، والدليل على ذلك أنه بعد تولي الحكم بفترة وجيزة التحق عدد من طلاب الإخوان بكليات الشرطة والجيش، وتم تعيين رؤساء مجالس المدن والأحياء من الإخوان بعدد كبير لا يستهان به، كما تم تعيين مديري مدارس.

ويوضح أن الخطورة الأكبر لاستمرار حكم الإخوان هي أن الحاكم الحقيقي لن يكون رئيس الدولة، بل سيكون الحاكم هو المرشد العام الإخواني، فمن منطلق القاعدة المعروفة السمع والطاعة للمرشد وليس لرئيس الجمهورية، وكان رئيس الجمهورية سوف يكون بمثابة ملكة إنجلترا لا سلطان لها، والمرشد كان سيجعل كل القيادات من الجماعة، وإذا كانت أصبحت الشرطة والجيش من الإخوان لكانت مصر انتهت نهائيا.

دمار الدولة

كما يؤكد مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه إذا استمر حكم الإخوان لأصبحت مصر في يد الغرب، لأن هذه الجماعة تنظيمها عالمي، ومن ثم تصبح إسرائيل في أمن وأمان، لأنهم كانوا سيقسمون سيناء، وتصبح ولاية إسلامية، والدليل هو التحالف مع حماس وبيت المقدس، لجعل شمال سيناء ولاية إسلامية، وتحصل إسرائيل على ما تريد دون حرب، وتنعم بأمان غير مسبوق، ويتحقق المخطط الصهيوني، مما يؤدي إلى تراجع هيبة وشموخ الدولة المصرية، وإنشاء صراعات داخلية، وتنقسم مصر إلى فئات، وكانت هذه الأسباب كافية لدمار الدولة بالكامل.

كشف نوايا الإخوان

شهدت مصر فترة حكم الإخوان، أحداثا ومواقف كثيرة ارتكبوا فيها العديد من الأخطاء الفادحة ضد الدولة ومؤسساتها، وأصبحت تشكل تهديدا للسلم والأمن العام في المجتمع، وكشفت الجماعة خلالها نواياها في تحقيق حلم الخلافة، وكانت كل خطط الإخوان تهدف للسيطرة على مفاصل الدولة وأخونتها، ليطلق الشعب ثورته ويعلن تمرده ويسطر تاريخا جديدا لمصر في 30 يونيو 2013.

يقول الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ثورة 30 يونيو كان لها الكثير من المسببات والدوافع، لما حدث قبلها في عام حكم الإخوان، مما جعل الشعب يدرك أن هناك أخطاء جسيمة تهدد استقرار الوطن، ومن أهم الأسباب أن الإخوان لأول مرة يصلون إلى الحكم منذ نشأتهم، فكانوا في صدام مع الجميع لإظهار أنفسهم أنهم المعارضة الحقيقية في مصر، وهم أكثر الأشخاص التي تخاف على الوطن، بعكس الحقيقة التي ظهرت منذ توليهم المنصب.

انتفاضية شعبية

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ "بوابة الأهرام"، أن عام حكم الإخوان كشف حقيقتهم للشعب، بعد أن سيطروا على جميع المؤسسات، وكان لهم الأغلبية في البرلمان، والحزب الحاكم، ورئيسهم هو رئيس الجمهورية، فكان عام حكمهم اختبارا من جانب الشعب، والنتيجة إظهار حقيقتهم وفشلهم في الحكم والإدارة، مما جعل الشعب ينتفض ويخرج في يوم 30 يونيو للتخلص من الأخطاء الذي حدثت، وكان من المستحيل أن يسمح الشعب المصري باستمرار حكم الإخوان فترة أطول.

ويضيف أن جماعة الإخوان كانت تريد تمكين فئة معينة دون باقي المواطنين وهي الفئة التابعة لهم لكي يسيطروا على الدولة بشكل كامل، مؤكدا أن عام حكم الجماعة لمصر كان عاما كارثيا، وجاءت ثورة يونيو في الوقت المناسب لتصحيح المسار وإسقاط حكم الإخوان، وحدث التغيرات بالفعل على كافة المستويات، الداخلية والخارجية، حيث أصبحت العلاقات أكثر توازنا ومرونة، واستطاعت مصر أن تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي، وعادت بقوة للانفتاح على القارة الآسيوية والإفريقية.

مكتسبات الثورة السياسية

يقول الدكتور إكرام بدر الدين، إن ثورة 30 يونيو أعادت الروح والقوة للدولة المصرية مرة أخرى، وهناك تطورت كبيرة حدثت بعد ثورة يونيو، وأصبحت مصر أكثر تأثيرا على المنطقة العربية والإفريقية، كما أصبح لها دور مؤثر في حل المنازعات الإفريقية والعربية، ودور نشط في جميع القواضي، وتشارك مصر في جميع الاجتماعات الدولية والإفريقية وهذا لم يكن يحدث من قبل، وهذه الاجتماعات تنعكس بالإيجاب على السياسة الداخلية، وتدفع عملية التنمية في مصر.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: