Close ad

موائد الإفطار الجماعي تزين الأحياء والقرى فى رمضان.. وكريمة: دعا إليها الرسول

22-5-2019 | 18:08
موائد الإفطار الجماعي تزين الأحياء والقرى فى رمضان وكريمة دعا إليها الرسول الإفطار الجماعي
إيمان فكري

يعتبر شهر رمضان الكريم، ذو طابع خاص لما به من قيم روحية واجتماعية على درجة كبيرة من السمو، فهو فرصة لتجمع الأهل والأصدقاء والجيران على مائدة واحدة، في مظهر اجتماعي إسلامي.

موضوعات مقترحة

عادة رمضانية

موائد الإفطار الجماعي من المشاهد المميزة في شهر رمضان في القرى والأحياء الشعبية، ولا تنتهي بمجرد تناول الطعام والشراب بحسب، إنما تتخطى ذلك إلى المساعدة في حل المشكلات والأزمات الأسرية، وتستمر المجالس حتى قرب حلول موعد صلاة الفجر.

بداية القصة

الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، يقول إن أول من تناول الطعام جماعيا قبل الإسلام هو سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، وكان لا يأكل بمفرده بل يأتي بمن يأكل معه، ومن ثم جاء الرسول محمد، عليه الصلاة والسلام، يحث الناس على تناول الطعام جماعة، قائلا: "أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا ليلا والناس نيام، تدخلوا جنة ربكم بسلام".

وأضاف كريمة، لـ"بوابة الأهرام"، "كما مدح الرسول، الأشعري الذين تنحدر أصولهم إلى اليمن، فكانوا إذا قل الذات يأكلون أكلا جماعيا، أي يفرشون سماطا، وكل شخص يأتي بما في بيته من طعام وشراب، فمدحهم النبي".

وأكد أن الإفطار الجماعي عادة حسنة موجودة في الريف المصري والأوساط الشعبية والصعيد وسكان البوادي، ولكن بتغير الأحوال المجتمعية قل الترابط وتكاد لقاءات المحبة التي كانت تجمع الناس أن تندثر وأصبحت الولائم لا تقام إلا للمعارف والمصالح الدنيوية.

لم الشمل

وأشار إلى أن عودة اهتمام الناس بالإفطار الجماعي ولم الشمل والتجمعات العائلية مرة أخرى، تعيد مكارم الأخلاق بصورة عملية في المجتمع، وتعيد الود والمحبة في قلوب الناس، مطالبا الجميع بالسير على هذا النهج لتعزيز الروح الأسرية.

ويتابع: "هذه العادة السنوية، تعمل على خفض المشكلات وفي حال نشوب أي مشكلة يتم حلها سريعا؛ لأن السكان يجددون الاتفاق السنوي أثناء الإفطار، على التلاحم والتضامن ونبذ الخلاف، كما أن الموائد جعلت أرباب الأسر أقرب إلى بعضهم، أكثر من أي وقت.

نماذج فريدة

منذ 7 سنوات، بدأ أهالي عزبة حماد بالمطرية، في إقامة مائدة في الشارع الرئيسي تجمع كل أفراد المنطقة، وكل عائلة تضع على المائدة ما قامت بإعداده خصيصا لهذه المناسبة، كل على قدر استطاعته، ومع تزايد الأعداد في الأعوام التالية بدأ الشباب بتوزيع الأدوار بينهم في تجميع ما يلزم لإقامة المائدة وطهي الطعام، ليضربون أهالي المنطقة نموذجا فريدا في التكافل الاجتماعي.

يقول سيد فتحي، أحد القائمين على المشروع، إن هذا التجمع بدأ منذ حوالي 7 سنوات يتجمع كل أهل المنطقة على طاولة واحدة، مسلم ومسيحي، لا أحد يغيب، بل العدد يزيد كل عام عن سابقة، حتى وصل إلى أكثر من 2500 فرد هذا العام، مضيفا "سيدات المنطقة يقومون بطهي الطعام، ويتحول هذا الإفطار إلى مجالس بعد الانتهاء من تناول الطعام، فهناك جلسات لحل الخلافات".

الكثير من القرى على امتداد المحافظات المصرية تشبه عزبة حماد، فهناك "الطوفة" بمحافظة الشرقية، ومحلة أبو على بمدينة المحلة في محافظة الغربية، وكفر المجر التي تتبع محافظة كفر الشيخ، وكفر الغاب في دمياط، وكذلك في قرية القصر في محافظة الوادي الجديد، وقرى الشمان والبياضة الواقعة في الأقصر، ينظم سكانها إفطارا جماعيا كل عام، يجمع في الأقارب والجيران وجميع أهالي المنطقة ويكون هناك استعدادات جدية لهذا اليوم.

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة