تعيش الأسر المصرية التي تضم أطفالاً مصابين بالتوحد، معاناة في كيفية التعامل معه وفهمه وتلبية متطلباته الخاصة، في ظل ما يتسم به المرضى الصغار من عزلة وانكفاء على الذات وقدر كبير من الذكاء في الوقت نفسه.
ويحتفل العالم في الثاني من أبريل من كل عام باليوم العالمي لمرض التوحد، الذي تم اختياره من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2007 للتوعية وتعزيز حقوقهم وتمتعهم بالمساواة واحترام كرامتهم.
وتسليط الضوء على التوحد في يوم مخصص له سنويًا يهدف أيضًا إلى توعية الآباء والأمهات بالمرض وضرورة الكشف المبكر عند ظهور بعض سمات مرض التوحد؛ لأنه يظهر في الطفولة المبكرة والاستفادة من البرامج التدريبية التي تؤهل للأسرة التعامل مع المريض.
سمات متكررة
ويقول الدكتور تامر عبدالحميد، أستاذ طب الأطفال جامعة القاهرة، إن مرض التوحد حالة عصبية مدي الحياة تظهر في الطفولة المبكرة وازداد أعداد الأطفال المصابين بمرض التوحد - حسب إحصائيات الأمم المتحدة - وأنه بين كل ثمانية وثمانين طفلا مصابًا بمرض التوحد، مضيفاً أنه "ليس لدينا إحصائيات واضحة بأعداد المصابين بمرض التوحد بمصر".
وأضاف أنه يوجد أكثر من 35 سمة لتوضح أن الطفل يعاني من مرض التوحد من عدمه تظهر مع بداية الشهر السادس مثل عدم الاستجابة للنداء وتأخر في النطق وكثرة أعادة بعض الحركات والكلمات، كما أنه يظهر أصواتا غريبة مصحوبة بنغمة معينة يظل يكررها، مستكملاً أنه لا يتفاعل ولا يندمج مع الأطفال يفضل البقاء منعزلا، ويقوم بفعل أشياء غير معتادة عند الأطفال في مثل عمره.
واستطرد الدكتور تامر عبدالحميد، أن مريض التوحد يصعب السيطرة عليه في أوقات العصبية، كما أنه يحدث له موجات فرح دون داعِ، مشيراً إلى أنه يفضل أن يأكل بمفرده ويفضل أنواعا معينة من الطعام لا يفضل غيرها، وإذا تم تغييرها من قبل والديه يدخل في موجات من الغضب والبكاء.
عزلة تامة
ولفت إلى أن الطفل الذي يعاني من التوحد لديه إحساس عالٍ جدًا مع التفاعل مع الميديا والألعاب الإلكترونية لأنها توفر له العزلة التي يفضلها، موضحاً أنه يصيب بالخوف من الأماكن الجديدة التي لم يعتد الذهاب إليها أي أنه يخشى من أي شي جديد.
وأوضح أن الطفل الذي يعانى من التوحد يكون نمطيا جداً أي لا يرغب في تغيير أنماط حياته، وحتى طريقة لعبة لا تتغير، وأيضًا طريقة وضعه للأشياء تكون موضوعة بطريق متساوية أو فوق بعضها، مؤكدًا أنه يتوافر برامج تدريبية للأطفال التي تعانى من مرض التوحد لتأهيلهم للتعامل والتعلم، كما يوجد برامج متوافرة للأمهات والآباء للتدريب على كيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد.