Close ad

محمد العرابي في حواره لـ"بوابة الأهرام": مصر قلعة حصينة والإرهاب سقط في سيناء.. وتركيا أكثر خطورة من إيران

30-1-2019 | 15:34
محمد العرابي في حواره لـبوابة الأهرام مصر قلعة حصينة والإرهاب سقط في سيناء وتركيا أكثر خطورة من إيرانمحمد العرابي وزير الخارجية الأسبق
أميرة وهبة

مصر هي القلعة الحصينة الموجودة بمنطقة تشهد حالة من الغليان

موضوعات مقترحة
المنطقة مطوقة بقوى عديدة وتستغل حالة شبه الفوضى

يجب عدم شيطنة إيران أكثر من اللازم.. وتركيا أصبحت بديلة لإيران

القضية اليمنية ستظل قائمة لفترة زمنية طويلة.. والإرادة العربية "اختطفت"

أمريكا تتعامل مع القضية الفلسطينية بأسلوب منفرد

ترامب يرسم خريطة جديدة للمنطقة بعد اختبار رد فعل العالم بنقل السفارة للقدس

الإرهاب هزم عسكريًا في سيناء.. ولم نصل لمرحلة التجفيف لوجود دول تمدهم

الدبلوماسية المصرية تتعامل بشكل جيد جدًا في الملف الخارجي

قال محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إن مصر هي القلعة الحصينة الموجودة في منطقة تشهد حالة من الغليان، مشيرًا إلى أن القاهرة دائمًا مرشحة لإيجاد حلول لدول الجوار وخاصة في ليبيا.

وأضاف وزير الخارجية الأسبق، في حوار مع "بوابة الأهرام"، أن أمريكا تتعامل مع القضية الفلسطينية بأسلوب منفرد، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يرسم خريطة جديدة للمنطقة من خلال القضية الفلسطينية، خاصة بعد أن قام باختبار ردود أفعال العالم بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وأكد أن الإرهاب هزم عسكريًا في سيناء، ولكننا لم نصل إلى مرحلة التجفيف، فلا يوجد أي دولة وصلت إلى مرحلة تجفيف منبع الإمدادات؛ بسبب وجود دول تمدهم وتقدم المساعدة لهم.. وإلى نص الحوار:

كيف ترى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر؟

زيارة الرئيس الفرنسي لمصر جيدة جدًا، وتعبر عن التعاون بين البلدين بمجالات عديدة، من بينها حجم التجارة والتعاون السياسي والعسكري بين البلدين، حيث يوجد مشروعات بين القاهرة وباريس في النقل والري والصناعات الغذائية، فضلا عن التعاون في إنجاز مشروع مترو الأنفاق.

كما أن هناك تعاونًا بين مصر وفرنسا لإدارة الملفين السوري والليبي، لاستعادة الاستقرار في ليبيا، وتأمين حدودها البرية والبحرية، والعمل معًا في القضاء على الإرهاب الذي تعاني منه المنطقة.

كيف ترى العلاقات الألمانية - المصرية؟

العلاقة بين ألمانيا ومصر تأثرت بشكل سلبي بعد 30 يونيو، وكان هناك حالة من الفتور وعدم الارتياح وقلق شديد من مصر، ولكن بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، اختلفت النظرة تمامًا، وأصبحت العلاقات الألمانية - المصرية في حالة ازدهار، فقد دخلت برلين في مجالات عديدة مع القاهرة لم تكن موجودة من قبل، كالطاقة المتجددة، وشارك الرئيس السيسي، في المبادرة التي أطلقتها ألمانيا مؤخرًا والخاصة بقارة إفريقيا.

وكيف ترى التعاون بين مصر وروسيا ودول شرق آسيا؟

الدبلوماسية المصرية تتعامل بشكل جيد جدًا في الملف الخارجي.. نحن نتعاون مع روسيا في كافة المجالات ما عدا السياحة، فمازال هناك تحفظ على السياحة المصرية من قبل الجانب الروسي، كما أننا استطعنا أن نفتح علاقات مشتركة في دول شرق آسيا، ومنها الصين، والهند، وكوريا الجنوبية، واليابان، وهناك سياحة مؤخرًا لمصر من تلك الدول، فالعلاقة تسير بشكل منضبط جدًا، فضلا عن أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، زار لأول مرة دولة سنغافورة، وفيتنام، وأرى أنه سيكون لهما دورا قويا في آسيا خلال الفترة المقبلة.

لماذا لم تحصل مصر على مقعد دائم في مجلس الأمن حتى الآن؟

سعي مصر للحصول على مقعد في مجلس الأمن أمر جيد جدًا، ولكن الأعضاء الخمسة الدائمون بمجلس الأمن، الذين لديهم مقاليد الأمور لن يسمحوا في المستقبل القريب بفتح الباب أمام أي دولة للحصول على مقعد دائم، خاصة أننا نحاول إصلاح دور مجلس الأمن الذي أخفق في الفترة الأخيرة وكان مشلولا أحيانًا في تنفيذ القرارات؛ بسبب قوة "الفيتو" التي تستطيع أن توقف أي قرار للمجلس، فهناك العديد من الدول تسعى للحصول على مقعد، ومنها ألمانيا ودول آسيا واليابان.

هل القوى الناعمة لمصر لها تأثير في الخارج؟
نعم.. مازالت مصر هي القلعة الحصينة الموجودة في منطقة تشهد حالة من الغليان، فالقاهرة لديها أدوات متعددة؛ فهي لم تلجأ إلى الآن للأسلوب الخشن الذي لجأت إليه إيران، وتركيا، التي احتلت أجزاءً من بعض الدول ومنها "سوريا والعراق وقطر"، وإيران متواجدة في سوريا والجولان واليمن.

ولأول مرة في التاريخ، أن تصبح المنطقة مطوقة بقوى عديدة، وتستغل حالة شبة الفوضى الموجودة في العديد من الدول بمحاولة فرض النفوذ والتغلغل في بعض الدول، ونحن نعيش في ظاهرة تاريخية فريدة من نوعها؛ وهي تنامي شهية بعض الدول الإقليمية للدخول في شئون المنطقة والهيمنة عليها، ومنها تركيا وإيران وإثيوبيا وإسرائيل، ولكن تختلف الأساليب في التأثير على الإقليم، مثلا إيران كان لها أسلوب في الاقتحام الخشن، وأصبحت تركيا الآن أكثر خشونة بعد أن كان اقتحامها ناعمًا عن طريق الاقتصاد والثقافة، أما إسرائيل، فلها أساليب كثيرة للتدخل في المنطقة، سواء سياسيًا أو عسكريًا أو اقتصاديًا.

كما أن إثيوبيا تعتبر دولة صاعدة في قلب إفريقيا، إلا أنها لا تريد التدخل في المنطقة بأثرها، ولكن لها نظرة بالنسبة للقارة الإفريقية مختلفة عن السابقة، فتلك هي الدول التي تتصاعد في المنطقة بأساليب متفاوتة عسكريًا واقتصاديًا.

كيف تقرأ التطورات الإثيوبية - المصرية وتأثيرها على سد النهضة في الفترة المقبلة؟

أعتقد أننا لا ندخل في صراعات مع إثيوبيا، فمصر أبدت وقوفها بجانب حقوق إثيوبيا المشروعة للتنمية، وقد صرح الرئيس السيسي، أكثر من مرة، بأن "الحق في الحياة مقابل الحق في التنمية"، وتعتبر تلك العبارة معادلة بسيطة ولكنها حاسمة، وكان يكررها بعبارات مختلفة، ولكن المعنى واحد، وهو أننا نقف بجانب إثيوبيا، ولكننا لا نقبل أن نحرم من الحق في الحياة، وأعتقد أن رئيس وزراء إثيوبيا الحالي لديه من الحكمة والبصيرة السياسية، فقد استطاع في فترة وجيزة، أن يحدث حالة من المقاربة الإستراتجية مع كافة الدول، فضلا عن أنه أقام علاقة قوية مع دولة إريتريا، ووفر على دولته أعباء عسكرية ضخمة، وعدد من دول إفريقيا ومنها جيبوتي، والصومال، كما وثق علاقاته مع السعودية والإمارات.

كيف ترى نقل سفارة أمريكا في إسرائيل إلى القدس؟

أمريكا تتعامل مع القضية الفلسطينية بأسلوب منفرد، فالقضية الفلسطينية لها شقان، الشق الأول: الإدارة الأمريكية فككت القضية، فقامت بنقل سفارتها إلى القدس، ووضع العالم بأكمله أمام الأمر الواقع، وحققت لإسرائيل مكسبًا سياسيًا بالمنطقة، والشق الثاني، التعامل مع قضية اللاجئين، بوقف المساعدات لتذويب القضية تمامًا، واعتقد أن ترامب، ينظر للقضية على إنها قد انتهت بالفعل، ولكنها لم تنته.

محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ومحررة "بوابة الأهرام"

ما هي صفقة القرن؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يرسم خريطة جديدة للمنطقة من خلال القضية الفلسطينية، خاصة بعد أن قام باختبار ردود أفعال العالم بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ووجد أنها لا يوجد أي رد، ولذلك استمر في اتخاذ قرارات دون أن يأخذ آراء المعنيين بالقضية أنفسهم، فالمنطقة لن تشهد استقرارًا إلا بحل القضية الفلسطينية.

هل مصر استطاعت أن تتصدى للإرهاب بالشكل الكافي؟

نعم.. الإرهاب هزم عسكريًا في سيناء، ولكننا لم نصل إلى مرحلة التجفيف، فلا يوجد أي دولة وصلت إلى مرحلة تجفيف منبع الإمدادات؛ بسبب وجود دول تمدهم وتقدم المساعدة لهم، ولذلك يصعب القضاء عليهم بشكل نهائي، وأعتقد أن الإرهاب له طرق أسرع في اتخاذ خطوات وأساليب جديدة ومتطورة من الحكومات، خاصة أن هناك موجات متنوعة ومختلفة ليصبح "إرهابًا إلكترونيًا"، فهناك مبادرة ستطلقها دولة الإمارات، لمكافحة الإرهاب الإلكتروني وستشارك فيها مصر، فقد أصبح هناك عصر جديد للإرهاب.

كيف ترى الملف الإيراني وتأثيره على المنطقة خلال الفترة المقبلة؟

إيران وصلت إلى أقصى ما لديها في التدخل لبعض الدول؛ فلا يوجد لها تطور في المواقف أكثر من تأييدهم للحوثيين في اليمن وسوريا، ويجب عدم شيطنة إيران أكثر من اللازم، فقد صعدت دولة أخرى وأصبحت بديلة لإيران، وهي تركيا، وأرى أنها أكثر خطورة، ولابد من تحجيم دور تركيا في المنطقة.

كيف ترى الدبلوماسية المصرية في القضية اليمنية؟

القضية اليمنية ستظل قائمة لفترة زمنية طويلة، وخاصة أن الإرادة العربية تم اختطافها من هذه القضايا، فهناك مشكلات تعاني منها المنطقة في عديد من الدول ومنها: "سوريا، واليمن، وليبيا، والعراق"، فالمنطقة بأكملها تخوض حرب استنزاف لكامل مواردها، وعلى سبيل المثال؛ العراق يعاني من نقص شديد في التنمية، على الرغم من أنها دولة غنية، ولكن كل مواردها موجهة للأمن فقط.

هل مصر قادرة على إيجاد حلول دبلوماسية لمشاكل المنطقة ؟

نعم.. مصر دائمًا مرشحة لإيجاد حلول لدول الجوار وخاصة في ليبيا، فقد دعت مصر لتوحيد الجيش الليبي منذ فترة، إلا أن الغرب رفض ذلك، بل وأكثر من ذلك وتم حرمانها من الحصول على الأسلحة اللازمة، وهناك جماعات مسلحة تستحوذ على بعض موارد الدولة الليبية، وقد تم اتخاذها كنقطة عبور من الشام للوصول إلى إفريقيا، كما أن هناك دولة خارجية متحكمة في الوضع الداخلي في "سوريا، واليمن، وليبيا"، فلم يعد هناك تقريبًا دولة مستقرة بالمنطقة غير مصر.

ما هي أبرز الملفات التي ستعمل مصر عليها خلال توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي؟

هناك العديد من المشكلات التي تواجه قارة إفريقيا، ومنها الحروب الأهلية، وانتشار الأمراض والفساد، وزيادة حجم العمليات الإرهابية، ومصر تسعى نحو العمل لتنمية التعاون الاقتصادي والتجاري للتبادل بينها وبين إفريقيا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة