Close ad

"التنمر" ينتهك الطفولة ويدمر زهور المستقبل

4-12-2018 | 20:55
التنمر ينتهك الطفولة ويدمر زهور المستقبل التنمر
داليا عطية

"التنمر".. سلوك سيئ يمارسه البعض ضد أشخاص لمضايقتهم أو السخرية منهم أو استغلالهم سواء ماديًا أو جسديًّا وازداد هذا السلوك بطريقة ملحوظة استدعت اجتماع المتخصصين في الطب النفسي لبحث آثاره علي الشخص الذي يتعرض له ومتخصصين في القانون لمناقشة الجانب التشريعي وآليات توفير الحماية القانونية لمن يتعرض لحادثة التنمر وكذلك متخصصين في أمن المعلومات لتوعية الأفراد عن خطر اختراق الحسابات الشخصية للأفراد الموجودة علي شبكات التواصل الاجتماعي والتي يستغلها عصابات الإنترنت في المتاجرة بهذه المعلومات التي حصلوا عليها بطريقة غير مشروعة لممارسة التنمر ضد أفراد المجتمع واستغلالهم بطرق مختلفة من خلال هذه المعلومات الأمر الذي استدعي الانتباه له وإقامة حوار مجتمعي حول هذا السلوك.

موضوعات مقترحة

واستضافت "مؤسسة الأهرام"، اليوم الثلاثاء "ملتقي حماية الطفل من التنمر الإلكتروني" بقاعة تقلا وسط كوكبة من أساتذة الصحافة ونخبة من المتخصصين لمناقشة الظاهرة إضافة إلي حضور حافل للقنوات الفضائية واستضافة الطفلة بسملة أحدث ضحايا التنمر وتكريمها علي هامش الملتقي.

المواجهة
افتتح الملتقي نبيل الطاروطي، رئيس تحرير مجلة لغة العصر بالحديث عن التنمر وآثاره السلبية علي الأفراد وخاصة الأطفال مشددا علي تفعيل دور الإعلام في مواجهة هذا السلوك ونشر التوعية بآثاره السلبية وكيفية مواجهته.

بينما قال الدكتور محمد الألفي، رئيس الجمعية المصرية لمكافحة جرائم الإنترنت، إنه في حال اعتبار أن خلايا المخ 100% فإن سلوك التنمر يؤثر علي 20% منها لدي الشخص المتعرض له متسائلًا عن إمكانية إنشاء عيادات لإعادة تأهيل الأشاص الذين يمارس ضدهم التنمر، كما تطرق إلي الحديث حول الإجراءات الأمنية اللازمة لمكافحة هذا السلوك بالإضافة إلي استخدام التوعية كوسيلة لعلاج هذه الظاهرة.

أطفالنا في خطر
فيما قال محمد القاضي مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية ورئيس مجموعة الحماية القانونية، إن أبنائنا للأسف أصبحوا عرضة لهذا السلوك خاصة الأطفال إذ لا تقتصر ممارسة التنمر علي بيئة معينه كأرض الواقع مثلا أو أماكن العمل أو المؤسسات التعليمية، كما حدث مع الطفلة بسملة التي سر منها معلمها بسبب لون بشرتها الداكنه وإنما وصل التنمر إلي شبكة الإنترنت، حيث تقوم عصابات الإنترنت باستغلال المعلومات الشخصية للأشخاص واصة الأطفال من خلال هاكرز يقوم باختراق بياناتهم عبر تطبيقات الألعاب الإلكترونية التي يتم تحميلها علي الهواتف المحمولة وتبدأ بعد ذلك المتاجرة بهذه البيانات واستغلال أصحابها ماديًا وجسديًا من أجل أن يصبحون تابعًا لهذه العصابات وينفذون ما يطلب منهم لافتًا إلي أن أغلب الاختراقات تستهدف الأطفال لأنهم لا يستطيعون مقاومة التهديد فيستسلمون بسهوله ويضعون لما تطلبة عصابات الإنترنت.

عصابات الإنترنت
أشار الدكتور حسام نبيل أستاذ التحقيق الجنائي المساعد بأكاديمية شرطة دبي، إلي أن المتنَمِر يتعمد ذل الشخص فيقوم بالتقليل من قيمته في نظر نفسه ثم يبدأ في عرض بعض التصرفات عليه ليصبح تابعًا له، موضحًا أن آليات التنمر قد تكون صورة أو فيديو يقوم من خلالها عصابات الانترنت بالضغط علي صاحبها لتنفيذ ما يريدونه من أغراض خبيثه وقد تكون معلومات يحصلون عليها عن طريق مثلا حساب شخصي تركه صاحبه مفتوحًا دون الانتباه لذلك أو عن طريق رسائل sms يتم ارسالها عبر الرقم الشخصي ويقوم الفرد بفتحها فيجدها فارغه ولا يهتم بعد ذلك لكن حقيقه الأمر أنها رسالة اختراق لبيانات الهاتف المحمول.

وأوضح أستاذ التحقيق الجنائي المساعد بأكاديمية شرطة دبي، أنه قد يتم الاختراق عن طريق دخول الشخص علي المواقع سواء الإخبارية أو الترفيهية غير الموثوق فيها فيتم تحميل البيانات الشخصية لهذا الشخص في الحال والمتاجرة بها بعد ذلك وابتزازه لذا حذر من الاستخدام العشوائي للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وشدد علي ضرورة التوعية بمخاطر اختراق البيانات وطرق الهاكرز للاختراق، كما حذر من استخدام الأطفال للانترنت دون مراقبة الأسرة ومتابعتها لهذا الاستخدام وخاصة التطبيقات التي يقوم الطفل بتحميلها علي الهاتف والتي تعد خطرا يهدد حياته وحياة الأسرة لما يتعرضون له بعد ذلك من ضغوط وابتزاز من عصابات الانترنت.

تكريم بسملة 
وفي ختام الملتقي قامت مجلة لغة العصر متمثلة رئيس التحرير نبيل الطاروطي بتكريم الطفلة بسملة أحدث ضحايا التنمر والتي قال لها معلمها أما زملائها: "بسملة تلميذه سوداء" ما جعلها تشعر بالتوبيخ والتقليل من ذاتها أمام الحضور فغضبت من هذا السلوك وأخبرت والدتها بما حدث فقررت أن تتقدم بشكوي ضد المعلم لتضرب والدة بسملة بهذه الخطوة بيد من حديد علي السلوكيات السيئة التي تمارس في المجتمع دون رادع لها حتي أن الجميع اعتادها وترفع بسملة شعار: "معًا ضد التنمر".

يذكر أن قاعة تقلا بمؤسسة الأهرام شهدت اليوم الثلاثاء ملتقي حماية الطفل من التنمر الإلكتروني تحت رعاية عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام ونقيب الصحفيين وبحضور كل من نبيل الطاروطي رئيس تحرير مجلة لغة العصر والدكتور محمد الألفي رئيس محكمة الاستئناف ورئيس الجمعية المصرية لمكافحة جرائم الإنترنت ومحمد القاضي رئيس مجموعة الحماية القانونية والدكتور حسام نبيل أستاذ التحقيق الجنائي ووليد حجاج خبير أمن المعلومات والدكتورة نهلة ناجي أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس وباقة من التلاميذ في مراحل مختلفة وأولياء أمورهم.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: