Close ad

في اليوم العالمي للسكري.. مصر الثامن عالميا.. وأطباء يقدمون روشتة تغذية علاجية

14-11-2018 | 18:23
في اليوم العالمي للسكري مصر الثامن عالميا وأطباء يقدمون روشتة تغذية علاجيةتحليل منزلي لمرض السكرى
شيماء شعبان

تحتل مصر المرتبة الثامنة عالميًا في الإصابة بمرض السكري الذي تنفق على علاجه نحو مليار دولار سنويًا، بسبب قلة النشاط الرياضي والعادات الغذائية السيئة كالإكثار من تناول السكريات والدهون والوجبات السريعة.

موضوعات مقترحة

واختارت منظمة الصحة العالمية منذ عام 1991 الرابع عشر من نوفمبر يومًا عالميًا للسكري نظرا لأهمية المرض، وسرعة انتشاره، وبهدف تعزيز الجهود المبذولة من أجل منع المرض، والحد من الأضرار الناتجة عنه لدى المرضى عن طريق بحث تقنيات جديدة للعلاج، والاهتمام بممارسة النشاط البدني والتأكد من توفير الرعاية الطبية لمرضى السكري.

و"السكري" من أكثر الأمراض انتشارًا في العالم حيث يسمى "بالقاتل الصامت" باعتباره مرضًا مزمنًا لا يُرجى شفاؤه، وتوجد له ثلاثة أنواع أولها ينتج من قصور في المناعة الذاتية للجسم، حيث يهاجم الجسم خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس، والمسئولة عن إنتاج الأنسولين، ويسمى بسكري الشباب والأطفال.

والنوع الثاني الأكثر شيوعًا يرتبط بالتقدم في العمر، وزيادة الوزن، والعوامل الوراثية، وقلة النشاط البدني، والإفراط في تناول السكريات المصنّعة، والإصابة بعداوات فيروسية، والنوع الثالث يرتبط بالحمل، الذي يصيب بعض النساء أثناء شهور الحمل.

"بوابة الأهرام" تستعرض أراء الخبراء حول كيفية الوقاية من مرض السكر والتعامل معه بعد الإصابة والروجتة الغذائية السليمة لتفادي تداعياته.

نسبة مرتفعة

وتقول الدكتورة مايسة شوقي، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية طب جامعة القاهرة ونائب وزير الصحة والسكان سابقا، إن احتفال العام الحالي يأتي تحت شعار "الأسرة ومرض السكري"، بهدف زيادة الوعي المجتمعي بعوامل الخطر التي تؤدي إلي مرض السكري وآثاره وتوفير المعلومات الطبية والتغذية الأساسية وتعزيز دور الأسرة في الوقاية من المرض ومتابعة مريض السكر بما يتوافق مع سن المريض ونوع مرض السكر سواء من النوع الأول أو الثاني أو السكر المصاحب للحمل.

وأضافت أن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بصحة المواطن المصري وتدشين المسح الصحي الأكبر في التاريخ للوقوف علي الوضع الصحي للمصريين جاء كاستجابة سريعة وقوية بعد إعلان منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان في 2017 أن 15.5% من المصريين يعانون من مرض السكري، ويعاني 26% منهم من ارتفاع ضغط الدم ويعاني 19% منهم ارتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم.

وأشارت إلى أن عناصر الخطر المسببة لهذه الأمراض من بينها ارتفاع نسبة السمنة إلي 40% وتناول أقل من 5 حصص من الخضراوات أو الفاكهة يوميا وعدم ممارسة الرياضة الكافية والمبالغة في تناول الملح بمتوسط 9 جرامات يوميًا بينما يحتاج الإنسان إلي نحو 5 جرامات فقط يوميًا.


تداعيات خطيرة

حذرت أستاذ الصحة العامة من تداعيات مرض السكري غير المسيطر عليه ومنها ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم وتصلب الشرايين خاصة الشرايين الدقيقة بالقلب والشبكية بالعين ويؤثر مرض السكري سلبًا علي الكلى والأعصاب، فترتفع نسبة الإصابة بالنوبات القلبية والساكتات الدماغية وزيادة احتمالات الإصابة بقرح القدم وقد يترتب علي ذلك بتر الأطراف.

 وشددت على أن صحة المصريين تضعنا أمام مسؤوليات هامة منها توفير المعلومات الكافية للمواطن وللأسرة المصرية للوقاية من الأمراض المزمنةغير السارية وأهمها مرض السكري والحرص علي الكشف المبكر للمرض الذي قد يوفر الشفاء التام للمريض ومن ناحية أخري فان إتاحة العلاج للمريض وضبط مستوي السكر بالدم وتوازن نمط الحياة يؤخر مضاعفات السكري ويجنب المريض والأسرة والدولة قدرا كبيرا من التكاليف المباشرة وغير المباشرة.

أعراض المرض 

وعن أعراض مرض السكري تقول الدكتورة مايسة شوقي إن المجتمع يجب أن يعرف بأعراض المرض وأهمية للاكتشاف المبكر، ومن ضمن تلك الأعراض زيادة عدد مرات التبول، وزيادة الإحساس بالعطش، وزيادة تناول السوائل لمحاولة تعويض زيادة التبول، كما يغلب علي المريض الشعور بالإرهاق والإجهاد، و يفقد المريض قدرا ملحوظا من الوزن رغم تناوله الطعام بانتظام، كما يعاني المريض، كذلك من تباطؤ شفاء الجروح وتغيرات سريعة في قوة البصر غالبا ما تكون بسبب المياه البيضاء أي فقد عدسة العين لشفافيتها.

وأبدت شوقي تفاؤلها من حملة 100 مليون صحة لأنها ستضع برامج الرعاية الصحية وأسرة مريض السكري أمام مسئولياتهما لتيسير التعايش مع مرض السكر وخفض تكاليف العلاج وذلك إذا ما اتبع المريض الإرشادات الصحية في حياته اليومية وأهمها وتنظيم نوع وكمية النشويات ومواعيد الوجبات الرئيسية والبينية وتناول الدواء المخفض للسكر بانتظام "قد يكون في صورة أقراص أو حقن أنسولين يحددها الطبيب المعالج، بحيث يحتفظ بمستوى آمن للسكر في الدم.

رسائل توعية

وشددت على ضرورة الالتزام بتحليل الدم المنتظم للتأكد من المحافظة على مستوى السكر في الدم وكذلك مراقبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية بانتظام ووظائف الكبد والكلي، وكذلك استشارة طبيب الرمد وأمراض الكلي مرتين في العام و ذلك لاكتشاف أي قصور مبكرًا وعلاجه، مؤكدة ضرورة تعريف الأسرة المصرية "بالمضاعفات الحادة" لمرض السكري.

وأشارت لتفادي ذلك يجب الالتزام بتعليمات الطبيب من حيث مواعيد الطعام ونوعيته وكميته وضبط الدواء المناسب للمريض، وعلي المريض أن يحتفظ دوما بمادة سكرية مثل قالب سكر أو علبة مربي أو عسل نحل 10 جرامات مغلفة في جيبه لأنها منقذة لحياته إذا انخفض السكر في الدم.

وأوصت شوقي بضرورة إعداد رسائل توعية لأسرة مريض السكري يتوفر فيها السهولة في الفهم والتطبيق وتتفق مع طبيعة المواطن المصري وتكون تكلفتها منخفضة أو بدون تكاليف واعتبرت شوقي هذه الرسائل طوق النجاة لكافة أفراد المجتمع.

مرض أم وباء

ويقول الدكتور عباس عرابي، أستاذ السكر والغدد الصماء بكلية طب جامعة الزقازيق: إننا نعيش مرحلة وباء أكثر من 20 عامًا، حيث تصل نسبة الإصابة بمرض السكري على مستوى العالم 300% كل عشر سنوات، موضحًا أن تزايد النسبة دائما في بلدان الخليج والشرق الأوسط عكس دول الغرب.

ويرجع أسباب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني إلى زيادة الوزن فالسمنة تشكل 90% من حالات السكر بالعالم، بالإضافة إلى قلة الحركة وتناول الوجبات السريعة التي بها سعرات حرارية عالية وكذلك استعداد الجسم للإصابة بمرض السكري خاصة وإذا وجد تاريخ مرضي بالعائلة.

روشتة تغذية

وعن الطرق المثالية المتبعة لمرضي مرض السكري تقول الدكتورة سمر عباس استشاري التغذية العلاجية، بإمكان مرضى النوع الثاني من مرض السكري الشفاء نهائيا من هذا المرض فقط بالأكل؛ حيث إن كافة الأبحاث العلمية أكدت عند التزام مريض السكري من النوع الثاني بنظام غذائي مخفف يمكن أن يتعافى نهائيًا من المرض وذلك بإتباع التعليمات الآتية:


1-  فقدان من 10 إلى 5% من الوزن.
 2- الابتعاد عن السكريات نهائيا واستبدال النشويات العادية بالنشويات المركبة" الصحية" مثل: "الأرز البني والعيش البلدي والمكرونة البني والفريك.
3-  تقليل كمية النشويات في الواجبة بحيث لا يتعدى ربع الوجبة، بمعنى أن يتناول نصف الوجبة من الخضراوات" كالسلطة، أو الخضار المطبوخ"، وبع الوجبة من البروتين "كاللحوم أو الأسماك أو الدواجن"، أو البروتينات النباتية مثل" الفول، العدس، الفاصوليا البيضاء، والربع فقط من النشويات الصحية.
4-  ممارسة الرياضة بانتظام خاصة بعد تناول النشويات.
 5- أخيرا الابتعاد عن التوتر والعصبية لأنها أحد الأسباب الإصابة بمرض السكري، ولتجنب ذلك يجب اتباع الممارسات الصحية التي تقلل من التوتر والعصبية كـ"اليوجا، التأمل، الصلاة بصورة منتظمة".
وأوضحت الدكتورة سمر أنه في حالة التزام مريض السكري من النوع الثاني بهذه التعليمات سوف يلاحظ انضباط في مستوى السكر، ثم تحت إشراف طبيبه الخاص، وسيتم تقليل جرعات الدواء تدريجيًا حتى يتعافى نهائيًا من مرض السكري على أن يظل على نفس النظام لحياة صحية ممتدة.

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة