Close ad

بعد دعوة الرئيس ..نظافة شوارعنا في انتظار التنفيذ .. خبراء : قضية الجميع.. والشباب: نحتاج إلي الحافز

31-7-2018 | 19:55
بعد دعوة الرئيس نظافة شوارعنا في انتظار التنفيذ  خبراء  قضية الجميع والشباب نحتاج إلي الحافز الرئيس السيسي
داليا عطية

شهد مؤتمر الشباب الذي عٌقد بجامعة القاهرة عدة توصيات من الرئيس عبد الفتاح السيسي للوزراء والمسئولين نحو النهوض بالدولة ومؤسساتها وأفرادها والإشارة إلي قضايا مجتمعية بحاجة إلي البحث والالتفاف حولها من قِبَل الشباب لعل أهمها قضية النظافة والتخلص من المخلفات في الطرق والميادين لتحمل "بوابة الأهرام" هذه القضية إلي الخبراء وتتساءل عن كيفية الاهتمام بمظهر الدولة وآلية تنظيف الطرقات وتوظيف الشباب لتطبيق ذلك وماذا عن آرائهم حول استعداد المشاركة في تجميل شوارع المحروسة ؟

موضوعات مقترحة

صحيًا .. ما هي خطورة المخلفات ؟
يقول الدكتور أمجد الحداد في تصريحات لـ"بوابة الأهرام" أن المخلفات الملقاه في الشوارع لها تأثير خطير علي صحة الإنسان وذلك من خلال الروائح الكريهة الصادرة منها والتي تسبب أزمات لمرضى الحساسية وكذلك الأصحاء من خلال انتشار الحشرات والقوارض مثل الفئران والصراصير والذباب وهم أكبر ناقل للأمراض المُعديه .


ويؤكد أن المخلفات تضر بصحة الإنسان لا شك حتي ولو مر عليها في الطريق فقد تتطاير الحشرات المتأصلة فيها أثناء سيره وتلتصق بجسده مباشرة أو من خلال الملابس لتصيبه بأمراض خطيرة قد تودي بحياته مثل فيروس سي .


وينصح بضرورة جمع القمامة في أماكن ثابته وتخصيص صناديق لوضعها داخلها علي أن تكون هذه الصناديق مُحكمة الغلق بالإضافة إلي مرور دائم لجمع هذه المخلفات باستمرار وعدم تراكمها مطالبا بتجريم إلقاء المخلفات في الشوارع والطرقات وفرض عقوبات مالية علي من يفعل ذلك .


تكاتف المؤسسات
تقول الدكتورة سامية الخضر استاذ علم الاجتماع في تصريحات لـ"بوابة الأهرام" أن قضية النظافة بحاجة إلي تكاتف من مؤسسات الدولة وأفراد المجتمع لافته إلي الأزهر الشريف ودوره في نشر الوعي الديني بأهمية النظافة سواء للفرد أو للمجتمع والحث علي هذا السلوك من خلال "النظافة من الإيمان" وغيرها من القيم الدينية التي يجب إعلاؤها .


ندوات تثقيفية
وتضيف أن المؤسسات التعليمية تفتقد دور كبير في نشر هذا السلوك الحضاري حيث يجب علي المدارس تعليم الأبناء منذ مرحلة الروضة كيفية الاعتناء بمظهرهم والحرص علي نظافة جسدهم وملابسهم والمكان المحيط بهم من خلال تطبيق ذلك عمليا قائلة :" في فرنسا يقومون الأطفال في مرحلة الروضة بتنظيف الفصول بأنفسهم لتعليمهم سلوك النظافة وأيضا قيمة المشاركة والعمل الجماعي منذ نعومة أظافرهم" كما أن الجامعات بحاجة إلي توجيه الشباب لهذا السلوك من خلال ندوات تثقيفية وتوعوية ودعم هذا السلوك والثناء عليه لأن الشباب هم طاقة التغيير التي تقود المجتمعات فإن صلح سلوكهم صلحت غايات المجتمع لذا يجب علي الجامعات ضرورة الالتفات إلي قضية النظافة وتوعية الشباب بأهميتها لأنها الصرح الذي يضم قادة تغيير المستقبل.


توظيف طاقات الشباب
تشير "خضر" إلي منظمات المجتمع المدني والأحزاب فتقول أن عليهم تبني مبادرات خاصة بالنظافة واستغلال طاقات الشباب المهدره في الفراغ كالأجازات الصيفية والاسبوعية في تنظيف شوارع المدن وحتي القري سواء بإزالة المخلفات المتراكمة في الطرقات أو بتجميلها من خلال استغلال مواهب الشباب في الرسم علي الجدران وتلوين الأرصفة فضلا عن تشجير الشوارع وهو ما يعطي مظهرا جماليا أقرب إلي الطبيعة وفي الوقت ذاته يخدم البيئة .


نماذج مُحفّزة
وتشدد أستاذ علم الاجتماع في تصريحاتها علي دور الثقافة في خدمة هذه القضية فتقول أن المواطن إن لم يكن لديه ثقافة النظافة والحفاظ علي جمال بلده لن تؤثر فيه دروس المساجد ولا ندوات الجامعات ولن يتغير سلوكه السلبي مطالبه في ذلك الإعلام بتسليط الضوء علي الإيجابيات التي تفيد المجتمع ونشر ثقافة النظافة وحث الشباب علي هذا السلوك من خلال البرامج والإعلانات التي يمكن استغلالها استغلال أمثل في تحفيز الشباب كعرض نماذج لدول أخري مثل اليابان وفرنسا والاقتداء بنظامهم وحرص مواطنيهم علي مظهرها الجمالي .


النظافة من الإيمان
تقول الدكتورة الهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر في تصريحات لـ"بوابة الأهرام" أن قضية النظافة تُعد من القضايا التي أولاها الإسلام عناية خاصة لما لها من وقعٍ إيجابي على حياة المسلمين أفرادًا وجماعات إن كان فيهم مَن يؤدي هذا الواجب ويعطيه حقه وفي نفس الوقت إذا لم يتم القيام بهذا الواجب فإنّه يصبح وبالاً على الفرد وعلى الأمة ويترتب عنه ضررٌ كبير على جميع الأصعدة مؤكدة أن النظافة أمر الهي فأبواب العبادات في الإسلام أولها الطهارة .


التطبيق العملي أهم من دروس المساجد
وتضيف "شاهين" أن النظافة في الإسلام تنقسم إلي ثلاث أنواع " الجسد والثياب والمكان" وهم أساس متطلبات المجتمعات متطرقه إلي نظافة المكان فقالت أنه يشمل المنزل والعمارة والحي والمحافظة والدولة .


وتؤكد أن النظافة سلوك مكتسب مشيرة إلي ألية تطبيق هذا السلوك فتقول أن دروس الوعظ والتوعية الدينية التي تشهدها المساجد ودور العبادة لا تكفي لأننا بحاجة إلي التطبيق العملي من خلال حث الشباب علي نظافة المكان المحيط بهم والمحافظة علي المظهر الجمالي لوطنهم بالتربية الدينية الصحيحة منذ الطفولة وجعل قضية النظافة منهجية في التعليم وليست مجرد درس فحسب قائلة :" في اليابان لا يوجد عمال نظافة حيث يقوم التلاميذ والمُعلمين بتنظيف الفصول داخل المدارس وهذا هو التطبيق العملي الذي نفتقده ".


العمل الجماعي
تبرهن أستاذ العقيدة والفلسفة علي أهمية النظافة بالحديث الشريف :" الإيمان بضعٌ وستون شُعْبَة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق” ومعنى ذلك أن إماطة الأذى عن الطريق جزء من الإيمان مطالبة الشباب بالالتفاف حول بلدهم والحرص علي نظافتها وتجميلها من خلال العمل الجماعي والمشاركة كتخصيص يوم الجمعة من كل اسبوع لتنظيف المنطقة القائمين فيها حتي ولو لم يوجد مقابل مادي لذلك فهناك مقابل عملي وهو أمة نظيفة متحضره لديها انتماء للوطن .


ماذا قال الشباب عن نظافة المجتمع ؟
في جولة لـ"بوابة الأهرام" داخل جامعة القاهرة التقت فيها بعينة عشوائية من الشباب للوقوف علي رؤيتهم لقضية النظافة ومدى استعدادهم للمشاركة في تجميل البلد والارتقاء بمظهرها جاءت الآراء كالتالي :

يقول محمود سعيد طالب بكلية الهندسة أنه لا يمانع من المشاركة في المبادرات الخاصة بتنظيف الشوارع والطرقات لكن غياب ثقافة النظافة لدي المواطنين تقلل الدور الذي سيقوم به من خلال المبادرة بل تكاد تجعله منعدمًا :" طول ما المواطن مش فاهم قيمة بلده ونظافة شوارعها هنفضل نعاني من المخلفات في الشوارع والمبادرات مش هتجيب نتيجة "


ويضيف محمد يحيي طالب بكلية التجارة أن لديه استعداد المشاركة في تنظيف شوارع القاهرة حيث يسكن منطقة وسط البلد لكنه لم يجد ما يحفزه علي ذلك :" لو فيه حد هيشارك معايا هنشجع بعض " مقترحًا أن تشارك الجامعات في نشر ثقافة النظافة من خلال تكليف الطلاب بالتعاون مع الجيران في تنظيف منطقة إقامته يومًا في الاسبوع وتسجيل فيديو لذلك أو التقاط بعض الصور وعرضها علي الدكتور كأحد الأنشطة المطلوبة "


أما سلمي عبدالعزيز طالبة بكلية العلوم طالبت بتوقيع غرامة مالية علي من يقوم بإلقاء المخلفات في الشوارع وإلقاء القبض عليه ليُحرم رؤية الشوارع والطرقات التي أهمل في الحفاظ عليها وأساء إلي المجتمع وأفراده بهذا السلوك الفردي الذي قد يُحسب علي الجميع :" الأجانب لما بيشوفوا زبالة في الشوارع بيقولوا الشعب المصري مش نضيف ".


بينما قال إيهاب عبداللطيف طالب بكلية الآداب جامعة القاهرة إننا نعاني الشكوي الدائمة من المجتمع وسلبياته ونتلذذ بالإشارة إلي مجتمعات أوروبا ودول الغرب في جمالها ونظافة شوارعها ولم نعط أنفسنا حينا للتفكر في سبب هذا الجمال فلو تدبّرنا الأمر دقيقه سنجد سلوك الأفراد سبب هذا الجمال الذي نفتقده في مصر :" نتباهي بجمال أوروبا ونرفض تقليدهم في محافظتهم علي نظافة بلادهم"

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة