Close ad

"الشائعات" سلاح الأعداء.. إعلاميون: لا تموت إلا بالمعلومة الكاملة.. و3 مصادر لترويجها

25-7-2018 | 12:40
الشائعات سلاح الأعداء إعلاميون لا تموت إلا بالمعلومة الكاملة و مصادر لترويجهاالسوشيال ميديا
شيماء شعبان

"سلاح الشائعات" من أخطر الأسلحة التي تواجهنا اليوم فهي بمثابة حرب نفسية باردة، فهي أخطر من الحروب المسلحة تستخدمها بعض الدول كسلاح فتاك، فأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي التي أفرزتها ثورة التكنولوجيا والانترنت سلاحا يسبق التحركات العسكرية، وفى ظرف أصبح فيه المفروض مرفوضًا من بعض الإعلاميين الذين بدلًا من مكافحة الشائعات في وقت حرج تمر به البلاد يقومون بترويجها وأحياناً صنعها، وأمام سيل من ترويج أنباء كاذبة وأخبار مشكوك في صحتها لابد للإعلام والفضائيات أن يكون لها دور في مكافحة الشائعات.

موضوعات مقترحة
السلم والحرب
فالشائعات هي أكثر دواما؛ لأنها تستخدم في أوقات السلم والحرب معا، بل إنها تصوب هجماتها خارج الدولة الخصم نفسها حين توجه ذلك نحو الرأي العام العالمي، ومن هذا المنطلق يمكن القول إن الحرب النفسية وكما يراها خبراء علم النفس العسكري هي استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدول المستخدمة.
21 ألف شائعة
و بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الدولة واجهت 21 ألف شائعة في الثلاثة أشهر الماضية، والتي كان الهدف منها إثارة البلبلة وعدم الاستقرار ونشر الإحباط، وأوضح مركز معلومات " مجلس الوزراء" في بيان له نشره تم رصد الشائعات والموضوعات التالية خلال الفترة من (11 حتى 20 يوليو 2018‏): أن وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تنفى قيام الوزارة ببيع 46 فيلا في مرحلة الإنشاء حاليا بمركز مارينا العلمين السياحي للأكابر، وأن وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري: نفت بيع صندوق مصر السيادي لأصول وممتلكات الدولة، دون رقابة عليه من جانب الأجهزة المعنية، وكذلك وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة: نفت اعتزام الحكومة إقرار زيادات جديدة في أسعار فواتير استهلاك الكهرباء.


وأن هيئة قناة السويس نفت حدوث تصادم لـ6 سفن في قناة السويس وتعطيل المجرى الملاحي للقناة، ووزارة العدل نفت فتح باب التعيينات في بعض قطاعات وزارة العدل.


وقد نفت وزارتا الداخلية والتضامن الاجتماعي  صحة الصور المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي لـ35 طفلاً في دار أيتام غير مرخصة بمنطقة الشروق تمهيداً لاستخدامهم في تجارة الأعضاء، وأن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي نفت طرح الحكومة أسماك بلاستيكية صينية خطيرة على صحّة الإنسان في الأسواق المصرية، وأخيرًا وزارة الثقافة نفت تعرض شارع المعز لعملية رصف بالإسفلت وإزالة الأرضية الخاصة به، والتي كانت تتميز بالطابع التاريخي.


" بوابة الأهرام" قامت باستطلاع رأى الخبراء للوقوف على كيفية التصدي لتلك الظاهرة.....
الحرب النفسية
في البداية يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي لـ"بوابة الأهرام": ترتبط الشائعات دائما في أوقات الأزمات السياسية الاضطرابات والحروب والثورات، كل هذا يتم تجميعه مع غياب المعلومات لتبدأ الإشاعة في اتخاذ طريقها؛ لإعادة تشكيل حرب من نوع آخر يسبق التحرك العسكري وهي الحرب النفسية الباردة بين الأنظمة، مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة مصادر يمكن أن تصدر منها الشائعات وهي: المصدر الأول "حكومات، أجهزة مخابرات"، والمصدر الثاني " الأحزاب والجماعات الإرهابية"، والمصدر الثالث " الأشخاص" الايدولوجيين"-التيارات السياسية-"، فهناك حروب إعلامية نفسية دائرة بمنطقة الشرق الأوسط منذ وقت طويل ولكن الأدوات جديدة وهي" سلاح السيوشيال ميديا".
أداة حربية
ويضيف صادق التنافس السياسي هو من يشجع الحروب النفسية باستخدام الإعلام كوسيلة وأداة حربية ونفسية وسياسية على الأنظمة الأخرى، لافتًا أن الأدوات الحديثة الآن هي الانترنت بصورة عامة والفضائيات الممولة بصورة غير معلنة من هذه الحكومات والعديد من المواقع الإلكترونية المجهول مصادر تمويلها.
ولفت صادق أن يتم التعارف على هذه الشائعات بقراءة المحتوى مصدر الشائعة والاصطلاحات التي تتضمنه وذلك للحكم من طريقة الكتابة أو الإلقاء والتوصل منها لهدف تلك الشائعة، كما أن أحد التكتيكات الشائعة استخدام أسماء لمصادر معروفة مثل مواقع إخبارية وصحف قومية وإضافة اسم آخر لها حتى يضمن مروج الشائعة من دخول المستخدم أو القارئ عليها لجذب انتباه.
إعلام سياسي
وشدد صادق على ضرورة التأكد من المعلومة وأن الخبر والحدث منشور في مصادر متعددة قبل نشره ومشاركته وأن مصدره موثوق به، موضحًا أن الكثير من الأخبار تدعو إلى التضليل وتأتى من مصادر موثوق بها وإحداث واقعات بالفعل لكن وقعت في أوقات سابقة منذ فترة بعيدة ولكن يعاد نشرها ومشاركتها مرة أخري.


من ضمن أدوات التصدي يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي ضرورة السرعة في الرد الإعلامي وهذا الذي نفتقده الآن، مضيفًا إلى ضرورة أن يتم تأهيل إعلامي سياسي للمسئولين على أن تكون هناك إدارة إعلامية قوية بكل وزارة للرد على الشائعات المغلوطة بمنتهى الشفافية.
أخبار مكذوبة
ومن جانبها توضح الدكتورة جيهان يسرى عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة أن الشائعات ما هي إلا أخبار مكذوبة لقضايا مطروحة يتعامل بها بإثارة بلبلة، مشددة على ضرورة إظهار كل التفاصيل الخاصة بالخبر بوسائل الإعلام للقضاء على الشائعة في مهدها.
وشجبت عميدة كلية الإعلام الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومة أو الخبر وأن لا تكون مادة أساسية للعرض تتناولها برامج "التوك شو"، مشيرة إلى أن " الشائعات لا تموت إلا بالمعلومات الكاملة".
الإعلام المصري
ومن جانبه يرى الدكتور حسن على أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة السويس، أن الشائعات لها أسباب وأهمها الإعلام المصري؛ لما يتسبب فيه من غياب للمعلومة وترك المواطن فريسة سهلة لاستقائها من مواقع التواصل الاجتماعي أو من بعض المواقع الإلكترونية، مضيفًا أن برامج "التوك شو" لابد أن تكون برامج لرفع الوعي والتحليل ولا تصبح ساحة للعراك وتبادل السباب والصوت العالي.
ولفت أستاذ الإذاعة والتليفزيون أن تأخر الرد الرسمي يسبب الشائعات، فنحن نفتقر إلى كيفية إدارة أزمة الشائعات وغياب المهنية والمعلومة يجعل الرؤيا ضبابية يساعد أعداء الداخل والخارج لترويج الشائعات، موضحًا أننا لا نملك سياسية إعلامية.


ويضع الدكتور حسن على عدة حلول لكيفية التصدي إلى مواجهة الشائعات بوضع سياسية إعلامية واضحة للتعامل مع تلك الظاهرة الخطيرة، هذا بالإضافة إلى منح حرية إعلامية للقضاء على أي شائعة وتفعيل قانون حرية تداول المعلومات، وتتدفق المعلومات من مصادرها.
حائط صد
وفي السياق نفسه ترجع الدكتورة اعتماد عبد الحميد خبيرة العلاقات الأسرية المشكلة أن عشوائية تداول المعلومة من غير المؤهلين إعلاميًا وتأخرها هو ما ينشر الشائعة، حيث كان في السابق المتحدث الرسمي لكل وزارة من ماسبيرو ولكن الآن أصبح هناك إعلام بديل عشوائي غير مؤهل للتصدي للشائعة فور حدوثها، مشددة على ضرورة عمل حائط صد للشائعات من خلال متحدث رسمي من المهنة بـ"ماسبيرو" يتواجد بكل وزارة وجهة لكتابة وإصدار البيانات الصحفية والإعلامية ويكون مصدرا للمعلومة الواضحة.

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة