Close ad

23 يوليو.. ثورة غيرت وجه التعليم في مصر

22-7-2018 | 12:55
 يوليو ثورة غيرت وجه التعليم في مصرثورة 23 يوليو
إيمان فكري

"التعليم كالماء والهواء"، مقولة لعميد الأدب العربي، طه حسين، طبقتها ثورة 23 يوليو، بشكل كامل على جميع فئات الشعب، بعد أن كان التعليم لفئة واحدة وهي القادرين.

موضوعات مقترحة

تعتبر 23 يوليو، من أهم الثورات في تاريخ مصر الحديث، بعد إحداثها ثورة كبيرة في كافة المستويات سواء الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، إلا أن أهم إنجازاتها في التعليم، بعد صدور قرار بمجانية التعليم في جميع المراحل لجميع فئات الشعب.

وبحلول ذكرى ثورة 23 يوليو، هل مازال قرار مجانية التعليم ناجحا بعد مرور 66 عاما على الثورة؟، وكيف أصبح حال التعليم في مصر بعد الثورة؟.. أسئلة يجب عليها عدد من الخبراء.

مجانية التعليم من أهم إنجازات الثورة

قالت د. ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن التعليم في مصر قبل ثورة 23 يوليو، كان للفئة القادرة فقط، وذلك بسبب ارتفاع مصروفات التعليم في ذلك الوقت، لافتة إلى أن مجانية التعليم في مصر بدأت من قبل ثورة يوليو، بعد مطالبة عميد الأدب العربي، طه حسين، بأن يكون التعليم مجانيا، وتم إصدار قرار بأن يكون التعليم مجانيا في المرحلة الثانوية فقط.

وأضافت "نصر"، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان لديه اقتناع بأن بناء أي دولة قوية حديثة تعتمد على ركيزة تعليمية قوية تواكب التغيرات العلمية بالمجتمع، ولذلك إصدار قرار بمجانية التعليم في جميع المراحل، من أهم إنجازات ثورة يوليو.

تدهور التعليم

وأشارت إلى أن التعليم في مصر كان جيدا جدا حتى أوائل السبعينيات، ومجانية التعليم كانت حقيقية، حيث كانت مصر لها مكانة عالية في التعليم، مشيرة إلى أن تعليم المرأة، كان من أهم إنجازات ثورة يوليو، وأعطى للمرأة مكانة مميزة؛ حيث كان الأهالي يهتمون بتعليم الذكور فقط.

وأوضحت أن تدهور التعليم في مصر بدأ من نهاية السبعينيات، مع ظهور الدروس الخصوصية مشيرة إلى أن الأسباب الأساسية لتدهور التعليم هو عدم مواكبة التطور التكنولوجي.

مجانية "صورية"

وأكدت عضو لجنة التعليم بالبرلمان، أن مجانية التعليم في مصر هي "صورية"؛ حيث إنه مجاني في الدستور ويتم تطبيقه في المدارس بالفعل برسوم رمزية، لافتا إلى أن الأهالي ينفقون مصروفات هائلة لتعليم أبنائهم.

ولفتت إلى أن تدهور التعليم في مصر تسبب في عدم إقبال الدول الأجنبية على العمالة المصرية والخريجين، بعد أن كان هناك سباق على الخريجين المصريين من قبل الأجانب.

وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم، بقيادة الوزير، د. طارق شوقي، وضعت خطة لحل المشكلة، لافتة إلى أن نتائج هذه الخطة ستظهر بشكل تدريجي خلال السنوات القادمة؛ حتى تتلاشى السلبيات المتواجدة الآن، لذلك يجب عدم الحكم عليها من خلال فترة صغيرة.

وأوضحت أن هذه الخطة تعتمد على الفكر والإبداع، وتغيير دور المدرس لكي يصبح دوره إدارة الحوار ومساعدة الطلاب على البحث والابتكار، كما يجب أن يتم وضع خطة للتعليم الجامعي، حتى يواكب التطور في التعليم بشكل عام.

المساواة في التعليم

فيما قال د. طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن ثورة 23 يوليو، حققت المساواة بين فئات المجتمع، منوها بأن هناك اختلافا كبيرا بين مجانية التعليم في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عن الوقت الحالي؛ حيث كان يتم تقديم خدمة للطلاب بالمدارس مقابل الرسوم الرمزية التي يتم دفعها في المدارس، وكان يقدم التعليم بشكل جيد.

وأضاف "نور الدين"، أن ما نحتاج إليه هو الحصول على خدمة من المدارس مقابل الرسم التي يحصلون عليها، وذلك للالتزام بما نص عليه الدستور بمجانية التعليم، لكن الآن أصبح الوضع متغيرا؛ حيث أصبحت المدارس تطالب بمصروفات لمختلف الأنشطة، مما يعتبر اختراقا في مجانية التعليم، وعدم تطبيق القانون.

انتهاك مجانية التعليم

وأكد معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، أن الدروس الخصوصية تنتهك مجانية التعليم، لافتا إلى أن تدهور التعليم بدأ مع بداية التسعينيات، وانتشار الدروس الخصوصية، وزيادة المدارس الخاصة والدولية.

ونوه بأن عودة مجانية التعليم بشكل حقيقي يحتاج إلى اهتمام الدولة بالمدارس الحكومية، وأن يكون هناك إستراتيجية واضحة للتركيز على مجانية التعليم، ووضع خطط عاجلة للقضاء على الدروس الخصوصية، والعمل على عودة المعلمين إلى المدارس مرة أخرى، والقضاء على الكثافة العددية داخل الفصول بالمدارس.

ومن جانبه، قال د. كمال مغيث، الخبير التربوي، باحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن مجانية التعليم، كان مطلبا أساسيا للحركة المصرية الدستورية الحديثة، لافتا إلى أن التعليم كان مجانيا منذ عهد محمد علي، ولكن لم يكن هناك تعليم شعبي، حيث كان يتم اختيار عدد معين من الشباب لكي يحصل على التعليم مجانيا، وبعد الحركة الدستورية الحديثة، نص الدستور على "جعل التعليم في المدارس الأولية مجانيا"، حيث نجح  طه حسين، بإقناع حزب الوفد، بجعل التعليم الأولي مجانيا، وبعد أن أصبح وزير المعارف، عام 1950 جعل المرحلة الثانوية مجانا.

وأضاف "مغيث"، أن ثورة 23 يوليو، قدمت الكثير من المكاسب للشعب المصري، ومن أهمها هو مجانية التعليم؛ لجميع فئات المجتمع، متابعا "بعدد مرور سنوات أصبح مجانية التعليم مجرد تسجيل اسم في سجل المدارس فقط".

مجانية بدون تعليم

وأشار إلى أن الأهالي ينفقون على التعليم الموازي كالدروس الخصوصية بشكل كبير، وأصبح التعليم لا يقدم بشكل جيد بالمدارس، مما أدى إلى وجود بعض الشباب الحاصلين على دبلومات لا يعرف القرءاة أو الكتابة، مضيفا "التعليم في المدارس وصل إلى حالة كبيرة جدا من التدهور، وأصبح هناك (مجانية بدون تعليم) في المدارس".

ونوه بأن من بعد الثورة وحتى أواخر الثمانينيات لم يكن هناك شخص في مدرسة غير متعلم؛ حيث كانت المدارس والمعلمون يقدمون التعليم للطلاب بشكل جيد.

وشدد الخبير التربوي، على أن عودة التعليم مرة أخرى تحتاج إلى مشروع وطني تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتم إعادة صياغة أهداف التعليم وتحقيق مجانية التعليم، والتخلص من الدروس الخصوصية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: