Close ad

من إفلاس البنوك إلى توقف حركة الطيران.. "الشائعات" سلاح الأعداء لضرب الثقة بين الشعب والدولة

15-7-2018 | 19:01
من إفلاس البنوك إلى توقف حركة الطيران الشائعات سلاح الأعداء لضرب الثقة بين الشعب والدولة الجرائم الإلكترونية
إيمان فكري

أجمع خبراء أن سلاح الشائعات التى تستخدمه قوى الشر ضد مصر خلال الآونة الأخيرة يستهدف كسر إرادة المصريين ولفت اهتمامهم عن مشروعات التنمية من خلال ترويج الأكاذيب حول ما يتحقق من انجازات بهدف التشكيك فى هذه المشروعات والعمل على ضرب الثقة بين الشعب والدولة 

موضوعات مقترحة

وحذروا المواطنين من السقوط فى فخ الشائعات واشاروا  إلى أنه باستعراض ما يتم ترويجه من شائعات كاذبة يتبن الهدف الخبيث من وراء ذلك حيث تم نشر شائعة  أن وزارة التموين قررت إضافة مادة لإضعاف خصوبة الرجال على أرغفة الخبز، وأيضًا حول إفلاس البنوك المصرية بعد رفع أسعار المحروقات، وأن المواطنين لم يتمكنوا من سحب أموالهم، وبيع أرض مصر حول قناة السويس للإمارات، وتغيير السرينة الخاصة بسيارات الإسعاف، كما تم  استغلال انفجار مخزن فى محيط المطار على أنه بالمطار نفسه وأن حركة الطيران توقفت ,,  والكثير غيرها من الشائعات والأكاذيب الإرهابية التي تهدف لزعزعة الاستقرار المالي والأمني وإثارة الفتنة بين المواطنين والدولة.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد مهران، أستاذ القانون العام، ومدير مركز القاهرة للدراسات القانونية، أن مواقع التواصل الاجتماعي بعد ثورة 25 يناير، أصبحت سوقًا لبيع الأفكار والآراء، كما أنها أصبحت متاجرة للإرهاب لنشر الشائعات والأكاذيب على المواقع الإلكترونية، مثل انتشار شائعة أن رغيف العيش يوجد به مادة تعمل على تقليل نسبة الخصوبة للرجال، وإغلاق مطار القاهرة بعد السيطرة على الحريق الذي نشب بالقرب من المطار والكثير غيرها.

وأضاف أستاذ القانون العام، أن المشرع المصري حرص على تعديل قوانين جرائم الإنترنت، ثم أضاف قانون الجريمة الإلكترونية، حيث إنه يسعى إلى تجريم وتشديد العقوبات على هذه الجرائم، لأنها من أحد صور الجرائم الإرهابية، مما تسببه من أضرار للدولة وتشويه الوجدان الفكري للمواطنين لإيقاع الفتنة بين المواطن والدولة.

وأكد أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأولى لمعظم شباب هذا الجيل، كمتنفس لهم للتعبير عن آرائهم، والسخرية من كل شيء، وبث أفكار غريبة ومشوهة لإشغال الفراغ الفكري والزمني، لافتا أن الشباب أصبح غير واع بأنه يتم استغلاله ضد الدولة.

وتابع، أن هذه الجماعات الإرهابية تستهدف شريحة معينة من الشباب ضعاف النفوس لاستخدامهم في تحقيق مصالحهم ضد الدولة المصرية، لتصل إلى انعدام الوعي الفكري والثقة بين المواطن والدولة، وتخوين الدولة والهجوم على مؤسسات الدولة المختلفة، لافتا أن هذه الجماعات تنجح في استفزاز المواطنين بشكل كبير بسبب الشائعات، منوها أنه يجب تشديد العقوبات، وسرعة تنفيذ الإجراءات القانونية ضد هؤلاء الإرهابيين، لزيادة الثقة ورجوعها مرة أخرى بين المواطنين والدولة.

وأشار مدير مركز القاهرة للدراسات القانونية، إلى أنه يجب أن يكون هناك لجان إلكترونية تقوم بالرد على الشائعات في أسرع وقت، لكي لا تسمح بانتشار الشائعة، كما يتم نشر حقيقة الأمر في بيانات من الحكومة، وفي الإعلام المرئي وغير المرئي، وذلك لأن تأخير الرد على الأكاذيب والشائعات يؤدي إلى تثبيت تلك المعلومات المغلوطة في عقول المواطنين، وتؤثر بشكل كبير على نفوس المواطنين، فيجب قتل الشائعة قبل انتشارها، كما يجب أن يتم توعية المواطنين للحصول على المعلومات الصحيحة من المصادر الموثوق بها.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الشائعة عبارة عن معلومات مغلوطة وغير صحيحة يتم نشرها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، فيصدقها المواطنون سريعا، لافتا أن هناك مجموعة من المنصات تهدف إلى ضرب استقرار الدولة والروح المعنوية للشعب المصري والقضاء على السياحة وزعزعة الأمن، ووراء هذه المنصات يد من الخارج.

وأكد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أنه يجب أن يكون هناك سرعة في بث المعلومة الصحيحة، والرد على الشائعات في نفس وقت بثها، حتى لا يتم نشرها بصورة كبيرة تجعل من الصعب عدم تصديقها، لافتا أن غياب المعلومات الصحيحة وتضاربها وإذاعتها في وقت متأخر بعد انتشار الأكاذيب هو سبب رئيسي في انتشار المعلومات المغلوطة بحجم كبير تجعل من الصعب تصديق المعلومة الحقيقية.

وأضاف، أنه يجب أن يكون هناك موقع إلكتروني، ومصادر رسمية موثوق بها، تعمل للرد على الشائعات، مشيرا إلى أن المواطن له دور كبير لعدم الانسياق وراء الشائعات والأكاذيب الإرهابية، ويجب توعيته بأن هناك متربصين منتظرين وجود أي أزمة لإيقاع الدولة المصرية، لافتا أنه يجب على المؤسسات الإعلامية توعية المواطنين بشكل كبير، والتأكد من مصدر المعلومات التي يتم نشرها.

وتابع، أن بث المعلومة الصحيحة بشكل سريع يحصن المواطن من هذه الشائعات الهادمة، وتجعله يعتمد على المصادر الحقيقية، والتوجه إليها فور حدوث بلبلة في أمر ما، كما أن التوعية ستجعل المواطنين لديهم قدرة في التفرقة بين الشائعة والحقيقة.

كما قالت الدكتورة صافيناز المغازي، خبيرة علم النفس والاجتماع، أن ظاهرة الشائعات والأكاذيب منتشرة منذ القدم، تظهر عند وجود أزمات بالدولة، لافتا أن هذه الظاهرة انتشرت بسبب انعدام الوعي لدى المواطنين، وانتشار القلق والتوتر بين الشعب المصري، والمستفاد الوحيد من هذا القلق وعدم وجود الوعي هي الجماعات الإرهابية.

وأضافت خبيرة علم النفس والاجتماع، أن هذه الجماعات الإرهابية تعمل على إثارة البلبلة والقلق بين الشعب فتؤثر بشكل سلبي على المواطن، وتزيد حالات الضغط عن طريق نشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة، مثلما حدث من شائعات بعد الحريق التي نشب بالقرب من مطار القاهرة، وبالرغم من أن الصور توضح أن الحريق ليس بالمطار، إلا أنه سرعان ما تم التصديق أن الحريق بالمطار، وتم إغلاقه.

وأكدت، أنه يجب تعليم الشعب كيفية التفكير، والبحث عن مصدر المعلومة التي ظهرت للوصول إلى حقيقة الأمر من مصادر موثوق بها، لافتة أن الإعلام والصحافة لهم دور كبير في توعية الشعب عن طريق الرد فور صدور معلومات مغلوطة قبل ترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يجب أن يكون هناك متحدث مسئول عن الرد على الأكاذيب وإصدار البيانات الرسمية، وذلك لتحصين الدولة أيضًا، لأنه عند تأثر المواطن بتلك المعلومات المشبوهة سوف يؤثر على الدولة بشكل سلبي، وفي هذا الوقت يتحقق ما تهدف إليه الجماعات الإرهابية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: