Close ad

" العفن الهبابي" يهدد عرش المانجو بالإسماعيلية.. ونقيب الفلاحين: 50% من المحصول غير صالح

4-7-2018 | 11:58
 العفن الهبابي يهدد عرش المانجو بالإسماعيلية ونقيب الفلاحين  من المحصول غير صالحالعفن الهبابى على ثمار المانجو
شيماء شعبان

"مانجو الإسماعيلية"، ليس هناك مواطن مصري لا يعرف قيمة وأهمية هذا المحصول الإستراتيجي، والذي أصبح مهددًا بالاختفاء نتيجة مرض"العفن الهبابى"، الذي أصاب أشجار المانجو، ويرى الفلاحون أن المبيد الذي تقدمه الجمعيات غير فعال، وأن الموسم الحالي سيشهد نقصًا بنسبة 70% من إنتاج الإسماعيلية، وهو ما يعنى أن سعر المانجو قد يرتفع، وذلك لأن الإسماعيلية تنتج وحدها ما يقرب من 50% من إجمالي الإنتاج.

موضوعات مقترحة

تقرير رسمي
وقد كشف تقرير رسمي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، الممثلة في الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، عن الانتهاء من معالجة 57 ألفا و432 فدانا مزروعة بأشجار المانجو بمحافظتي الإسماعيلية والشرقية، ضد الحشرات القشرية المسببة لظاهرة "العفن الهبابي" لأشجار المانجو، وذلك ضمن مساحة 59 ألفا و520 فدانا، مصابة بهذه الحشرة بالمحافظتين.

وأوضح التقرير أن المساحة المزروعة بأشجار المانجو المصابة بمحافظة الإسماعيلية والتي تم الانتهاء من تقليمها بلغت نحو 45 ألفا و846 فدانا من أصل 47 ألفا و720 فدانا مصابة، فضلًا عن 11 ألفا و586 فدانا بمحافظة الشرقية، من أصل 11 ألفا و800 فدان مصابة بهذا المرض بالمحافظة.

عمليات المكافحة
وأشارت الوزارة في بيان أنه تم إجراء كل عمليات المكافحة والرش والتطهير والمعالجة، لتلك المساحات، حيث تم رش مساحة 52 ألفا و152 فدانا بالمحافظتين بالمطهرات الفطرية منها 40 ألفا و696 فدانا بمحافظة الإسماعيلية، و11 ألفا و456 فدانا بمحافظة الشرقية، كذلك رش مساحة 34 ألفا و606 فدادين بالصابون البوتاسي بالمحافظتين، منها 23 ألفا و360 فدانا بمحافظة الإسماعيلية، و11 ألفا و246 فدانا بمحافظة الشرقية، كذلك 25 ألفا و100 فدان تم رشها بالزيت المعدني بالمحافظتين منها 19 ألفا و574 فدانا بمحافظة الإسماعيلية و5526 فدانا بمحافظة الشرقية.

العفن الهبابي
يقول الدكتور أشرف خليل مدير معهد بحوث أمراض النباتات بمركز البحوث الزراعية لـ"بوابة الأهرام": أن مرض العفن "الهبابي الأسود" أو بقعة "السخام"، و يكون شائعا وجوده في بساتين المانجو أينما وجدت "الندوة العسلية" وهى المواد السكرية التي تفرزها الحشرات الثاقبة الماصة مثال "الحشرات القشرية، المن، والبق الدقيقي"، حيث إن نتيجة الندوة العسلية يتكون غشاء رقيق اسود ناعم يغطى سطح الأوراق والسيقان و ثمار المانجو نتيجة نمو الفطريات المختلفة، مضيفًا أن هذه الفطريات غير مسببة للأمراض "فطريات رميه"، لأنها لا تدخل في أنسجه النبات أو تمتص العناصر الغذائية، واعتمادها الأساسي في التغذية ليس من العائل "المانجو" مباشرة ولكن من المواد السكرية المعروفة باسم "الندوة العسلية".

المزارع المهملة
ويشير خليل إلي الأضرار التي يسببها الفطر ليس مباشرة ولكن غير مباشره حيث أن وجود الغشاء الرقيق الأسود الناعم على سطح الورقة يعوق عمليه التمثيل الضوئي في الورقة التي تعتبر مصنع الغذاء للنبات، موضحًا أنه لوحظ انتشار المرض في محافظه الإسماعيلية وخصوصا على الصنف "الزبدة" كما لوحظ انتشاره في المزارع المهملة التي لا تهتم بعمليات التقليم "حيث تعتبر أحد عوامل المكافحة المهمة وذلك لفتح قلب الشجرة لدخول الضوء والتهوية" وعدم إزالة الحشائش"حيث تعتبر عائل ثانوي للحشرات".

طبقة سوداء
ويوضح خليل أن هذا المرض يتميز عن طريق وجود طبقه سوداء غشائية رقيقة ناعمة تغطي سطح الأوراق والسيقان والثمار، وهذه الطبقة تتباين من حيث السمك من طبقه رقيقة، أو شبكات منتشرة داكنة اللون من الهيفات الفطرية، في الإصابات الشديدة، وتظهر الشجرة بلون اسود وذلك نتيجة الإصابة الشديدة "بالعفن الهبابي الأسود" على سطح الأوراق والأغصان والأوراق المتضررة، تتجعد وتذبل تحت ظروف الجفاف، لأن الإنتاج العالي من كتل الجراثيم السوداء التي تلتصق على سطح الورقة، نظرًا لوجود الندوة العسلية اللزجة، حيث تظهر أوراق الشجرة باللون الأسود، ويصبح شكل الشجرة سيئ المظهر، وبالتالي سمى المرض بهذا الاسم "العفن الأسود" شدة الإصابة تعتمد على كثافة إفراز المواد السكرية عن طريق الحشرات.

المسبب المرضى
ولفت مدير معهد بحوث أمراض النباتات أن مرض العفن الأسود يتسبب عن الفطريات التالية:
Meliola mangiferae Earle, Capnodium mangiferae Cke. and Borwn, Capnodium ramosum Cke., Tripospermum limacinula, Trichopelteca,
Chaetothyrium, Antennulariella, Capnodendron, Scorias, Scolecoxyphium and Tripospermum acerinum Syd. Speg.

طرق المكافحة
وينصح الدكتور أشرف خليل بإتباع خطوات طرق المكافحة التالية لتجنب الإصابة بهذا المرض كالآتي:
1- يتم التوصية بالتقليم الأشجار في الموعد المناسب وإزالة الأفرع الجافة والميتة والمتشابكة لفتح قلب الشجرة وذلك للتهوية وإدخال أشعه الشمس، لأن هذا المرض ينتشر بشده في البساتين القديمة والكثيفة والمهملة في عمليات التقليم حيث تقل فيها أشعه الشمس.
2- المكافحة الحشرية باستخدام المبيدات الحشرية الموصي بها، حيث أنها السبب الرئيسي لهذا المرض نتيجة نمو الفطريات على الندوة العسلية.
3- الرش بمحلول الصابون البوتاسى بتركيز 1% وذلك لإزالة الأثر المتبقي الناتج عن نمو الفطريات المترممة والمصاحبة لمظهر مرض العفن الهبابى.

ورش عمل
و يضيف خليل بقيام معهد بحوث أمراض النباتات بعمل عديد من ورش العمل وأيام الحقل والندوات الإرشادية والمحاضرات العلمية والدورات التدريبية في عديد من مديريات الزراعة المختلفة ومحطات البحوث الزراعية وأيام الحقل في المزارع الخاصة للمزارعين متضمنة اكبر عدد من المزارعين في المنطقة التي يقام بها يوم الحقل، وذلك للتعريف بأهم الأمراض التي تصيب محصول المانجو واهم طرق المكافحة.

التغيرات المناخية
ومن جانبه يرى الدكتور غريب شبل مدير معهد بحوث البساتين الأسبق أن ظاهرة تفشي مرض " العفن الهبابي" نتيجة الإهمال وعدم التقليم مسيرًا إلي أن التلاحم والعوامل الجوية والتغيرات المناخية وارتفاع نسبة الرطوبة عوامل مساعدة أدت إلي انتشار المرض، والتي تتسبب في إضعاف الشجر وقت التثمير.
وينصح شبل المزارعين في فصل الشتاء تقليم الشجر ورشه بمادة " الكبريت وأوكسي كلور النحاس"، وذلك للقضاء المبكر على الفطر على أن تكون رشه وقائية، مشددًا على ضرورة إتباع إرشادات معهد بحوث البساتين وإتباع تعليمات المرشد البستاني.

المقاومة الجماعية
ويضيف المهندس ربيع عبادة مدير إدارة الشئون الزراعية بمحافظة الإسماعيلية سابقًا، يأتي انتشار مرض العفن الهبابي بسبب غياب المقاومة الجماعية، مشددًا على ضرورة المكافحة الجماعية لجميع الأشجار حتى لا يتفشي الفطر وتقليل الإصابة.

أين الجهات الرقابية؟
يتساءل المهندس سيد ألصولي ورئيس القطاع الزراعي السابق بمحافظة الإسماعيلية ومالك لأحد مزارع المانجو أين الجهات الرقابية؟، أنا أملك 15 فدانًا من محصول المانجو، فالمانجو محصول يحتاج إلي حرارة وجفاف، ولكن الجو ملئ بالرطوبة وليس الجفاف وهذا يساعد على انتشار المرض، مشيرًا إلي أن المقاومة الجماعية وعدم تقليم الأشجار تؤدى إلي انتشار المرض لأنه ينتقل عن طريق الهواء، لا بديل عن الرش والمقاومة الجماعية.
ولفت الصولي أنه في السابق كان يتوفر لي الجمعيات الزراعية مواتير رش تقوم برش زمام الجمعية بالكامل حيث كان الرش إجباري وينفذ على عكس ما يحدث الآن.

%50 من المانجو غير صالحة للبيع
وفي السياق ذاته شدد حسين أبو صدام نقيب الفلاحين على ضرورة وجود سياسة متبعة وتحركات فورية لمكافحة تلك الأمراض، بعد تفشي الوباء وانتشاره، حيث أن أكثر من 50% من المحصول بالإسماعيلية غير صالح للبيع، لافتًا أن المبيدات التي يتم شراؤها من السوق السوداء لعدم توافرها بالجمعيات الزراعية غير فعالة هذا بالإضافة إلي غياب تام لدور الإرشاد الزراعي عن المنظومة الزراعية بالكامل.

وطالب أبو صدام وزارة الزراعة بضرورة توفير الأدوية اللازمة لمكافحة الآفات بالجمعيات الزراعية خاصة بعد ارتفاع الأسعار انخفاض وذلك لأن تلك الآفات تمثل خطرًا كبيرًا على المحاصيل الزراعية كافة.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: