Close ad

القاهرة الثانية عالميًا .. تلوث الهواء يدق ناقوس الخطر ويكلف مصر 60 مليارًا

14-5-2018 | 22:51
القاهرة الثانية عالميًا  تلوث الهواء يدق ناقوس الخطر ويكلف مصر  مليارًا تلوث الهواء
شيماء شعبان

تعد أزمة التلوث إحدى أكبر المنغصات التي تواجه حياة الإنسان، وعلى الرغم من أنها من صنع يده، فإنه لا يدرك مدى خطورتها إلا بعد فوات الأوان، إلا أن "تلوث الهواء" أصبح مشكلة كبرى في العالم اليوم، فالبشر في مختلف أنحاء العالم يتنفسون الهواء الملوث، دون التفكير في الضرر الذي يسببه ذلك لهم، ولكوكب الأرض بشكل عام.

موضوعات مقترحة

4.2 مليون حالة وفاة 

نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا، تقول فيه، إن نحو 7 ملايين شخص يموتون كل عام بسبب التعرض للهواء الملوث.

وبحسب تقرير المنظمة، تسبب تلوث الهواء خارج المنازل وحده في نحو 4.2 مليون حالة وفاة في عام 2016، في حين تسبب تلوث الهواء المنزلي من الطهي باستخدام الوقود والتقنيات الملوثة في وفاة ما يقدر بنحو 3.8 مليون شخص في الفترة نفسها.

وجاء ترتيب المدن الأكثر تعرضًا لتلوث الهواء في الفترة من عام 2011 إلى 2015:

1-نيو دلهي - الهند
2- القاهرة - مصر
3- دكا - بنجلاديش
4- كلكتا - الهند
5- مومباي - الهند
6- بكين - الصين
7-شنغهاي - الصين
8-إسطنبول - تركيا
9- مكسيكو سيتي - المكسيك
10--ساو باولو- البرازيل
11-بوينس أيرس - الأرجنتين

وقد أثبتت معظم الدراسات الحديثة التي أجريت في هذا الصدد، أن ملوثات الهواء تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يقود بالتالي إلى تغير طويل الأجل في مناخ كوكب الأرض، الأمر الذي من شأنه في النهاية أن يضر بالحياة على سطح الكرة الأرضية.

الازدحام المروري

يقول المهندس حسام محرم، مستشار وزير البيئة السابق، لـ"بوابة الأهرام": يحاصر التلوث بأنواعه حياة المصريين، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر، فيعد تلوث الهواء الجوي من أهم تلك الآثار البيئية المباشرة الناجمة عن غازات العادم الناتج من حرق الوقود، والذي تزداد معدلات استهلاكه كلما زاد الازدحام المروري.

ويشير محرم كذلك إلى "تراجع متوسط سرعة المركبات وزيادة التوقفات، فضلًا عن سوء صيانة محركات المركبات، وما يؤدي إليه من ارتفاع معدلات استهلاك الوقود، وبالتالي زيادة كمية غازات العادم، فالازدحام المروري يتسبب في آثار بيئية مباشرة، والتي تؤدي بدورها إلي تداعيات بيئية وصحية واقتصادية واجتماعية أبعد من تلك الآثار البيئية المباشرة".

التطور التكنولوجي

ولفت محرم، إلى أن التطور التكنولوجي الحديث "أسفر عن استحداث ما يسمي بنظم النقل الذكية، التي تسهم في الحد من التلوث البيئي الناتج من حركة المرور، نظرًا لما تتضمنه هذه النظم من مكونات تؤدي إلى تخفيض استهلاك الوقود ورفع كفاءة المحركات، وبالتالي خفض معدلات تلوث الهواء الناتجة عن عوادم احتراق الوقود".

وأضاف: ليس أمامنا إلا أن نواكب التطور التكنولوجي تدريجيًا، وصولًا إلى الفوز بالثمرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية لتلك المكتسبات التكنولوجية، التي توفر فرصًا إستراتيجية لاحتواء الآثار البيئية لمنظومة النقل في مصر، وما يترتب على ذلك من تحسن كبير في مؤشرات الصحة العامة.

التعامل غير السليم

ومن جانبها، ترجع الدكتورة شيرين فراج، عضو مجلس النواب، أهم أسباب تلوث الهواء إلى التعامل بشكل غير صحيح في التخلص من المخلفات الصلبة، وحرق المخلفات الزراعية، وعوادم السيارات، لافتة إلى أنه "من أهم أسباب تلوث الهواء بالقاهرة الكبرى، المصانع المتاخمة لها".

60 مليار جنيه خسائر

وتضيف فرج، أن وزارة البيئة "لم تقم بالدور المنوط بها لوضع إستراتيجية لإدارة المخلفات الصلبة والاستفادة منها، ووضع مراصد الهواء بعيدة عن مناطق الانبعاث الشديدة، فمنطقة شرق القاهرة، وهي موجود بها أكبر كتلة سكانية، أغلب الوفيات بها كانت نتيجة أمراض تنفسية وصدرية، طبقًا لتقارير وزارة الصحة"، مشيرة إلى أن "الأضرار الناتجة عن تلوث الهواء تصل إلى 60 مليار جنيه، في حين أنه عند تدوير تلك المخلفات يمكن تحقيق 75 مليار جنيه كربح منها، لذلك، أطالب وزارة البيئة بوضع إستراتيجية لتدوير المخلفات الصلبة، حفاظًا على البيئة وصحة المواطنين".

وتشير فرج، إلى "ارتفاع حصيلة التخلص من المخلفات يوميًا، والتعامل معها بشكل خاطئ في منطقة شرق القاهرة، إما بالحرق أو التعامل غير الصحي، الذي يؤدي إلى الإصابة بالأمراض التنفسية والصدرية والسرطان، وتدمير المخ لدى الأطفال، نتيجة انبعاث تلك الأبخرة والغازات، طبقًا لآخر تقرير صادر من وزارة الصحة في أواخر أبريل الماضي".

أزمات صدرية وتنفسية

وفي السياق ذاته، ترى الدكتورة إيمان محمود فودة، رئيس قسم أمراض صدر الأطفال بطب عين شمس، أن تلوث الهواء يعد "أحد الأسباب الرئيسة للإصابة بأزمات الصدر، بدءًا من دخان السجائر، وحتى حرق القمامة"، مشيرة إلى أن "هذه الأبخرة تدخل على الجهاز التنفسي للأطفال مباشرة، مسببة ضيقًا في الشعب الهوائية، مع انخفاض في مستوى الأكسجين في الدم، واحتياج الطفل إلى الرعاية المركزة، فكلما كان سن الطفل أصغر، يكون تأثير الملوثات عليه أقوى، لأنها تؤدى إلى تغيرات دائمة أو مستديمة في الشعب الهوائية، والإصابة بأمراض الرئة".

وتشير فودة، إلى أن "الإحصائيات أثبتت إصابة 17% من أطفال المدارس بحساسية الصدر بعدة محافظات"، لافتة إلى أنه "تم قياس وظائف التنفس في بعض المناطق التي بها مصانع بشكل مكثف، كمحافظة السويس، وكانت النتيجة انخفاضًا ملحوظًا في وظائف التنفس في الأطفال المتواجدين بجوار مصانع الأسمدة والكيماويات".

وتنصح فودة بمنع التدخين نهائيًا داخل المنزل، وعدم اصطحاب الأطفال للأماكن ذات نسب التلوث العالية، مثل المصانع والأماكن المزدحمة بالسيارات، لأن العوادم لها تأثير سيئ على الرئة".

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة