Close ad

المهمشون في التعليم.. ذوو القدرات الخاصة يبحثون عن مكان لهم في النظام الجديد

9-5-2018 | 19:31
المهمشون في التعليم ذوو القدرات الخاصة يبحثون عن مكان لهم في النظام الجديد ذوو القدرات الخاصة
داليا عطية

لا يزال ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من نظرة المجتمع السلبية التي تطاردهم والغياب المستمر لوضعهم بالقرارات الحكومية المتعلقة بهم والتي آخرها النظام الجديد للتعليم الذي يكاد يخلو من تفاصيل الآليات الجديدة التي سيتم التعامل بها مع تلك الشريحة من الطلاب الذين يحتاجون رؤية استثنائية في تقديم الخدمات التعليمية

موضوعات مقترحة

النظام  الجديد، الذي أعلنه وزير التربية والتعليم، أشار في نقطة فرعية تحت محور أهداف التعليم، إلى استثمار القدرات الخاصة والأوقات الحرة في تنمية المعارف وجوانب الإبداع والابتكار وروح المبادرة بالعمل والاستثمار فيه، لكنه لم يتضمن تفاصيل لخطة واضحة لوضعية تعليم ذوي القدرات الخاصة، رغم الأهمية الكبيرة التي توليها لهم الدولة وتخصيصها "2018" كعام لذوي القدرات الخاصة .

 "بوابة الأهرام" حاولت الإجابة عن عدة تساؤلات عن موقع ذوي القدرات الخاصة علي خريطة النظام الجديد للتعليم، وهل لدي الوزارة رؤية واضحة لمراعاة هؤلاء الطلاب فيما يتعلق بالآليات والأدوات التي يحتاجونها؟، وهل تمت مراعاة الأساليب الجديدة بالتعليم وتوفيرها في مدارس تلك الشريحة من الطلاب؟.

تهميش جديد

يقول الدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ التربية بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن الطلاب ذوي القدرات الخاصة والمكفوفين يعانون تهميشًا مجتمعيًا في النظام التعليمي الجديد فلم يتحدث عنهم الوزير حتى الآن، قائلاً :" تصريحات الوزير تجاهلت ذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين".


ويضيف أن النظام الجديد للتعليم تضمّن في عرضه وجود أنشطة خاصة بتنمية المواهب منها دراسة الموسيقي والفنون والمسرح، فضلاً عن التربية الرياضية، مشيرًا إلي حاجة هؤلاء الطلاب إلي عناية خاصة لممارسة هذه الأنشطة، فيقول في استفهام هل تضمّن النظام الجديد للتعليم توفير الاحتياجات اللازمة لهذه الشريحة من الطلاب لممارسة الأنشطة دون وجود عوائق في ذلك ؟

ويتابع "عبدالعزيز" فيقول نحن كخبراء تربية نرحب بالثورة التعليمية التي تحدث الآن ونأمل الارتقاء بالوطن، ولا سبيل لذلك سوى الاستثمار في أبنائه منذ مرحلة رياض الأطفال، ولكن ينبغي مراعاة كافة الشرائح، خاصة ذوي القدرات الخاصة والمكفوفين، وعدم تجاهل هؤلاء الطلاب وتوفير البيئة التعليمية المناسبة لهم، لتمكينهم من التعليم دون عوائق .

تعليم للجميع

يتساءل النائب خالد حنفي عضو اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب في تصريحات خاصة لـ "بوابة الأهرام" عن تجاهل ذوي الإعاقة في النظام التعليمي الجديد، فيقول إنه يجب عرض خطة وزارة التربية والتعليم فيما يخص الخدمات والمزايا المقدمة لهؤلاء الطلاب سواء من خلال إستراتيجية جديدة منفصلة لتطوير العملية التعليمية لهم أو أخرى تتصل بالإستراتيجية العامة لتطوير التعليم .

ويضيف أن هذه الشريحة من الطلاب جزء لا يتجزأ من المجتمع ولا ينبغي تجاهلهم في النظام الجديد للتعليم، مشددًا على ضرورة توضيح دورهم وكيفية التعامل معهم أثناء العملية التعليمية.

ورغم تصريحات الوزير بوجود 40 ألف طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة مقيدين بالمدارس ودمج 37 ألف طالب منهم في المدارس العامة، يقول أحمد رأفت، رئيس السوشيال بالشركة الوطنية للمؤتمرات والمعارض الدولية،  ومن ذوي القدرات الخاصة، إن هؤلاء الطلاب مازالوا يعانون نفور المجتمع، وإن المدارس غير مرنة في استقبالهم، والرفض هو سيد المشهد لأولياء الأمور أثناء التقديم لأبنائهم داخل المدارس العامة.

وأشار إلى أن المدارس متشبثة في رفضها هذا بالخوف من حدوث احتكاك بين هؤلاء الطلاب والطلاب العاديين، مُطالبًا وزير التربية والتعليم بمراعاة هذه الأزمة في النظام الجديد للتعليم ووضع قرارات صارمة علي المدارس، لأن هذا الرفض يُشكل عائقًا كبيرًا لدى أولياء الأمور، فضلاً عن الضرر النفسي الذي يسببه والحاجز الذي يصنعه بين هؤلاء الطلاب وبقية أفراد المجتمع .

حق مشروع
ويضيف "رأفت" أن النظام الجديد للتعليم يفتقر إلي توضيح أوضاع الطلاب ذوي الإعاقة بمختلف أنواعها سواء كانت بصرية أو حركية أو سمعية، وأنه مازال حتى الآن يبحث عن تفاصيل الخدمات والمزايا المقدمة لهم داخل هذا النظام الجديد .

ويتابع أن هذه الشريحة مازالت تعاني تهميشًا رغم أن الدولة خصصت 2018 عامًا لها، ولكن ما بدا من تصريحات وزير التربية والتعليم والمتحدث الرسمي يؤكد أن التهميش مازال مستمرًا حيث لم يتحدث الوزير حتى الآن عن إحصائيات واضحة لعدد هؤلاء الطلاب ونوعية الإعاقة الخاصة بهم .

ودعا "رأفت" إلى إلقاء نظرة عادلة على ذوي القدرات الخاصة في المراحل التعليمية المختلفة لأن التعليم هو المنفذ الوحيد لهؤلاء للمشاركة في المجتمع والتأثير فيه كأفراد منتجة وفعّالة، لتصبح بذلك مُضيفة للمجتمع وليست عالة عليه، كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي .

ويطالب "رأفت" بالالتفات من قِبَل وزارة التربية والتعليم الى هؤلاء الطلاب وتوفير لهم الآتي :

 تفعيلمنظومة التعليم عن بُعد لإزالة مشقة الطريق عن هؤلاء الطلاب أثناء ذهابهم الي المدرسة أو توفير وسيلة انتقال مناسبة لإعاقة كل فرد .
توفير أجهزة إلكترونية للدراسة مناسبة لقدراتهم المحدودة للتمكن من استخدامها ومنحهم هذه الأجهزة لمواصلة التعليم من المنزل بأسعار رمزية .
الاستعانة بخبراء في تقديم دورات تأهيلية للمعلمين لإجادة التعامل مع هؤلاء الطلاب، خاصة فيما يخص الجانب النفسي
تخصيص أماكن داخل الفصول لهؤلاء الطلاب تتناسب مع كل إعاقة وتحديد هذه الأماكن في مقدمة الفصل .

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: