Close ad

"الأسطوات".. أمراء الحرف اليدوية.. أين اختفوا وكيف يعودون؟ | فيديو وصور

22-1-2018 | 16:26
 الأسطوات أمراء الحرف اليدوية أين اختفوا وكيف يعودون؟ | فيديو وصورصناعة الفخار اليدوي
أنهار بكر

غياب أجيال جديدة من "الأسطوات" في الحرف والصناعات اليدوية والتراثية، أصبح يهدد هذه المهن بالانقراض والتلاشي في سنوات قليلة مقبلة.

موضوعات مقترحة

وترجع كلمة " الأسطى" إلى لفظ عثماني كان يعني المُعلم أو الخبير، ولكن تُعني في أساسها الصانع الحرفي المتمكن من صنعته، ونتيجة لما تضمنه هذا اللفظ من معان، فقد انتشر في بيروت والعديد من المدن الشامية ومصر، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من الطابع الحرفي المصري، يطلقونه علي المتميز منهم في صنعةِ ما.

وقد اهتمت "بوابة الأهرام" للبحث عن أسباب بتراجع مهنة "الأسطي"، وبدأت في البحث عنهم في التحقيق التالي..

أسطوات فوق الستين
سيد أنيس، أو كما يُطلق عليه العديد من أسطوات الحي، "شيخ حرفة النقش علي النحاس"، رجل ستيني يجلس في ورشته منكبًا على طبق من النحاس ينتهي من حفر النقوش عليه، وحيدًا دون مساعدين من عمال آخرين، في ورشته القديمة التي ورثها أبا عن جد، عمل هو بالورشة، فيما عزف أخواته الثمانية عن العمل بهذه الحرفة.

وكانت "النقش علي النحاس"، هي الصنعة التي ترك أنيس من أجلها المدرسة، لحبه لها ولمساعدة والده وذلك في عام 1956، فعلى الرغم من صغر سنه أصبح هو " الأسطى " في ورشة والده فيما بعد.

أكد أنيس، أن حرفة النقش على النحاس لاقت رواجًا كبيرًا في السبعينيات وحققت للحرفيين دخلًا كبيرًا، ولكنه يلفت إلى أن غلاء المعيشة أصبح عاملاً أساسياً في عدم الإقبال علي تعلم الحرفة من جيل الشباب، وهو الأمر الذي لم يعد بمقدور الأسطوات تحمله، نظراً للمنافسة القوية بين النقش اليدوي، وبين الزنكوغراف، والذي يعتمد على النقش الآلي، وهو الاسرع باستخدام آلات سريعة في الإنتاج، وقد اجتاح هذا النوع السوق منذ عام 2000.

وأضاف أنيس، إلي أن الحل لهذه الأزمة هو بيد الحكومة في المقام الأول، مشيراً إلي أهمية إنشاء مؤسسات لتعليم الأطفال منذ الصغر لهذه الحرف، مؤكداَ استعداده هو وغيره من أرباب الحرف بالمساعدة لتعليمهم، وذلك للمحافظة علي هذا النوع من التراث الفني العريق.

وفي السياق نفسه، قال محسن فهمي أحد أكبر الحرفين في النقش علي النحاس والفضة، إنه كان يوجد جيل من الأسطوات تعلم على يدهم منذ أن كان طفلًا صغيرًا، مشيرًا إلى أن الحرف اليدوية كانت ذات أهمية كبيرة في مصر قبل دخول الآلات، واقترح فهمي حلًا للخروج من أزمة عدم إقبال الشباب على الحرف اليدوية، إلى أهمية إنشاء مدراس خاصة لتعليم هذه الحرف للأجيال القادمة، للحفاظ علي رونق الحرفة وبقاؤها.

شباب يبتعدون عن العمل بالحرف اليدوية
وأشار حسن عبد الفتاح (عشريني) ويعمل في بازار في خان الخليلي، إلى أنه لم يتجه عقب انتهائه من مرحلة الثانوية العامة إلى تعليم حرفة، مؤكدًا أن الدخل الذي تدره لا يكفل حياة كريمة، نظرًا للظروف الاقتصادية الطاحنة، وفضل العمل في "بازارا" سياحيا.

وأكد عبد الفتاح، أن انخفاض أعداد الأفواج السياحية، وارتفاع أسعار المواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات، بالإضافة إلي قلة عدد العاملين بها من الشباب جعل أرباب الحرف أنفسهم يتركون تلك الحرف ويلجأون إلي إقامة أي مشروع صغير يؤمن لهم دخل مضمون.

وفي  السياق نفسه يقول خالد محمد (أربعيني)، يعمل في تطعيم الفضيات والنحاس بالأحجار الكريمة، عبر محمد إن الحال لم يعد مثلما كان عليه في السابق، من حيث الإقبال علي الحرف اليدوية، مشيراً إلي أن الزبون لم يعد يبحث عن الفن والمتانة معاً، ولكن اختلفت اتجاهاته بمرور الزمن، للإقبال علي المشغولات المصنوعة بالليزر، وهو ما أدي بدوره، الي عدم رغبة الأجيال في توارث الصنعة، والبحث عن مصادر أخرى للرزق، أسرع وأسهل، مؤكداً كلام سابقيه في ضرورة تحرك الحكومة، بإنشاء مؤسسات لتعليم هذه الحرف.

كيفية توجيه الشباب لهذه الحرف؟
في إطار دور الدولة لدعم الحرفين إقامة العديد من المعارض التي تدعم تسويق منتجاتهم، حيث أقامت المعرض الدولي للحرف اليدوية الذي أُقيم في نهاية العام الماضي للمرة الثانية، تحت عنوان "إبداع من أجل مصر"، وفي إطار ذلك عبر يحيي سعيد عن سعادته بمشاركته في المعرض للمرة الأولي، وأن المعرض كان فرصة كبيرة له للتعرف علي طرق أخري للتسويق والإبداع، مشيراً إلي أن حرفة صناعة الفخار هي من أقدم الحرف التي تتطور مع تطور الزمن، مؤكداً أنها مازالت قادرة علي المنافسة أمام الأدوات الأخرى الحديثة.

وأشار سعيد، إلي أن الإقبال علي تعلم الحرفة يتزايد يومًا بعد يوم، مؤكدًا أن الشباب يقبل علي تعلمها كهواية ليست حرفة، وأنه تم تدريب العديد من الشباب والأطفال علي هذه الحرفة.

أما عادل محمود من محافظة الوادي الجديد، فيقوم بعمل منحوتات يدوية علي خشب النخيل، باعتبارها رمزاً معبراً عن محافظته، حيث أشار إلي رغبته في أن يزداد الاهتمام بهذه الحرفة، وإقامة دورات تدريبية لها، مؤكداً علي أن التسويق بالنسبة إلي منتجه صعب للغاية، وذلك بسبب بعد المسافة، لافتًا إلى أن المعارض التي تقيمها الدولة لها دور كبير في دعم هذه الحرف.

عمران: الغرفة تسعي لتقديم الدعم للحرفين
مسعد عمران رئيس غرفة الصناعات اليدوية، أكد أن نسبة الإقبال علي المعرض الدولي للحرف اليدوية الذي أُقيم في نهاية العام الماضي، تعتبر نسبة ممتازة، نظراً لكونه العام الثاني الذي يُقام به المعرض، الذي كان يشكل فرصة مهمة للحرفيين، لإظهار مدي جودة المنتجات اليدوية للعديد من الجماهير المختلفة في الجنسيات، وأنه فرصة للاحتكاك ومعرفة مدي مناسبة المنتج للسوق.

وأشار عمران، إلي أن مجلس إدارة الغرفة يقوم بالتنسيق مع قاعة المؤتمرات الجديدة، لتخصيص جزء منه ليصبح مركز ثابت للحرف اليدوية علي مدار العام، مؤكداً أن دور الغرفة هو إحياء التراث القديم، وفي مقدمتها الحرف اليدوية، إضافة الي توفير الدعم المادي، والاختيار من بين الحرفيين أصحاب الخبرات، بالإضافة إلي استشاريين لتطوير التصميمات، وإعادتها إلي أصولها كما كانت.

وأضاف عمران، أن الغرفة تقوم بالتعاون مع بنك الإسكندرية، ووزارة الصناعة والتجارة، وجهاز تنمية المشروعات لتمويل مشروع الوحدة الإنتاجية للسجاد اليدوي بأسيوط، بالإضافة إلي تعاون الغرفة مع بنك مصر في مشروع إحياء التراث بقنا، وذلك إيماناً بأهمية دور الصناعات اليدوية في الحفاظ علي التراث.


مبخرة من النحاس منقوشة بفنمبخرة من النحاس منقوشة بفن

تماثيل ومنحوتات  من الفخارتماثيل ومنحوتات من الفخار

دولاب خشبي منحوت يدويدولاب خشبي منحوت يدوي

أواني من الفخارأواني من الفخار

سيدة تعمل على نول خشبسيدة تعمل على نول خشب

سيدة تنسج الخوصسيدة تنسج الخوص

أواني فخارية مزخرفةأواني فخارية مزخرفة

منحوتات وأشكال فنية من الرخاممنحوتات وأشكال فنية من الرخام

حرفي يحفر آيات قرآنية على خوص النخيلحرفي يحفر آيات قرآنية على خوص النخيل

الحرفيين يكشفون سر اختفاء الأسطوات
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة