تفصل بين مشهد قتل الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، بعد مطاردته من مليشيات الحوثي، ومشهد مقتل الرئيس الليبي معمر القذافي علي يد الثوار في ليبيا، 6 سنوات، تغيرت خلالها الظروف والمعطيات السياسية، ولكن لم تختلف مصائر الرئيسين، ولا الحال الذي وصلت إليه اليمن وليبيا.
لحق صالح بنفس مصير، الرئيس الليبي معمر القذافي، الذي قتله الثوار إبان الثورة، ليتحول اليمن السعيد لجحر للثعابين، تتصارع علي السلطة، وتدخل ليبيا نقف مظلم من الصراع المسلح، ليكتب الرئيسان كلمة النهاية لشعبيهما.
قتل صالح علي يد قوي عسكرية، متحالفة مع الحوثيين، الذين استغلوا ثورة الشباب في القفز علي السلطة، وتمزيق وحدة اليمن وتحويله لمرتع للصراع الدولي برعاية إيران، التي حولت اليمن السعيد، إلي يمن ممزق يعاني من ويلات الحرب.
دفع الرئيس اليمني السابق، نتيجة مغامرته السياسية، للاحتفاظ بحكم اليمن، فبعد أن اختار التعاون مع دول الخليج، نكث وعوده ومد يده لمصافحة الحوثيين والتحالف معهم، وما لبث أن انقلب عليهم، ودعا لفتح صفحة جديدة مع التحالف العربي، ودخل في مواجهة عسكرية مع الحوثيين، الذي تربصوا به وقتلوه.
حاول صالح إنهاء الحرب في محاولة لمنع سيطرة الحوثين علي اليمن، ووقف المد الشيعي في جنوب الجزيرة العربية، فدعا الشعب اليمني، أن يهب للدفاع عن اليمن ضد المليشيات الحوثية، ولكن جاءت دعوته متأخرة لتقضي علي طموحاته السياسية.
القبض علي القذافي وقتله في ماسورة صرف
لقي صالح نفس مصير، الرئيس الليبي معمر القذافي، الذي قبض عليه الثوار، وهو مختبئ داخل ماسورة للصرف صحي، وقتلوه بشكل مباشر أمام الكاميرات، لتتمزق خريطة ليبيا، وتتحول لمرتع للجماعات الإرهابية، وينقسم الليبيون لقبائل متقاتلة.
كانت الثورة الليبية، قد اتخذت منحني غير سلمي، بعد رفض القذافي التنحي وترك السلطة، وهو ما استغلته الدول الغربية، لمد يدها لثوار بالسلاح، الذين سيطروا علي عدة مدن في شرق ليبيا، وهو ما تصدت له قوات القذافي، لتدخل الحرب سجال عسكري، حسمته التدخلات الدولية في ليبيا، التي ناصرت تحركات الثوار.
وبعد معارك عنيفة، وعمليات كر وفر بين قوات القذافي، وقوات الثوار المدعومة دولياً، انتقل الرئيس معمر القذافي، إلي مسقط رأسه في مدينة سيرت، بعد أن أصبحت هذه المدينة أخر معاقله، بعد سيطرة معارضيه علي جميع أنحاء ليبيا.
في صبيحة 20 أكتوبر، حاول القذافي الفرار من سرت، غير أنه أسر من الثوار في ليبيا، وكان يصحبه وزير دفاعه وحراسه الشخصيين، أثناء هروبهم من غارة للناتو، استهدفت قافلة القذافي، المكونة من رتل من السيارات، كانت في طريقها لجهة غير معلومة.
لم يمنح الثوار للقذافي فرصة للهرب، فقد طاردوه داخل ماسورة للصرف الصحي، وقبضوا عليه واعتدوا عليه أمام الكاميرات، ثم قتلوه بطلق ناري، وقتلوا من معه وزير دفاعه وابنه المعتصم، وعرضوا صوره وهو مقتول، تغطي وجهه الدماء، في مشهد مشابه لمقتل الرئيس اليمني علي عبد صالح.
تم نقل جثمان القذافي لمدينة مصراته، ليدفن بعدها في مكان سري بالصحراء، ويدفن معه أسرار 40 عاماً، تمكن خلالها من توحيد ليبية، ومنع التناحر العسكري والسياسي، بالرغم مما أحدثه حكمه من تأخر ديمقراطي وسياسي واقتصادي ، كانت فيه ليبيا معزولة عن العالم.
الشعوب تدفع الثمن
قتل القذافي علي يد الثوار، ولقي الرئيس اليمني مصرعه علي يد القوات المتحالفة مع الحوثيين، ودفع الشعبان الليبي واليمني ثمن مغامرتهما السياسية وتمسكهما بالسلطة، ليتحول الوضع الإنساني في اليمن لوضع كارثي، وتتمزق ليبيا لدويلات تسيطر عليها مليشيات مسلحة تأوي الإرهاب.