Close ad

العام الهجري بقنا: عتب المنازل الذى يزول من أجل حفنة أموال زائلة

26-11-2011 | 23:37
العام الهجري بقنا
قنا - محمود الدسوقي
اليوم يمر 1433 عاما على هجرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، من مكة إلى المدينة، تلك الهجرة الموضوعة على واجهة منازل الصعيد والتى يطلق عليها "أعتاب المنازل" التي تؤرخ بالكلمات والأشعار والتي يطلق عليها حساب الجمل، "ماهية الإسلام الحقيقية وجوهره الخالد في دين أعلي قيم العمران على الدمار وأعلي قيم الرحمة على النبات والجبال والحيوان والإنسان".
موضوعات مقترحة


ربما لهذا كله كان عتب المنازل في الصعيد فقط يحتوي هذا التاريخ، ليصنع منحوتا على خشب في صدر الواجهة، تاريخا يؤكد أن العمران أقوي من الدمار برغم المتربصين لتشويه كل القيم الدينية من أجل حفنة أموال زائلة.

في جولة بالصور في شوارع محافظة قنا تطل واجهات منازل الصعيد المحفورة بالتاريخ الهجري وهى الأعتاب التي يقول عنها الأثاري محمود مدني، لـ"بوابة الأهرام": إن الفنان المسلم خشي أن يقوم الزمان بمحو التاريخ الزمني فابتكر "حساب الجمل"، الذي يعنى أن المقطع الشعري إذا أعيد حسابه يعطي التاريخ الذي بني فيه المنزل مثل مقطع "يسد الله شر المنية"، حيث بعملية حسابية متخذة الطريقة التقليدية "أبجد" "هوز" "حط " "الكلمن" يعطى لنا التاريخ وهو عام 1171هـ.
العام الهجري بقنا


يشير مدني، للبيوت الأثرية قائلا: "إن المنازل كانت تسجل الأحداث بالتاريخ الهجري مثل واجهات المعابد، لذلك احتفظت بالتاريخ، مشيرًا إلى أن منازل أقباط الصعيد تضم أيضًا العام القبطي، بجانب التاريخ الميلادي دون حساب الجمل الذي اختصت به منازل المسلمين.

وأشار مدني إلى أن أروع مافي أعتاب المنازل ليست جمالياتها الفنية بقدر ماهى تدفعنا إلى شاعرية الحنين الذي يتغنى فيه الشعراء في وقت الافتقاد للقاطنين في المنزل الذين رحلوا عنه وقت إن أسسوه في تاريخ معين ليؤسس قيم العمران وليس قيم الخراب والتدمير الذي ترفضه قيم الإسلام الخالدة.

يضيف مدني، أن البناء بمواد الأسمنت والخرسانة جعل منازل الصعيد بلا أعتاب لتبقي فقط تلك المنازل "الطينية" التي يصر الأثريون على الحفاظ عليها وتوصيه مالكيها بعدم التفريط فيها برغم الإغراءات المادية التي يريد رجال الأعمال دفعها لهم للتخلص منها وبناء أبراج سكنية على أنقاض تاريخ هجري محفور على المنازل له أكثر من 8 قرون.
العام الهجري بقنا
.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة