Close ad

أنس دنقل: عبلة الرويني أخفت قصائد حب كتبها أمل لـ"ذات العيون الخضر"

2-6-2011 | 12:13
قنا - محمود الدسوقي
مازال في جعبة أنس دنقل كثير من إبداعات شقيقه أمل الملقب بأمير شعراء الرفض، وهو يرى أن إبداعات أمل التي لم تنشر هي حق لعشاقه وللنقاد لتقييمها فنيا، حيث اتهم عبلة الرويني، أرملة شقيقه الراحل بإخفاء قصائد حب كتبها أمل لمن توصف بـ"ذات العيون الخضر".
موضوعات مقترحة

جاء هذا في حوار خاص لأنس مع "بوابة الأهرام" في مدينة قفط بمحافظة قنا، حيث تحدث عن أمل وعبلة و"ذات العيون الخضر"، وفيما يلي نص الحوار:
- ما حكاية قصة الحب التى كانت سببًا فى عدم نشر مجموعات قصائد لأمل دنقل حتى الآن؟
* الحب فى حياة أمل دنقل كان قويًا جارفًا لكن أهم قصة فى حياة أمل دنقل هى قصة حب ذات العيون الخضر التي بدأت فى نهاية الخمسينيات من القرن الماضى، حيث كنا نسكن فى مدينة قنا، وكانت أيامها مدينة قنا تمتلىء بالموظفين من أهالى الشمال وكثير من المدرسين اليساريين الذين أبعدتهم السلطة ونفتهم الى صعيد مصر، أتذكر بينهم الناقد المهاجر إلى أمريكا حاليًا ومدرس الفرنساوى فى مدرسة قنا الثانوية الأستاذ توفيق حنا أول من اكتشف أمل دنقل والأبنودى.
كانت مدينة قنا، أيامها أكثر انفتاحا من أيامنا هذه، حيث الموظفين المثقفين من أبناء الشمال وقصص الحب التى تدور بين أبناء الصعيد وبنات الشمال، وذات العيون كانت جارتنا ووالدها مدرس موسيقى بمدرسة المعلمين الموسيقيين أيامها كانت صبية ملائكية ملامحها طفولية شبهها أمل فى قصيدة "العينان الخضراوان" بالسيدة مريم العذراء المسبلة بالأجفان، حيث إنها كانت شديدة الرقة والجمال وكانت شقتهم مجاورة لشقتنا وبحكم أن والدها مدرس موسيقى ولديهم كل أدوات العزف عود وكمنجات وخلافه وتعزف الموسيقى ونغنى معا أغانى عبدالحليم الوطنية ويسمعنا أمل بصوته أغنية عبدالحليم " فوق الشوك مشانى زمانى".
يضيف أنس: ربط الحب الجارف قلبى أمل و(ع) بنت المنصورة الصبية، ثم كان مشروع زواج لم يكتمل لأسباب مادية تتعلق بالأسرة وقتها، حيث كان والدى متوفيا وأرضنا الزراعية تحت يدى المستأجرين بحكم قانون الإصلاح الزراعى أيامها، ولم يستطع أمل الزواج لكن ظل حبه لهذه الطفلة الجميلة ينبض فى قلبه ويتردد فى كل اشعاره وكل دواوينه المنشورة وغير المنشورة ومن بينها الديوان الذى لم ينشر وعنوانه "العيون الخضر".

- ما مصير ديوان العيون الخضر؟
* لهذا الديوان قصة، فهو مخطوط ومفهرس بخط يد أمل شخصيًا، وعقب وفاة أمل اتفقنا أنا وعبلة على أن نجمع كل ما تحت يدينا ونرسله للدكتور جابر عصفور؛ ليتولى مسئولية نشره بمعرفته وهذا الديوان كان تحت يدى وسلمته للسيدة عبلة الروينى، ومعه قصائد مثل أغنية لـ"الاتحاد الاشتراكي" و"أوجيني" و"عشاء" وغيرها، إلا أنى فوجئت بعدها بأن عبلة أرسلت للدكتور جابر معظم الأوراق ماعدا ديوان العيون الخضر لاسباب تتعلق بها كأنثى لكن لم احترم قيامها بتسليم بعض قصائد أمل لمجلات نفطية مثل قصيدة زيارة التى أهدتها لمجلة المجلة السعودية عدد 266 فى 19مارس 1985 مثلًا وغيرها من القصائد.
بعد ذلك أعطت الديوان للشاعر رفعت سلام وكتب عنها دراسة مطولة وذهبا معًا - كما عرفت من رفعت سلام – للأستاذ محمد الشبه حيث كان مدير لمكتب إحدى جرائد الخليج لكنهما اختلفا على توزيع عائد الديوان بينهما، وكانت خصومة انتقلت لصفحات الجرائد، اعتقد أن سبب عدم نشر قصائد الديوان حتى الآن هى ماتريد أن تظهر به عبلة أمام الناس بوصفها الحب الأول والأخير لأمل، حيث إنها حتى الآن لم تحقق ذاتها سواء أدبيا أو إنسانيًا، وحتى الآن وهى تقترب من عامها الستين العام المقبل ماتزال تعيش بوهم الحب الأول والأخير وبغض النظر عما تدعيه من المستوى الأدبى لهذه القصائد، فأعتقد أن ما يحكم على القصائد لست أنا أو الصحفية عبلة لكن نقاد الشعر وعشاق الشعر وسواء أنا أو عبلة لا نملك أن نحجر على تراث أمل دنقل .

يضيف أنس كان هناك مشروع اتفاق بينى وبين الأستاذ مجدى الجلاد، رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم، على نشر ديوان العيون الخضر وقصائد أخرى لم تنشر لأمل دنقل، ويتضمن نشر هذه الأعمال على سبع حلقات فى جريدة المصرى اليوم، ومن ثم إصدارها فى كتاب ضمن منشورات الجريدة، ولكن تعثر هذا الموضوع بسبب اعتراض السيدة عبله رغم أننا لا نعرف عن السيدة عبله سوى أنها أرملة أمل دنقل منذ ما يقارب الثلاثين عاما، وأذكر أن عبلة وأنا وأى أحد من أسرة أمل لا نملك أن نحجز أشعار أمل أو الحكم على مستواها، فهذه كما قلت مهمة نقاد الشعر وعشاق أمل .

- ما حكاية قصيدة "الشرطي السري التى أهديتها للبوابة؟
* قصيدة "إهداء" للشرطي السري وهى منشورة ضمن ديوان احاديث فى غرفة مغلقة وهى مختارات شعرية نشرت عام 1978 فى حياة أمل دنقل وقبل أن يتزوج عبلة، وكما جاء فى كتابها بيلوجرافيا أمل دنقل منشورات المجلس الأعلى للثقافة ص 27 ، وقد نشرت القصيدة ضمن هذا الديوان الصادر عن الشركة العامة للنشر والتوزيع الإعلامى طرابلس ليبيا 1978، وهذا الديوان منع من دخول مصر وقتها وبالتالى القصيدة لم تنشر فى أى أعمال صدرت لأمل داخل مصر حتى الآن.

- هل هناك قصائد أخرى ؟
* قصائد عديدة بخلاف ديوان العيون الخضر مثل قصيدة بكائية تل الزعتر " المنشورة فى مجلة الهلال المصرية ولم تتم إضافتها للأعمال الكاملة وغيرها وغيرها من القصائد .
ويضيف أنس دنقل وبحدة: عبلة الروينى تعتبر نفسها البوابة الوحيدة للدخول للعالم الشعرى لأمل، فهى طوال سنوات عمرها المديد حتى الآن لم تجد نفسها بعيد عن امل دنقل ولذلك تفرض ذوقها الشخص على ما ينشر وما لا ينشر لأمل باعتبارها المتحدث الرسمى الوحيد باسم امل وهذا مرفوض ولن يحدث مستقبلًا.
بفخر يقول شقيق أمل:أخي بشر بثورة 25 يناير منذ اكثر من أربعين عاما، هل قرأت قصيدة "بيان" التى يقول مطلعها فى ديوان تعليق على ما حدث:
أيها السادة لم يبق اختيار
سقط المهر من الأعباء .... الى آخر القصيدة
وهل قرأت قصيدة اغنية الكعكة الحجرية عن ميدان التحرير عام 1972 وكأنها كتبت اليوم
أيها الواقفون على حافة المذبحة .........الخ

- مسرحية الخطأ التى نشرتها لأمل بخط يده منذ سنوات؟ لماذا أغضبت البعض؟
* مسرحية الخطأ مكتوبة واصلها موجود لدى بخط يد أمل دنقل المعروف وقد نشرت صورها فى جريدة البديل قبل أن تتوقف ربما اعتراض عبلة لانها كانت تريد ان تكون مصدر هذه المسرحية ربما لاننى نشرتها شخصيًا فى جريدة البديل الفقيرة ماديا والتى لا تدفع شيئًا ولكنها جريدة محترمة وربما كانت تفضل النشر فى جرائد الخليج الاكثر سخاء بالنسبة لها كما فعلت عندما نشرت عبلة قصيدة "زيارة" فى مجلة المجلة السعودية.

يؤكد أنس أن الشخصيات اللصيقة بأمل فى حياته عديدة منها الراحلون د لويس عوض ويوسف ادريس والدكتور عبدالمحسن طه بدر والاحياء عبداالرحمن الابنودى ود جابر عصفور والدكتور سيد البحراوى والدكتور فهمى عبدالسلام وغيرهم كثيرين .

أمل دنقل لم يكن شاعر نظام بل شاعر الشعب والبسطاء المهمومين وبالتالى لا نبحث عن تكريم لأمل رسميًا لكن التكريم الحقيقى هو أن يظل أمل دنقل مقروءًا وأشعاره فى صدور الناس، أما عن بيت ثقافة أمل دنقل، فهو عبارة عن شقتى بدروم فى عمارة إسكان شعبى فى مدينة قفط تطفح فيها المجارى والمشكلة ان محافظى قنا فى عهد محافظيها رجال الشرطة لم يكونوا يهتمون إطلاقًا بأمل دنقل وبالتالى لا علاقة لأمل أو لنا بما يسمى بيت ثقافة أمل دنقل .

- كيف نجا أمل دنقل من الاعتقال وبطش السلطة؟
* فى عام 1966 نشر أمل فى مجلة روز اليوسف قصيدة بعنوان الارض والجرح الذى لا ينفتح نشرت ضمن ديوان " البكاء بين يدى رزقاء اليمامة " وتنتقد حكم العسكر فى العراق وقتها وبعد نشر القصيدة عام 1966 رد الملحق النقابى للسفارة العراقية فى العدد التالى يهاجم تطاول هذا الشاعر على النظام العراقى الثورى مما ادى لصدور قرار باعتقال امل، لكن بعض أقاربنا من ضباط الشرطة ابلغوا أمل بالأمر، فسارع بالسكن مع الشاعر سيد الشرنوبى فى 93 شارع القلعة محمد على بالقاهرة، وهذا الشاعر هو الذى كتب عنه أمل قصيدة " وجه " فى آخر قصائده " الجنوبى "، واستمر اختفاء أمل لعدة شهور حتى تم الغاء أمر الاعتقال، لكن من يقرأ قصيدة " الأرض والجرح الذى لا ينفتح " يشعر بأنها كتبت عن العراق وما يحدث بها.. حاليا أرجو أن تقرأوها معنا.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة