توصل الدكتور عادل محمد الحديدي أستاذ الهندسة النسيجية بكلية الهندسة جامعة المنصورة، إلى اكتشاف علمي غير مسبوق، حيث استطاع تحويل عوادم مصانع النسيج وتحويلها إلى نسيج غير مغزول يصلح فى علاج مشكلة غرق أجزاء من أراضى الدلتا فى حال زيادة المنسوب.
موضوعات مقترحة
وأشار الدكتور عادل الحديدي أن هناك مخاوف من تهديدات غرق الدلتا بناءً على الدراسة التي قامت بها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حول آثار ارتفاع منسوب مستوي سطح البحر علي مدينتي الإسكندرية وبورسعيد، وأنه في حال ارتفاع مستوي سطح البحر بحوالي 30 سنتيمترًا بحلول عام 2025، فإنه من المتوقع أن تفقد الإسكندرية حوالي 19 كم من مساحتها وأن يتم تهجير حوالي 545 ألف نسمة، إضافة إلي فقدان نحو 70.5 ألف وظيفة، مشيرًا إلى أن الانتقال من الوادي إلى الصحراء قد يكون هو الحل الوحيد المتاح، ولكن عليه كثير من التحفظات، و له أيضا كثير من الإيجابيات.
واستطاع الدكتور الحديدى حل مشاكل الصحراء عن طريق استخدام المنتجات النسيجية كبدائل للتربة الزراعية واحتفاظ النسيج بالمياه وزراعة أنواع من الخضر والنباتات، وقد تمت تجربتها بالفعل وأعطت نتائج مذهلة بحيث يستطيع النسيج إنبات نباتات كثيرة، وبذلك نجد حلا لمشكلتين أساسيتين في زراعة الصحراء التربة وتوافر المياه.
كما يمكن استخدام المنتجات النسيجية في رصف الطرق عن طريق وضعها بين الطبقة الجيرية والطبقة السوداء للأسفلت ولها العديد من الفوائد منها تقليل تكلفة رصف الطرق بعد وضع النسيج عن طريق تقليل الطبقة السوداء وهى الأعلى سعرا، كذلك تحمل الطرق بعد وضع النسيج لأحمال هائلة دون حدوث انهيارات أو هبوط للتربة في الطرق، وبذلك يتم الحفاظ على شبكة طرق سليمة لفترة طويلة، إضافة إلى استخدام النسيج في الحماية من انهيارات الكثبان الرملية والجبال على الطرق الصحراوية عن طريق وضع النسيج على الكثبان الرملية وتغطيتها وقت هبوب الرياح، ووضعها أيضا على الجبال القريبة من الطرق الصحراوية، وبذلك يمنع النسيج من تراكم الكثبان الرملية على الطرق وقد تمت تجربته داخل مصر وخارجها.
كما يستخدم النسيج في ترشيح مياه الشرب وقد تم تجربته في محطة مياه المنصورة للشرب وأعطى نتائج مذهلة في ترشيح المياه وتنقيتها من البكتريا والملوثات، وبذلك تكون تكلفة ترشيح المياه وجعلها صالحة للشرب قد قلت كثيرا بالمقارنة لاستخدام المواد الكيميائية مثل الكلور والشبة.
ومن جانبها أكدت الدكتورة جيهان فؤاد مدير المركز الإعلامى بالجامعة أن هذا الاكتشاف يعد إضافة إلى سجل الإنجازات العلمية لجامعة المنصورة ويعد هذا الإنجاز نتاج تدعيم الجامعة للمشروعات البحثية التي يقدمها الباحثون والتي تسهم فى حل للمشكلات البيئية والصناعية للمجتمع وأن المرحلة المقبلة تتطلب التخلي عن الشعارات واللجوء للعمل الجاد وبناء الوطن على أسس علمية واستغلال الإمكانات المتاحة بأقل التكاليف دون إضافة أعباء مالية على الدولة والتوسع في المشروعات الإنتاجية التى تخدم المجتمع.