Close ad

بالصور.. أبوالحمد.. ٥٦ عامًا من التنقل في الصحاري لخدمة جماهير الفروسية

2-5-2016 | 14:57
بالصور  أبوالحمد ٥٦ عامًا من التنقل في الصحاري لخدمة جماهير الفروسيةالعم ابو الحمد في سباقات الخيول في الصعيد
قنا - محمود الدسوقي
لايدري العم أبوالحمد، 56 عامًا، منذ متى قرر التنقل بأدوات البوفيه والمقهى الذي يمتلكه وراء احتفالات صابية الخيول التي تمتلك شيوعًا عند الصعايدة أكثر من لعبة كرة القدم، كل مايعرفه أنه دائم التنقل بين محافظات قنا وأسوان والأقصر وراء كل احتفال كبير تقام فيها الفروسية بنظامها القديم والتقليدي الطارد والمطرود أو بنظامها المعروف بحمل الزان أو العصى، مؤكدًا أن كل عمل في الحياة شاق وصعب.
موضوعات مقترحة


في حضور ما يقرب من 6 آلاف مواطن و200 فارس من فوارس محافظات الصعيد، تواجد العم أبو الحمد في ختام أشهر سباق للخيول في الصعيد بقرية الدير التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، والذي اختتم فعالياته، الجمعة الماضية، حيث قام بنصب خيامه كي يستظل بها الناس من شمس الصعيد الحارقة.

"الشمس الحارقة تجعل الاحتياج للسكريات ومناديل القماش التي توضع على الجبهة أو حولها لتمتص العرق، بالإضافة للمثلجات، حيث تكون من الضرورياتـ، وعلى البائع أن يتحين فرصة الاحتياج ليقوم بترويج بضاعته لجمهور يتوافد بالآلاف من كافة مراكز وقرى محافظات الصعيد لحضور الصابية"، هكذا تحدث عم أبوالحمد عن عمله.

يضيف أبوالحمد لــ"بوابة الأهرام" أنه مجبر أنه يعمل من الصباح الباكر، منتظرًا توافد الجمهور لحضور احتفالية الصابية حتي وقت غروب الشمس وانتهاء السباق، لافتًا إلى أنه مضطر إلى الحضور من أسوان كل فجر يوم حتي انتهاء المولد الذي يستمر لمدة 7 أيام كي يتعايش منها، مؤكدًا أن أوقات المرماح تصل لمدة يومين ويكون محتمًا عليه التواجد في المولد حول ضريح الشيخ أحمد بن إدريس، وفي وسط البلدة، قبل أن يقوم بنقل أداواته للصحراء لنصب الخيام لحضور احتفالات الصابية في ختام المولد.

"مهنة خطرة، كثير من الخيول انحرفت عن مسارها لأن الخيول تتسابق وهي عمياء فتدخل في مكان الجماهير وربما تدخل في مكان البوفيه"، هذا ما يؤكده العم أبوالحمد، لافتًا إلى أن لكل مهنة مخاطرها، مضيفًا أن عليه أن يستقل مواصلات صعبة كي يصل للصحراء التي تقام فيها سباقات الخيول، وأن عليه أن يؤمن أن أي خسارة بإمكانك أن تعوضها في الحياة، خاصة لو كانت أدوات تباع وتشترى مثل أدوات البوفيه والمقاهي.

في سباق قرية الدير والذي امتد لمسافة 10 أفدنة صحراوية بعيدة عن المساكن بعد قيام الأهالي وعشاق الخيول بتمهيد الأرض الصحراوية لتصل المسافة في السباق 3 كيلو ونصف يحددها لجنة التحكيم المشكلة من كبار الفوارس ومنظمي السباق، وهي مسافة رغم مشقتها إلا أن آلاف المواطنين يذهبون لها مستمتعين بالفروسية رغم مشتقتها، ومنهم أيضا العم أبوالحمد الذي ينشغل يوميًا لراحة الجمهور الذي يجلس في البوفيه ويشاهد الصابية مثله مثل أي عاشق للخيول وسباقتها.

بجوار البوفيه يقوم مواطن آخر على بعد عدة أمتار ببيع المشروبات المثلجة ويقوم آخر ببيع الحمص أو السكر، الباعة يعرفون جيدًا أن الجسد الذي يفقد الكثير من تعرضه للشمس الحارقة يحتاج سكريات، إلا أن البيع هنا مختلف، فكوب الشاي الواحد يباع بـ2 جنيه، وكذلك اليانسون والحلبة وغيرها.

يوضح العم أبوالحمد أن هذه الأوقات نادرة، فلا تقام سباقات الخيول إلا في الموالد ولا تقام إلا لمدة يومين فقط في أيام المولد العديدة بعد عدة شهور وفي أوقات محددة، مشيرًا إلى أن ارتفاع ثمن المواصلات الصعبة بين المحافظات والمراكز من جهة وبين وسط البلدة وصحاريها يجعل كل بائع هنا لابد أن يعوض خسارته فهناك فرق بين أن يكون لك مكان محدد لتبيع بضاعتك، أو تكون متنقلًا تقتنص المواسم لتربح.

حين يبدأ السباق النهائي ينشغل الجمهور في مراقبة الفوارس يرفعون العصي ويهتفون خلف كل حصان فائز، يتركون أماكنهم التي يجلسون فيها تحت البوفيه، لذا يصمم العم أبوالحمد على المحاسبة أولا بأول، ربما يبادل الجمهور الضحكات في مسميات الحلبة الحصى واليانسون، وربما يحدثهم عن المشقة التي تجعله يحمل أنابيب البوتجاز حتى يصل لمكان الفروسية في الجبل الواسع المتطرف، وربما يحدثونه عن احتياجهم لقطرة مياه مثلجة، فيقول لهم "اصبروا لما تيجي الكهرباء ياحبايب واالتلاجة تشتغل، أو تروحوا للراجل إللي بيحمل لوح تلج قبل ما يذوب".

يؤكد أبوالحمد أن عمله لا يشغله عن متابعات سباق الفروسية، وعن الحصان الذي يتمنى فوزه، ثم يسترسل لك في الذكريات التي شاهدها بعينه، وخاصة حين يموت حصان فائز وقت السباق فيقوم الجمهور بدل الاحتفال برفع الحداد عليه، ويقومون بتكفينه وتشييعه لمثواه الأخير، وربما يحدثك عن مواصفات الفارس المحنك الذي يعرف كيف يقود الحصان وعن طباع الفوارس المختلفة عن الناس جميعًا.

من القواعد على الفارس ألا يجبر الحصان على الدخول لأي مكان لا يهواه، بجانب أن لغة الحصان تكون باللمس الرقيق، وأن تسمح لنفسك بمعاملة الحصان بلغة القرب والدفء، فالحصان دائمًا يعرف صاحبه من رائحته، لذلك هو يعطي لصاحبه الصهيل الدائم عند دخوله عليه، وهذا ما يعرفه حتى جمهور الحصان الذين ينتشون طربًا وفرحًا وهم يشاهدون سباقات الخيول ويجلسون في مقهى البوفيه المتنقل للعم أبوالحمد.
١١

١١

١١

١١

١١
كلمات البحث
الأكثر قراءة