Close ad

بالفيديو.. النيل فيه سم قاتل.. 4 ملايين متر مكعب "مياه مجاري" غير معالجة تصب بفرع رشيد يوميًا

3-9-2015 | 15:15
الجيزة - محمود عبدالله دسوقي
رحم الله "أبو التاريخ" ،المؤرخ اليوناني الإغريقى هيرودوت صاحب المقولة الشهيرة "مصر هبة النيل" الذى لو كان على قيد الحياة لمات قهرًا وكمدًا على ما وصلت إليه حالة نهر النيل الآن الذى لم يعد يهب المصريين الحياة، بل أصبح مصدر إصابتهم بالأمراض والأوبئة، لما يلقى فيه من مخلفات ومياه صرف صحى غير معالجة تهدد سكان قرى كاملة بالموت.
موضوعات مقترحة


كارثة حقيقية يتعرض لها نهر النيل على مرأى ومسمع المسئولين، ذلك النهر الذي هو شريان الحياة الوحيد، والذي طالما تشدقنا بالحفاظ عليه والعمل على حمايته، نهرنا العظيم الذي حافظت عليه الأجيال السابقة بدءًا من العصر الفرعوني أو ما قبله، وحتى عقود قليلة مضت، أصبح الآن المستقبِل الوحيد والحاضن الأول لما يقرب من 4 ملايين متر مكعب مياه صرف صحي غير معالجة يوميًا بفرع رشيد.

وللعلم .. ليس فرع رشيد فقط الذي يعج بمياه الصرف الصحي غير المعالج، فجميعنا يعرف جيدًا ما يتعرض له النهر من إلقاء مخلفات الصرف الصحي والصناعي والزراعي في باقي المحافظات، وهو ما لم تنكره وزارة الري أو جهاز حماية النيل، الذي يسعى دائمًا للحد من هذه الظاهرة من خلال المحاضر الرسمية والرسائل التحذيرية للمصانع والشركات والمنشآت المخالفة.

"الرهاوي" .. هو المصرف الأول والأكبر على مستوى الجمهورية، في صب مخلفات الصرف الصحي، حيث يتم صب ما يقرب من 4 ملايين متر مكعب مياه صرف صحي غير معالجة في نهر النيل مباشرة عند فرع رشيد.

قاسم محمد عبد السلام الشرقاوي، من سكان قرية الرهاوي، بمركز منشأة القناطر بالجيزة، يبعد منزله بضع أمتار عن المصرف، يؤكد أن المصرف تسبب في إصابة الأهالي في القرية بالأوبئة والأمراض، بسبب الرائحة الكريهة وانتشار البعوض والناموس، وهي مشكلة ليست وليدة اللحظة لكن يمتد تاريخها لسنوات، وسط تجاهل المسئولين.

المشكلة ليست فقط في انتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين، حيث يتم ري الأراضي الزراعية بمياه المصرف، علمًا بأن هذه الزراعات عبارة عن منتجات غذائية مباشرة "خضر – فواكه"، منها ما يتم تسويقه بأسواق الجملة في العبور والسادس من أكتوبر، ومنها ما يتم تسويقه إلى الفنادق والمطاعم الشهيرة، وهو ما يؤكده عرابي عبد العزيز، مزارع من نفس المنطقة.

وعلى الجانب الآخر، تسبب صب مخلفات الصرف الصحي غير المعالج بفرع رشيد بنهر النيل، وفقًا لحسانين السيد - صياد من قرية الرهاوي، في نفوق كميات كبيرة من الثروة السمكية، وعدم صلاحية ما تبقى منها للاستهلاك الآدمي.

ويضيف حسانين السيد، أنه يوجد بمدينة منشأة القناطر، عدة مصارف أخري "صرف صحي"، منها مصرف المريوطية، والمنصورية، وبرقاش، وجميعها تسببت في إصابة المواطنين بالأمراض والأوبئة، كما يتم من خلالها ري الزراعات "خضروات - فواكه".

ويضيف محمود أبو هاشم، من سكان قرية الرهاوي أيضًا، أن صب مخلفات الصرف الصحي غير المعالج بنهر النيل، هي جريمة فى حق الوطن وفى حق المواطنين، وكارثة بيئية لا يمكن غض الطرف عنها، وطالب أبو هاشم المسئولين بسرعة التحرك لإنقاذ نهر النيل من هذه الكارثة، التي تهدد حياه 90 مليون مواطن.

ومن جانبه، قال المهندس أحمد فتحي، رئيس قطاع حماية النيل بوزارة الري، إن الوزارة ليست غافلة على مشكلة مصرف "الرهاوي"، حيث تم عقد عدة اجتماعات مشتركة بين وزارات الري والبيئة والإسكان، وتم الاتفاق مع وزارة الإسكان على إنشاء محطة معالجة في نهاية المصرف تصل تكلفتها حوالي 600 مليون جنيه، لمعالجة مياه الصرف الصحي قبل صبها بنهر النيل.## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ##
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: