لو كنت بدويًا أو عاشقًا للصحراء فعليك أن تحلم بوادي الشطون، خاصة في ظل ارتفاع الحرارة غير المسبوق، حيث يقال عنه إن مياهه لن تنضب إلا حين يأمر الله أن يهدم الجبال ويحشر الناس في أرض المحشر.
موضوعات مقترحة
تقول الأسطورة البدوية إن وادي الشطون الذي يعرفه قصاصو الأثر سيكون الملاذ لكل الكائنات بداية من الإنسان ومرورًا بالطيور والحيوان، وكذلك الزواحف التي تهرب من حرارة الجو.
ذلك الوادي المليء بالأودية المتنوعة التي تحمل عدة أسماء يحفظها أهالي البدو والصحراء، خاصة تلك المرتبطة بالأمراض الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة.
تقول الجغرافيا إن فارق درجات الحرارة وقت ارتفاعها بين الأماكن الصحراوية وبين الأماكن التي توجد فيها الحياة الزراعية تصل لما فوق 30 درجة مئوية في وقت الصيف، بحسب ما أكد الدكتور ناصر عبدالستار أستاذ الجغرافيا بجامعة جنوب الوادي بقنا، مشيرًا إلى أنه لو كانت درجة الحرارة في الأماكن الريفية تصل لـ40 درجة مئوية فإنها تصل في الأماكن الصحراوية لما فوق الـ 60 درجة أو أكثر.
والسؤال الآن كيف يحتمل قبائل العرب والذين يقطنون في الأماكن الصحراوية تلك الحرارة المرتفعة ؟ وهل يتأثرون بحرارة الجو المرتفعة؟ هل ظهرت حالات وفاة لصحراوي متأثرًا بالضربات الحرارية والتي أدت لوفاة 61 مواطنًا حسب بيانات وزارة الصحة المصرية ؟ أسئلة توجهت بوابة الأهرام للمختصين سواء كانوا من البدو أو الباحثين الجغرافيين.
يوضح الجغرافي ناصر عبدالستار، أن أهالي الصحراء تكيفوا مع حرارة الجو المرتفعة، لافتًا إلى أن قبائل البشارية والعبابدة الذين يقطنون منطقة حلايب وشلاتين يتعودون علي درجة حرارة الصحراء بسبب امتهانهم لحرفة الرعي أما باقي القبائل التي تتعود علي السير في داخل الصحراء فهي تملك تقاليد موروثة للتعامل مع قسوة الطبيعية ومواجهتها، مشيرًا إلي أنه من المحال أن يصاب البدوي بالضربات الحرارية وهو يحمل موروثًا يقيه تلك الضربات ويجعله أكثر تحملاً لها.
نبات الخزامي وقشر الليمون هي أدوات البدوي، حين يريد أن يرتحل في داخل الصحراء، بالإضافة إلي تخزين مأكله ومشربه، لكن علي البدوي أن يحاول الاقتراب من الأودية التي تحوي مياها جوفية كي لا يحاول نفاذ مخزونة من المياه، هذا ما يؤكده العم حمد الحروبي لــ"بوابة الاهرام " لافتًاإلى أن نبات الخزامي العطري قادر علي القضاء علي ضربات الشمس.
وأشار حمد إلى أن حرارة الجو المرتفعة أدت إلي تقليص الرحلات الجبلية داخل الصحراء، وصارت 10 أيام بدلا من 20 يوما وكان التقليص بسبب خروج الأفاعي السامة بكافة أنواعها من مكامنها، وكذلك العقارب السامة بسبب حرارة الجو المرتفعة مضيفاً أن الخوف من الأفاعي التي كانت بأنواع مختلفة وشرسة هي السبب في تقليص الرحلة وليس حرارة الجو أو الضربات الحرارية للبشر.
ونبات الخزامي ينبت في المناطق الباردة وشبه الباردة في الصحراء ولونه بنفسجي وهو نبات عطري تغزل فيه الشعراء العرب ويؤكد أهالي البدو أنه يقوي الروح ويشعر من يتناول شرابه أو يقوم بعمل دهان له في جسده بالانتعاش بالإضافة إلي قشر الليمون ويتخذه البدوي معه دائمًا في مخزون طعامه وشرابه .
وأضاف حمد الحروبي، أن موجة الحرارة المرتفعة لم تؤثر علي العرب القاطنين بالأماكن الصحراوية بسبب تعودهم من جهة وبسبب أنهم تعلموا من تاريخ أجدادهم بعض الأدوية الطبيعية للقضاء علي الضربات الحرارية مثل شجر الغزال الذي ينبت بكثرة في الصحراء والذى يستخدم أيضًا لقضاء علي لدغات العقارب والأفاعي، بالإضافة لقضائه علي الضربات الحرارية.