حالهم كحال المتضررين من أى حادث سواء انفجار أو انهيار عقار، يرفضون البدائل التى تتطرحها لهم محافظة القاهرة من وحدات سكنية بديلة بمدينة السادس من أكتوبر، وكأن هذه المدينة أصبحت شبحًا مخيفًا لقاطنى العشوائيات والمناطق الفقيرة بالقاهرة.
موضوعات مقترحة
ينفرون منها لبعدها عن أماكن عملهم وارتفاع سعر المعيشة بها، فضلا عن أن أجهزة المحافظة تعوضهم بوحدات سكنية فى أماكن متطرفة بالسادس من أكتوبر، فلا مرافق ولا خدمات، كما أن أغلبية المنقولين ميسورون الحال، فلا يمتلكون سيارات فارهة تنقلهم من مكان لآخر.
وهو واقع رفضه، أهالى "مثلث ماسبيرو" الذين تضررت منازلهم من انفجار القنصلية الإيطالية مطلع الأسبوع الجارى.
كان جلال سعيد، محافظ القاهرة، قد تفقد موقع الانفجار، والتقى بعدد من الأهالي استمع لمطالبهم، مؤكدا لهم بأن الحفاظ على حياتهم أغلي من أي عقارات وأن المحافظة لن تتواني فى الحفاظ على أرواحهم ونقلهم إلي وحدات سكنية أمنة والمتاحة حاليا بمدينة 6 أكتوبر بصفة مؤقتة.
وأضاف المحافظ، بأنه سوف يتم معاملة الذين سيتم نقلهم كمعاملة سكان المنطقة المقيمين في حالة صرف أي تعويضات عن المنطقة خلال أعمال تطوير "مثلث ماسبيرو"، وأن كافة حقوقهم محفوظة لدى الحي والمحافظة.
وأشار، إلى أنه تم تكليف لجان لحصر كافة الأضرار الناتجة عن الحادث وتحديد المباني التي تأثرت منه، وسوف يتم البت في كل عقار على حدة واستخراج القرار المناسب له سواء بالإزالة الكلية أو الإزالة الجزئية أو التنكيس أو الترميم، وسوف يتم تعويض السكان في حالة الإخلاء بتوافر وحدات سكنية أخرى لهم.
أما بشأن مبني القنصلية الإيطالية، فقد أوضح المحافظ، بأنه مسجل بالكامل كمبني ذو طراز معماري متميز، وتأثرت الواجهة الغربية للسور والمبنى المجاور لها بتلفيات شديدة، وتم تكليف شركة مقاولات متخصصة للعمل خلال 24 ساعة، لإعادة القنصلية الإيطالية لحالتها الأولى وبالتعاون والتنسيق مع الجانب الإيطالي.
فى المقابل، رفض سكان "مثلث ماسبيرو" الانتقال للسادس من أكتوبر، وأوضح مصطفى أنور، من الأهالى، لـ "بوابة الأهرام"، إن مسئولى محافظة القاهرة، وعلى رأسهم المحافظ، لا يهمهم الأهالى، ويحرصون فقط على إعادة القنصلية لما كانت عليه.
وأضاف أنور، أن ما يقرب من 20 منزلا بشارع ظاهر الجمال، تضرروا من الانفجار، وانهارت أجزاء من تلك المنازل، ناهيك عن تضرر منازل أخرى بحارة شركس وشارع أبوطالب، ومنازل مجاورة أيضا للمدرسة اللاتينية.
أما محمود عبدالله، فقد أكد أن المسئولين تركوهم بالشارع منذ السبت الماضى وهو اليوم الذى شهد تفجير القنصلية، حيث اكتفى رئيس الوزاراء بتفقدها، دون النظر لمنازل الأهالى.
وبالنسبة لأيمن عبدالتواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، فقد وعد الأهالى بإرسال خزان مياه لهم، بعد قطعها عنهم لمدة تزيد عن الخمس ساعات، ولكن الوعد أيضا لم يتحقق.
من جانب أخر، رفض وليد على، من الأهالى، الانتقال لأكتوبر، مؤكدا أن الوحدات الموجودة هناك غير آدمية، وفى أماكن نائية عن عملهم، فهو أرزقى يعمل باليومية فى حى الزاوية الحمراء، وحين ينتقل لأكتوبر، فسيستغرق ما يقرب من 4 ساعات فى الطريق، فضلا عن تكبده مواصلات باهظة الثمن.
"سعر المتر فى حى بولاق أبو العلا 40 ألف جنيه، وشقة المحافظة فى أكتوبر يوم ما هاتتمعظم سعرها هيكون 18 ألف جنيه"، عبارة ذكرها نصرى محمود، أحد أصحاب المحال التى تضررت من تفجير القنصلية، مؤكدا هو الأخر رفضه للتعويض المادى، أو حتى منحه بديلا بأكتوبر.
"إحنا مش هانمشى من هنا حتى لو موتونا.. دى أرض أجددنا"، عبارة أخرى ذكرتها الحاجة حمدية، أحد أقدم المسنات بمثلث ماسبيرو، موضحة أن واجهة منزلها تضررت من الانفجار، ورغم ذلك فهى متضامنة مع الأهالى ولن تنتقل لأكتوبر، مطالبة محافظ القاهرة بإصلاح المنازل المتأثرة من الانفجار قائلة" الإيطاليين مش أحسن مننا".
يذكر أن محافظ القاهرة، كلف مديرية الإسكان بسرعة الانتهاء من حصر شامل لكافة التلفيات بموقع انفجار محيط القنصلية الإيطالية، ومتابعة دورية لعمل المقاول المنفذ لأعمال الترميم الذى استلم الموقع مباشرة عقب انتهاء اللجنة الهندسية وبحوث الإسكان لحصر تصدعات العقارات المجاورة لمبنى القنصلية بمحيط موقع الانفجار بحى بولاق أبو العلا من أجل التخفيف عن كاهل المتضررين من المواطنين فى ظل هذه المأساة، ورفع العبء عنهم بعد تعرض منازلهم لآثار حادث الانفجار الإرهابى.
كما جار التواصل مع أصحاب 20 سيارة تضررت بفعل الانفجار بنسب متفاوتة.