وجه المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، كلمة لفعاليات "مبادرة تأييد" من المصريين في الخارج التي عقدت تحت عنوان: "ادخلوها آمنين" بمحافظة الأقصر تحت رعايته، قال فيها ، إن حرصكم على مشاركة أبناء الوطن جميعاً فيما تمر به البلاد من ظروف استثنائية بسبب الأحداث الإرهابية الأخيرة ، هو أمر يدعو إلى مزيد من التقدير لكم ولأدواركم فى الحاضر والمستقبل .
موضوعات مقترحة
وأشار إلي أن التعاطف الذى أبديتموه مع عائلات شهداء الجيش والشرطة فى سيناء ومع حادث استشهاد المستشار النائب العام يدل على أنكم تتمتعون بحس وطنى عال وتوازن فيما تحملونه من اعتبارات سياسية وإنسانية .
ودعى رئيس الوزراء في"مبادرة تأييد" التي نظتمها وزارة القوى العاملة والهجرة بالتنسيق مع عدد من المصريين فى الخارج- أن ينقلوا حصائل معايشتهم لتلك الأحداث وآثارها إلى المجتمعات الخارجية التى تعيشون فيها.
وأكد رئيس مجلس الوزراء في كلمته التي ألقتها نيابة عنه الدكتور ناهد عشري وزيرة القوي العاملة والهجرة ، أن مقاومة الإرهاب ومحاصرته وتجفيف منابعه إنما تبدأ من الفكر والعقل قبل أي شئ آخر ، مشيرة إلي أن تربية النشأ الصغير على معاني التسامح والاعتدال وتنويع مصادر المعرفة ، يمكن أن تكون لبنة أساسية فى تجنب الوقوع تحت تأثير الأفكار المتطرفة والدعاوى المتشنجة ، وأخذ الدين برفق دون تشدد أو مغالاة هو الخطوة الثانية ، وقد يعقب ذلك العمل على رفع المعاناة عن الفقراء والمهمشين والمحرومين من فرص العمل اللائق حتي لا يقعوا فريسة اليأس والإحباط ومشاعر المرارة تجاه المجتمع .
وأضافت "عشري" أنه إذا كان ذلك يمثل بعض الوسائل التى يمكن أن تتحصن بها أجيالنا الناشئة ضد تطرف الفكر والميل إلى العنف فقد يلزم أيضا أن نطالع جميعا تجارب الدول الأخري التى نجحت فى تجاوز مثل تلك الظواهر والمخاوف وانتقلت بشعوبها إلى مراحل أكثر أمنا واستقراراُ بفضل السياسات التى اتبعتها فى رعاية عائلات المسجونين والمعتقلين وشهداء الإرهاب ، وفى تطوير القوانين المنظمة للعمل الاجتماعي ونظم الإعلام والنشر والتوثيق وتداول المعلومات وغير ذلك .
وذكرت أنه إذا كنا قد اخترنا للقائنا الراهن فى الأقصر شعاراً تفرضه الظروف الاستثنائية التى تمر بها مصر حالياً وهو شعار (ادخلوها آمنين ) فقد يجوز لنا التفكير من الآن فى العناوين والمعاني الإيجابية الأخرى التى سوف نختارها للقاءاتنا فى الأعوام القادمة بعد دحر الإرهاب والقضاء على أسبابه ، وقد يكون من بين تلك الأفكار الجديرة بالتحضير المبكر ما يتصل بتشجيع الصناعات والمنتجات المصرية ، أو المساهمة فى القضاء على أحد الأمراض الشائعة ، أو مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة وغير ذلك من اهتمامات وطنية وإنسانية يقدرها أبناء مصر الأوفياء فى الداخل والخارج.
ودعى رئيس الوزراء رؤساء وأعضاء الاتحادات المصرية فى الخارج المشاركين أو الذين لم يسعفهم الوقت لمشاركتنا أن يفكروا فى جعل هذا اللقاء على أرض الأقصر العظيمة لقاءاً سنويا متكررا تتجدد به مشاعر الاعتزاز بالحضارة المصرية العريقة والانتماء الوطني ، وتزداد فيه تباعاً أعداد الأصدقاء من السائحين الأجانب بدعوة منظمة نشارك جميعنا فى الترتيب لها سنوياً بحيث يستفيد الأصدقاء الأجانب أيضا من فرص السياحة المخفضة ، والتعرف على آثارنا التاريخية القديمة وأنماط حياتنا المصرية ومظاهر التقدم الحضاري التى نعيشها ونطورها يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام .
وطالب محلب أن يتكرر هذا اللقاء بانتظام فى السنوات القادمة ، مشيرا إلي أن وزارة القوى العاملة والهجرة ستكون نقطة الاتصال التى يمكن من خلالها متابعة هذا اللقاء الدورى والترتيب له مع المؤسسات الأخرى ذات الصلة .
وأعرب رئيس الوزراء عن أمله وثقته فى أن لقاءنا القادم سيتم فى ظروف تكون مصرنا العزيزة قد تخلصت فيها من بقايا الإرهاب وخمائر العنف ، وتكون الأقصر قد استعادت كل فرص السياحة الآمنة وازدادت تألقاَ ورونقاً وجمالاً بفضل أهلها العظماء ومسئوليها العاملين بجد وصدق وإخلاص